سادت الجلسة الأولى للبرلمان الجديد المنبثق عن الانتخابات التشريعية التي جرت في 10 ماي، حالة من «الهرج والمرج»، بعد إقدام نواب التكتل الأخضر على مقاطعة الجلسة، ما دفع الصحفيين إلى تتبعهم في بهو المجلس، فحدثت حالة من التدافع وتميز المشهد بكثير من الفوضى، إلا أن بعض النواب طمأنونا قائلين «هذا يحدث في كل برلمانات العالم ». حاول نواب «التكتل الأخضر» لفت الأنظار من خلال خطوتهم، حيث تجمعوا خارج غرفة البرلمان وخرجوا إلى بهو المجلس رافعين لافتات حمراء كتب عليها عبارة «لا للتزوير»، ورفض النواب الرد على الصحفيين مؤكدين أن لديهم تعليمات تمنعهم من الحديث، وأشاروا علينا بسؤال منسق التكتل الأخضر النائب عن حمس «نعمان لعور»، الذي كانت عدسات المصورين وأسئلة الصحفيين تلاحقه . وكانت الأنظار منصبة حول «عمار غول»، إلا أنه امتنع عن الحديث مع الصحفيين امتثالا لقرارات حزبه، وعندما مرّ على الناطق الرسمي باسم التكتل الأخضر الذي كان منهمكا في الرد على الصحفيين، وجّه له الكلام مازحا «سألني الصحفيون فقلت لهم لا تسألوني أنا واسألوا رئيس الكتلة «، في إشارة إلى انضباطه مثل باقي النواب بتعليمات حزبه، وصاح بعدها بعض زملائه «الحمد لله، هذا أكبر دليل على المشككين». ولاحظنا في الجلسة حضور كل الوزراء السابقين الذين أصبحوا نوابا، كرشيد حراوبية، الطيب لوح، عمار تو، عمار غول، شريف رحماني، منهم من قبل بالحديث إلينا ومنهم من تحفظ، خاصة عند سؤالهم عن رأيهم في خطوة التكتل الأخضر بمقاطعة الجلسة، أو تلك المتعلقة بتشكيل البرلمان الموازي. بعد انتهاء الجلسة الصباحية، حاولنا استطلاع الأجواء من خلال الاحتكاك بالنواب الجدد ومحاولة معرفة انطباعاتهم، وأول ما لفتنا هو الجمع الغفير من النواب النساء حيث اكتظت بهم استراحة المجلس، فحاولنا الاقتراب منهن، إلا أن ما يميزهن هو الخجل وعدم التعود على الكلام مع الصحفيين، فاكتفين بمجرد الترحيب بنا ومبادلتنا الابتسامات، وهو أمر قد يكون مفهوما بالنسبة لبعضهن، بسبب عدم تعودهن على متطلبات المنصب الجديد، حيث لم يكن يحلمن يوما أن يصرن إلى ما صرن إليه. إلا أن نجمة البرلمانيات الجديدات دون منازع، كانت الأكاديمية الجزائرية «أسماء بن قادة» الزوجة السابقة للشيخ يوسف القرضاوي، التي اقتربنا منها، وطلبنا منها أن تجيبنا عن بعض الأسئلة فاعتذرت بلباقة شديدة وقالت أنها ممتنعة عن التصريحات الصحفية ووعدتنا بتصريح في قادم الأيام. شكرنا السيدة أسماء على لباقتها، وواصلنا جولتنا في بهو المجلس، فالتقينا بنائب من مدينة معسكر عن الحركة الشعبية الجزائرية «لعمارة بن يونس»، فسألناه عن شعوره وهو يدخل البرلمان فقال أنه غاية في السعادة، وأنه يشكر الله على هذه النعمة، فبعد أن كان تقني سامي في مدينته أصبح الآن نائبا في البرلمان. قالوا عقب الجلسة
