يعتقد الكثير من الناس أن المشي أثناء النوم ما هو إلا نوع من الحركات الخرافية المرتبطة بالأفلام الكرتونية، إلا أن الطب الحديث يؤكد أنه عرض صحي موجود، حيث كشف الدكتور "محمد شريف بلعربي" خلال حديث له مع "السلام اليوم" أن المشي خلال النوم من بين أشهر الاضطرابات التي يمكن أن تحدث للفرد خلال النوم ولكنها من العادات النادرة التي يمكن أن تحدث مرة واحدة في حياة الفرد وقد تتكرر. هذا وأكد الدكتور أن الأطفال هم من أهم الفئات إصابة بهذا النوع من الاضطرابات التي تحدث بصورة نادرة جدا وتختفي بعدها إلى الأبد، ولكن يمكن أن تحدث مرة أخرى في مرحلة عمرية أخرى، كما تزداد هذه الحالة عند كبار الس،ن وقد يكون هذا دليلا على بداية خلل في عمل خلايا الدماغ. وفي شرحه لحالة من يمشي وهو نائم، يقول المتحدث: "إن الفرد يكون في حالة من اللاوعي ويمكن أن يقوم ببعض الأعمال وهو نائم فتجده ينهض من الفراش ويتجه إلى غرف أخرى من البيت أو يتجه لشرب أو قضاء حاجاته وهو نائم، ومن الخصائص الفيزيولوجية التي ترتبط بحالة المشي أثناء النوم هو أن الفرد يكون في حالة من الغيبوبة ولا يدرك ما يقال له في كثير من الأحيان، وقد يصعب إقناعه بالعودة إلى فراشه، كما أنه لا يمكنه التحكم في مختلف الحركات التي يؤديها"، وفي سؤالنا إن كان الفرد يرى ما حوله، فقد أكد الطبيب "أن الفرد يمكن أن يبقى يغط في نومه وعينيه مغمضتين فيما يمكن أن يفتحهما، ولكنه في الحقيقة لا يرى بوضوح الأشياء الموجودة من حوله". ويضيف في نفس الموضوع أن المشي أثناء النوم يبدأ بصورة لا إرادية، كما تنتهي هذه الحالة بنفس الصفة بمعنى دون أن يشعر الفرد بذلك فإنه يعود إلى فراشه من تلقاء نفسه على حد شرح الطبيب، وعن المدة التي تستغرقها تلك الحالة عند الأفراد الذين يتعرضون لها، فيقول أنها قد لا تتجاوز بعض الدقائق، كما أن كل الأحداث التي تكون في تلك المدة التي يقضيها الفرد في المشي وهو نائم فلا يمكنه أن يتذكر شيئا منها. لا توجد أسباب مباشرة للمشي أثناء النوم من الأسباب التي تؤدي إلى هذا النوع من اضطرابات النوم، فيؤكد الدكتور أنه لم يتم تحديد بعد الأسباب التي تجعل الفرد يقوم ويمشي وهو نائم، إلا أن الدراسات التي كانت في هذا المجال، فهي تؤكد أن المشي أثناء النوم راجع بالدرجة الأولى إلى اضطرابات في عمل الدماغ أنها تعود إلى الضغط النفسي الذي يعاني منه الفرد، حيث يعتبر الأفراد الذين يشتكون من توتر وقلق نفسي أو حتى إرهاق شديد هم أكثر الأفراد الذين يزيد احتمال أن يشتكوا من اضطرابات النوم بما فيها المشي خلاله، كما يزداد هذا العرض عند الأفراد الذين لا يحصلون على قسط كاف من النوم. قد يتساءل البعض عن التصرف السليم الذي يسلكه في هذه الحال وإن كان من الضروري إيقاظ الفرد أو تركه نائما، وفي هذا السياق يجيب الدكتور "بلعربي" قائلا: "إن إيقاظ الفرد الذي يمشي أثناء النوم لا يشكل خطرا على حياته، بل على العكس، فتركه يمشي لوحده هو الخطر بحد ذاته في حال اصطدم بشيء ما، لذا يجب أن نوقظه بهدوء حتى لا يؤذي نفسه، لأنه لا يمكن معرفة ردة فعله، كما نحاول توجيهه بهدوء إلى فراشه". وبخصوص العلاج، فيذكر المتحدث أنه لا يوجد علاج محدد لمثل هذه الحالات، ولكن لابد من محاولة تجنيبه أي إصابات خلال مشيه من خلال إبعاد الأشياء المضرة من طريقه مع ضرورة أن يعمل الفرد على تجنب تلك الأعراض من خلال الابتعاد عن الأسباب السابقة الذكر وضرورة أن يأخذ قسطا كافيا من النوم وبشكل منتظم، وخلال عملية التشخيص يجب التأكد من أن الفرد لا يعاني من أي اضطرابات عقلية، إضافة الى عدم تعاطيه بعض الأدوية التي تجعل نومه مضطربا، وقد يستدعي الأمر زيارة طبيب نفسي أو طبيب مختص في الأعصاب من أجل الوقوف على الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة ومحاولة الحد منها.