يقترب الموظفون من سن التقاعد عن العمل عند بلوغهم سنا معينا, ويعتقد البعض منهم أنه بمثابة السن الذي يرتاح فيه الشخص من متاعب العمل لسنوات طويلة, إلا أن بعضهم تنقلب حياته رأسا على عقب بسبب المشاكل التي يواجهها سواء من طرف المحيطين به أو لعدم تقبله فكرة بقائه دون عمل بقية حياته. يعتبر العمل بمثابة وسيلة لكسب الرزق وكذا لسد الفراغ عند بعض العاملين, ولكن أغلبهم لم يضعوا في الحسبان أنه سيأتي اليوم الذي يتوقف فيه الشخص عن العمل عند اقترابه من سن التقاعد الذي يعتقد البعض منهم أن وصوله إليه سيريحه من شقاء وتعب سنوات, لكنه يكتشفون بعد ذلك أن انقطاعه عن العمل بداية لمعاناة من نوع آخر بعد أن تواجهه مشاكل اجتماعية ونفسية بعد ذلك فتنقلب حياته رأسا على عقب بسبب المشاكل التي يواجهوا بعد انقطاعه عن العمل وهذا ما واجهه بعض المتقاعدين الذين لم يذوقوا أي راحة منذ توقفهم عنه بسبب عدم تقبل عائلتهم لهذا الأمر, والبعض الآخر لم يتمكن من التكيف مع الحياة الجديدة بعد انقطاعه عن العمل الذي كان يسد فراغه, ويضفي التجديد على حياته. هم متقاعدون ظنوا أنه بمجرد وصولهم لسن توقفهم عن العمل سيتمكنون من الظفر بقسط من الراحة بعد شقائهم لسنوات لتوفير ضروريات الحياة لعائلاتهم, لكنهم اكتشفوا أن حياتهم انقلبت رأسا على عقب بعد ما واجهوا مشاكل من قبل أحد أفراد عائلاتهم الذين لم يتقبلوا بقاءهم في البيت دون تلبية طلباتهم بعد انخفاض راتبهم عن السابق مع غلاء المعيشة مما جعلهم يعيشون في حيرة دائمة أو أنهم تخبطوا في مشاكل نفسية ولم يجدوا ما يسد فراغهم فشعروا بوحدة رهيبة أرهقت كاهلهم, وقد واجههم نفس القدر وتعرضوا لمشاكل متشابهة عجزوا عن حلها فاختاروا البحث عن أي شيء ينسيهم همومهم, وهذا ما جعلنا نتقرب من هذه الفئة الاجتماعية التي أصبح انقطاعها عن العمل يشكل عائقا في الحياة اليومية للكثير منهم, وأول من التقينا به هو السي "كمال" البالغ من العمر 58 سنة, والذي واجه مشاكل عائلية بسبب وصوله لسن التقاعد بعد ما تلقت زوجته صدمة عندما علمت أنه توقف عن العمل, حيث يقول: "اعتقدت أني سأرتاح عندما أصل لسن التقاعد, ولكني واجهت مشاكل مع زوجتي, لأنها لم تتقبل انقطاعي عن العمل وأصبحت لا تحترمني, خاصة أن عائلتي كانت تعتمد علي في توفير مصاريف البيت, وهذا ما جعلني أبحث عن عمل آخر سائق بالرغم من كبر سني".متقاعد آخر واجهته مشاكل عديدة بعد ما وصل الى التقاعد وبدأ يواجه مشاكل مع زوجته التي لم تتقبل أن يبقى في البيت, وهذا ما حدث مع السيد "عمار" الذي وجدناه بإحدى الحدائق برفقة أصدقائه يلعب بالكرات الحديدية, حيث يقول: "ظننت أني سأرتاح من تعب العمل بعد بلوغي سن التقاعد, إلا أني اكتشفت العكس بعد ما واجهتني المشاكل بسبب رفض زوجتي لفكرة بقائي في البيت, وهذا ما زاد من سوء حالتي النفسية وجعلني أقضي معظم وقتي خارج منزلي ومحروم من دفء العائلة". ومن جهة أخرى, هناك من المتقاعدين من لم يكن يضع في الحسبان أنه سيتوقف