رفضت شركة رونو الفرنسية الاقتراح الجزائري بإنشاء مصنع لها في جيجل، وقالت إن المنطقة لا تتوفر على مقومات نجاح مشروع كبير، وذلك في سياق مسلسل طويل للعراقيل التي يضعها المصنع الفرنسي للتهرب من وعده بإقامة هذا المصنع. وكشف أمس وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار محمد بن مرادي على هامش اجتماع اللجنة المختلطة الجزائرية الألمانية، أن شركة رونو الفرنسية لصناعة السيارات قد رفضت إقامة مصنعها في منطقة بلارة (جيجل) الأمر الذي عطل المفاوضات حول هذا المشروع. وأوضح بن مرادي الألمانية أن «المفاوضات أخذت أكثر من الوقت المحدد بحيث اعتبر الشريك الأجنبي أن المكان المقترح لإقامة المصنع بعيدا عن تجمع العمالة وأنه لا يوفر الفرص اللازمة». وأن قرار الحكومة الجزائرية أقامت هذا المصنع في ولاية جيجل أملته الحاجة إلى خلق توزان بين المناطق في مجال الاستمثار، ما يعني أن الحكومة ترفض التراجع عن قرار إقامة المصنع بولاية جيجل. وكان الوزير بن مرادي قد أكد شهر نوفمبر الماضي أن «المفاوضات متواصلة مع مجمع رونو بحيث نأمل التوصل إلى اتفاق قبل نهاية السنة»، مشيرا إلى «إمكانية إنجاز هذا المصنع بمنطقة بلارة بجيجل»، غير أن مسؤولين بالشركة الفرنسية أكدوا في ذلك الوقت أن المفاوضات ستأخد وقتا أكثر من المتوقع. وكان من المفترض أن يقام المصنع الذي سينتج 75000 سيارة في مرحلة أولى ثم 150000 وحدة في مرحلة ثانية في الجزائر العاصمة على موقع الشركة الوطنية للسيارات الصناعية، قبل أن تقرر الحكومة نقله إلى منطقة بلارة بجيجل. أما الجانب الفرنسي فذكرت مصادر متابعة للملف أنه مازال يمارس المساومة واللعب على عامل الوقت لافتكاك أكبر قد ممكن من الامتيازات، قبل اتخاد قرار في مسألة إنشاء مصنع بالجزائر. وفي نفس السياق ذكر متابعون للملف أن العقدة الأساسية في تجسيد هذا المشروع هو رفض الجانب الفرنسي قاعدة 51/49 وكذا التمسك بضرورة الإشراف على التسويق وخدمات ما بعد البيع بشكل كشف حجم التحايل الذي تقوم به الشركة لتعطيل مشروع الاستثمار في صناعة السيارات بالجزائر والاستمرار في التسويق باعتبار الجزائر سوقا مربحة، وبالتالي فمسألة رفض إقامة المشروع بجيجل جاءت لتغطية هذه الشروط الفرنسية. وتشير آخر الإحصائيات أن رونو الجزائر احتلت صدارة الترتيب من حيث المبيعات للعام الثالث على التوالي بشكل يؤكد أن خيار التسويق أضحى أكثر نجاعة للشركة الفرنسية من إقامة مصنع، كما أن إنشاء مصنع ضخم لرونو بطنجة المغربية العام الفارط يطرح تساؤلات حول جدية المشروع بالجزائر.