رشيد حراوبية: رئاسة البرلمان ليست قضية أشخاص وإنما قضية أهداف التقينا في بهو المجلس وزير التعليم العالي السابق «رشيد حراوبية» والنائب عن جبهة التحرير الوطني، وسألناه عن رأيه في الطريقة التي قاطع بها نواب التكتل الأخضر الجلسة، فأجاب أنهم أحرار في تصرفهم وهي وسيلة من وسائل التعبير التي يكفلها القانون. وقال «رشيد حراوبية» ردا على الجدل الذي أثير على منصب رئيس البرلمان بينه وبين «العربي ولد خليفة»، أن القضية ليست قضية أشخاص وإنما قضية أهداف وعمل يجب أن نقوم به على أكمل وجه، فالقيادة هي من تحدد المعايير التي على أساسها يتم الاختيار وعلينا أن نمتثل لقراراتها. أما عن خطوة الأحزاب المقاطعة، بتشكيل برلمان مواز، قال حراوبية أن قضية الديموقراطية أساسها الاحتكام إلى الشعب، ولا بد من احترام إرادة الشعب، معتبرا هذه القضايا ثانوية ونحن نطرح القضايا الجوهرية. لخضر بن خلاف مقاطعة البرلمان موقف أولي سيتغير مع الظروف قال النائب «لخضر بن خلاف» عن جبهة العدالة والتنمية التي يرأسها الشيخ «عبد الله جاب الله»، أن موقف الأحزاب ال 16 التي قررت مقاطعة البرلمان وتأسيس برلمان مواز، هو مجرد موقف مبدئي ويمكن أن يراجع وفق تطور المعطيات. ونفى أن تكون آليات عمل البرلمان الموازي مطروحة حاليا، مؤكدا أن هذا البرلمان هو عبارة عن مهرجان لإلقاء كلمات وتحديد الاستراتيجيات القادمة، وتقييم الأمور ومن ثم اتخاذ التدابير المناسبة. وعلق بن خلاف على قرار نواب التكتل الأخضر للجلسة، قائلا أنهم عبروا عن رفضهم التزوير بطريقتهم دون التنسيق معنا، بينما نحن نتخذ القرارات في إطار الكيان الذي يجمعنا المكون من 16 حزب مقاطع للبرلمان. جلول جودي إضافة سبعة مقاعد إلى كتلة حزب دليل على فبركة الانتخابات اعتبر «جلول جودي» النائب عن حزب العمال، إضافة سبعة مقاعد إلى كتلة حزب العمال بالمجلس من قبل المجلس الدستوري، دليلا على فبركة الانتخابات، وقال أن حزبه يستحق ما لا يقل عن 80 مقعدا. وأضاف أن أولويتنا كانت في المرحلة القادمة تعديل الدستور، ولكن بعد النتائج الفاضحة للانتخابات أصبح من غير الممكن المراهنة على البرلمان الجديد في ذلك، متسائلا كيف يمكن أن يتم تعديل الدستور من قبل نواب أغلبية جاءت بالتزوير ولا تمثل سوى 6 بالمائة من الشعب. وعن مقاطعة «لويزة حنون» للجلسة، قال «جلول جودي» أن غيابها هو تسجيل موقف سياسي، وأضاف أن لديها عمل أهم من الحضور اليوم، وأنها حضرت أول أمس لإثبات تنصيبها. ميلود شرفي مرتاحون لثقة الشعب الحريص على الاستمرارية عبر النائب والقيادي البارز في التجمع الوطني الديموقراطي «ميلود شرفي» عن ارتياحه للمجلس وللانتخابات بصفة عامة ولثقة الشعب الحريص على الاستمرارية. وقال «ميلود شرفي» أنه مرتاح للأغلبية التي حصل عليها التيار الوطني، في إشارة إلى الهزيمة التي مني بها الإسلاميون في الانتخابات التشريعية. واعتبر «ميلود شرفي» مقاطعة بعض الأحزاب للبرلمان وإعلانها تشكيل برلمان مواز، باللا حدث بالنسبة للتجمع الوطني الديموقراطي، ورفض المتحدث الكشف عن عدد الوزراء الذين سيحوزهم الحزب في التشكيلة الحكومية القادمة.