يوما عن العمل, خاصة أنه كان يعتبر أنه بمثابة شيء مقدس في حياته لا يستطيع الاستغناء عنه مما يجعله يتلقى صدمة كبيرة بعد تلقيه الخبر فجأة, وهذا ما نفس ما حدث مع السيد "جمال" البالغ من العمر 60 سنة, والذي يقول: "كنت أعتبر عملي أغلى شيء في حياتي, ولم أكن أتوقع يوما أني سأفقد مكانتي المرموقة التي كنت أتمتع بها داخل عملي بطريقة مفاجئة, وهذا ما أثر على حالتي النفسية ولم أتقبل ما جرى لي حتى الآن, خاصة أني تقاعدت قبل وصول السن القانوني بسبب مرضي الذي جعل صاحب العمل يوقفني عن العمل, ومنذ تلك الصدمة التي تلقيتها أصبحت منعزلا عن أصدقائي, وحتى أخجل من عائلتي, لأني شعرت أن حياتي انتهت بتوقفي عن عملي الذي كنت أضعه في المرتبة الأولى في حياتي, وأنه ليس لدي أي قيمة داخل المجتمع, خاصة أني لا أحب الاعتماد على أحد, كون أولادي هم من يشترون لي الدواء, لأن منحة تقاعدي لا تكفي حتى مصاريف البيت مع غلاء الأسعار".في حين أن هناك من المتقاعدين من تغيرت علاقته بأسرته وآخرين دمرت حياتهم العائلية بسبب أن المحيطين بهم الذين كانوا يعتمدون عليهم بشكل كبير في مصاريف البيت, وهذا ما حدث للسيد "مصطفى" الذي تغيرت معاملة زوجته له بعد انقطاعه عن العمل ووصوله لسن التقاعد, حيث يقول: "تغيرت معاملة زوجتي لي منذ وصولي لسن التقاعد ولم تتقبل جلوسي في البيت دون أن أوفر لها المال, وبدأت توجه لي كلاما جارحا, فشعرت أنه لم يعد لي أي قيمة بعد انقطاعي عن العمل ,وبدأت تثير المشاكل, وكان مبررها أن منحة تقاعدي لا تلبي جميع متطلبات البيت مما أدى إلى نشوب خلافات أدت إلى انتهاء علاقتنا بالطلاق". وهناك من المتقاعدين الذين يستغنون عن حياة المدينة وينتقلون إلى الأرياف سعيا وراء الراحة, وهو ما قام به أحد المتقاعدين فضل الهروب من مشاكل بيته والذهاب إلى أحد الأرياف التي تتميز بالهدوء والطمأنينة, مفضلا الانعزال عن حياة المدينة التي قال أنه لم يذق بها يوما مريحا بسبب تراكم متاعب الحياة اليومية بها بمجرد تقاعده حسب ما أكده لنا, حيث يقول: "واجهت العديد من المشاكل داخل عائلتي بعد توقفي عن العمل بسبب كثرة الاحتياجات التي لم أعد قادرا على تلبيتها لعائلتي, خاصة مع انخفاض راتبي الذي أصبح لا يكفي لشراء أي شيء مع ارتفاع الأسعار, خاصة أن جميع عائلتي كانت تعتمد علي لتلبية طلباتها, وما زاد من غضبي أن ابني الذي يدرس بالجامعة لم يكمل دراسته بعد ما عجزت عن تلبية طلباته, وهذا ما جعل زوجتي تلومني عن خروج ابني من الجامعة". ويلجأ الكثير من المتقاعدين إلى المقاهي أو الحدائق هربا من المشاكل التي يواجهونها داخل بيوتهم أو بسبب الملل الذي اقتحم حياتهم اليومية مما يجعلهم إما يهربون خارج منازلهم باحثين عن مكان يقيمون به صداقات جديدة أو يسدون الفراغ من خلال خروجهم إلى أحد الأماكن بحثا عن أي أنيس, وهذا ما لاحظناه داخل إحدى الحدائق الموجودة بساحة أول ماي والتي وجدنا بها مجموعة من كبار السن الذين اختاروا هذا المكان للبحث عن صداقات جديدة أو ممارسة بعض الألعاب ك"الدومينو" أو "الكارطة" لسد الفراغ الذي اقتحم حياتهم بعد توقفهم عن العمل, وهذا ما جعلنا نقترب من أحد المتقاعدين لمعرفة سبب وجوده به وأول من التقينا به هو "عمي سليمان" الذي قال أنه اختار الهرب من البيت للابتعاد عن المشاكل التي واجهته منذ انقطاعه عن العمل وكثرة الخلافات داخل عائلته التي تأثرت بسبب تقاعده الذي أدى إلى انخفاض مرتبه عن السابق "مما جعلني أهرب من المشاكل وأقضي معظم وقتي في المقهى أو مع أصدقائي الآخرين من المتقاعدين الذين يلعبون الدومينو أو استرجاع ذكريات العمل وأحاول قضاء معظم وقتي برفقتهم, لأني أشعر بالوحدة داخل بيتي, خاصة أن معاملة زوجتي وحتى أبنائي تغيرت معي بعد توقفي عن العمل, لأني أصبحت في نظرهم عاجزا عن تلبية حاجاتهم اليومية". ومن جهة أخرى, هناك من يضطر إلى البحث عن عمل بالرغم من أنه وصل إلى سن التقاعد وهذا ما حدث مع السيدة "فضيلة" التي عملت لسنوات طويلة وبعد ما وصلت إلى سن التقاعد تعرضت لمشاكل من زوجها الذي لم يتقبل جلوسها في البيت بعد أن اعتمد عليها لسنوات طويلة لتوفير المال له, حيث تقول: "عملت لسنوات طويلة, ولكني واجهت مشاكل عديدة بعد ما تقاعدت عن العمل بسبب زوجي الذي اعتمد علي في توفير مصاريف البيت لسنوات, وبعد ما أخبرته أني انقطعت عن العمل تفاجأ وتخلى عن مسؤوليته تجاه أبنائنا وأخبرني أنه لن يصرف على البيت من منحة تقاعده, وهذا ما جعلني أبحث عن عمل آخر رغم كبر سني". ويعمل بعض الأشخاص في أعمال بسيطة لكسب لقمة عيشهم لسنوات طويلة إلى أن تمر عليهم السنوات ويصلون إلى سن التقاعد بعد عجزهم عن العمل فيجدون أنفسهم واقعين في أزمة بسبب عدم استفادتهم من منحة التقاعد, وهذا ما أخبرنا به السيد "منور" البالغ من العمر 68 سنة, والذي يقول: "لم أجد أي فرصة عمل في شركة تضمن لي الحصول على منحة التقاعد فاضطررت إلى العمل باليومية كعامل بناء وبعد أن وصلت إلى سن الشيخوخة عجزت عن العمل ولم أجد أي منحة دائمة تسد مصاريف علاجي أو تقضي حاجات زوجتي اليومية, وهذا ما أثر على حالتي النفسية, خاصة أن أبنائي هم من يقدمون لي المساعدة في بعض الأحيان وهذا ما يسبب لي الإحراج, لأني لا أحب الاعتماد عليهم". وبتجولنا أمام نفس الحديقة, جذبنا صوت جميل جعلنا نمشي خلف ألحانه إلى أن اقتربنا منه, وما زاد من استغرابنا أن من يعزف على الآلة الموسيقية هو من كبار السن والذي أخبرنا أنه أحد المتقاعدين الذين قرروا نسيان مشاكلهم بممارسة موهبته في العزف على آلة "القصبة" التي أصبحت بمثابة صديقته التي تملأ الفراغ الذي كان يعاني منه منذ أن توقف عن العمل, حيث يقول: "لدي 11 ابنا جميعهم لا يعملون ويحتاجون إلى مصاريف كثيرة, وهذا ما جعلني غير قادر على تلبيتها لهم, خاصة بعد توقفي عن العمل عندما وصلت إلى سن التقاعد الذي تسبب في انخفاض مرتب التقاعد الذي لا يكفي حتى لسد حاجيات البيت الكثيرة وهذا ما زاد من تراكم المشاكل علي, كون أولادي لم يتقبلوا مسألة تقاعدي ورفضوا الاعتماد على أنفسهم أو البحث عن عمل يوفر لهم المال لسد حاجيات البيت رغم أن معظمهم شباب فشعرت كأني غير موجود في البيت بعد ما تغيرت معاملتهم لي فانتابني إحساس بوحدة قاتلة مع أني أعيش داخل بيتي ولا يهتمون لأمري, وكنت أشعر أن لا أحد يقف بجانبي, وهذا ما جعلني أستعين بموهبتي في العزف على آلة القصبة التي أصبحت صديقتي التي أحاول نسيان مشاكلي بالعزف عليها, إضافة إلى أني أحاول أن أستخدمها كوسيلة لكسب الرزق بالعزف عليها في الأعراس الشعبية بالأرياف, وأنا أسافر كل نهاية أسبوع إلى الريف الذي أشعر فيه بالراحة والهدوء بعيدا عن مشاكل المدينة التي لم أذق بها يوما حلوا في حين أشعر بالطمأنينة في حياة العروبية". تغيرات نفسية تطرأ على الشخص بعد انقطاعه عن العمل تقول الدكتور "نبيلة صابونجي" مختصة في علم النفس الاجتماعي: "إن بلوغ سن التقاعد له تأثيرات سلبية على حياة الفرد النفسية والجسدية والاجتماعية وذلك بارتباط هذه المرحلة كذلك بوصول الشخص إلى سن الشيخوخة التي قد لا تسمح له من الناحية الجسمانية بالحيوية نفسها والعطاء الذي كان عليهما من قبل, لأن العمل يعتبر من الأشياء الإيجابية التي تخلص الإنسان من روتين الحياة اليومي وتكسر الملل وتشعره أنه مستقر, وأن لديه مصدر رزق يوفر له المال لتوفير جميع احتياجاته اليومية, هذا ويتعود الشخص على الحياة العملية بعد ما اشتغل لسنوات طويلة ويصعب عليه التأقلم أو التكيف مع الحياة الجديدة بعد انقطاعه عن العمل التي ينعدم فيها التجديد فيتخبط في الروتين اليومي وقد تواجهه مشاكل, خاصة إذا لم تتقبل عائلته الأمر مما يجعله يشعر أنه ليس لديه أي قيمة داخل عائلته بسبب تغير معاملة أحد أفراد عائلته نحوه بعد توقفه عن العمل وتقابله مشاكل مع التكيف مع الحالة الجديدة للتقاعد أو البقاء بدون عمل فيتلقون صدمة نفسية ويصاب بحالة من الاكتئاب كانخفاض المزاج والشعور بالدونية والقلق الشديد ويصاب بعزلة اجتماعية ووحدة قاتلة وفقدان للأمل وإحساس باليأس وتصبح لديه حساسية زائدة, خاصة إذا وجه له أي كلام جارح من أحد المحيطين, به ويصاب بحالة من الإحباط الشديد وتتمثل الآثار السلبية التي قد يشعر بها المتقاعد من الناحية الاجتماعية في انخفاض المرتب بشكل كبير عما كان عليه في السابق عند مزاولته لعمله مما يجعله لا يستطيع أن يعيش بمستوى حياتي لائق, خاصة مع غلاء المعيشة مما يجعله يشعر أنه أصبح خارج نطاق الحياة الفاعلة في المجتمع, ويعتبر تقاعده هو نهاية معنوية لحياته, وهذا ما يجعله ينعزل عن المجتمع ولا يشارك في أي نشاط اجتماعي, وقد يشعر المتقاعد أنه ليس لديه أي دور داخل المجتمع, وبأن لا أحد يقدره, لأنه أصبح خارج نطاق العمل وينتاب هذا الشعور الكثير من المتقاعدين الذين كانوا في مواقع مسؤولية مرموقة وذات سلطة, وأصبحوا فجأة ليس لهم دور بعد تركهم للعمل. كلمة التقاعد تثير في النفوس مشاعر نفسية سلبية غير مرغوبة التقاعد من العمل يمثل مشكلة نفسية حقيقية خصوصا وأنه يرتبط بمرحلة السن المتقدم ويعتبره الموظفون نهاية رديئة لرحلة العمل الحافلة, فينتاب الشخص إحساس بأنه غير مرغوب فيه, وأن عليه أن يبقى في انتظار الموت, وتعتبر هذه المرحلة من المراحل الحرجة التي يمر بها المتقاعد خلال مسيرة حياته, حيث تتتابع فيها أنواع مختلفة من الخسائر, فالخسارة المادية تحدث نتيجة لنقص الدخل الذي يحصل عليه المتقاعد مقارنة بدخل أيام العمل, إضافة إلى أنه يخسر النفوذ الذي كان يستمده من وظيفته, فبعد أن كان صاحب هيئة لدى مرؤوسيه لم يعد يعبأ به أحد بعد توقفه عن العمل, إضافة إلى الخسائر الصحية التي تتمثل في ظهور أعراض تقدم السن مع الوقت مما يجعله يشعر بأنه يشكل عبءا ثقيلا على المحيطين به ولا يستطيع الاعتماد على نفسه, فالشخص الذي تعود على الإستيقاظ المبكر والذهاب إلى العمل والعودة منه في أوقات محددة على مدى سنوات وتكوين علاقات متنوعة مع زملاء العمل يواجه صعوبات كبيرة للتعود على وضع جديد حين يضطر للبقاء بالمنزل وتسوء حالته النفسية عند تلقيه كلاما جارحا يتسبب في إحباط معنوياته مما يجعله يشعر بأنه غريب داخل البيت ويختار البديل بمغادرة المنزل وقضاء وقته بأحد المقاهي أو الحدائق, ولا يتمكن عادة من التغلب على الفراغ القاتل, ويمر الوقت عليه بطيئا في معاناة قاتلة وحسرة على أيام العمل, ويعتبر التقاعد نهاية معنوية لحياته بعد شعوره أنه أصبح خارج نطاق الحياة الفاعلة في المجتمع إضافة إلى إحساسه بعدم الثقة بالنفس وضعف لشخصيته ويشعر أن معنوياته منخفضة مع تعرضه لأمراض الشيخوخة كضعف الذاكرة والنسيان ونقص التركيز وضعف بنيته الجسمانية مما يجعله يعتمدو على غيره ويفضل اختيار العزلة الاجتماعية عن المحيطين به الذين يشعرونه أنه عبء ثقيل عليهم ما يجعله يفضل نسيان ما يعانيه من المشاكل التي جعلته يصاب باضطراب نفسي فيتجه إلى تناول الأدوية مثل مهدئات القلق أو منومات, وتؤثر على صحته وتصيبه بأمراض أخرى خطيرة كالضغط المرتفع والسكري نظرا لعدم تكيفه مع الحياة الجديدة الخالية من النشاط والتفاعل الاجتماعي فيشعر بالكسل وعدم المشاركة في الحياة الاجتماعية, ولذلك يجب على المحيطين بأي متقاعد خاصة أفراد أسرته أن يرفعوا من معنوياته وأن لا يكلفوه ما هو فوق طاقته, لأنه قام بواجباته تجاههم بعمله لسنوات ويعتبر سن التقاعد بمثابة راحة من ضغط العمل وأن يقفوا إلى جانبه, لأنه وصل إلى سن الشيخوخة الحرج الذي يحتاج به إلى معاملة خاصة, لأنه يصبح كطفل صغير, وأي كلام يوجه إليه يجرح إحساسه ويجب إشعاره بأنه له قيمة داخل بيته وأنه لم يقل قدره أو اعتباره عن السابق. ومن جهة أخرى, يجب تجديد حياته بممارسة نشاطات كالرياضة أو السفر إلى منطقة أخرى كالأرياف التي بها مناظر طبيعية ومساحات خضراء تبعث الراحة النفسية له وتخلصه من الضغط النفسي المتراكم عليه وينسى بها جميع مشاكله, كما أن ممارسة الألعاب ك"الدومينو" تجعل باله ينشغل وتنمي قدراته مما يجعله لا يفكر بالذكريات السيئة.