قاطع نواب ''الجبهة السياسية لحماية الديمقراطية'' بمعية نواب تكتل الجزائر الخضراء أشغال أول جلسة علنية لإثبات العضوية في فترتها الصباحية عندما رفعوا بطاقات حمراء كُتب عليها عبارة ''لا للتزوير''، وضعت العربي ولد خليفة الذي ترأسها بصفته أكبر نواب المجلس سنا، أمام وضع حرج للغاية جعل الكلام يتجمد داخل جوفه، ليكونوا نجوم أول جلسة رفقة نواب الأفافاس والوزير السابق والنائب حاليا عمار غول· لم يكن هناك ما يوحي قبل إطلاق أجراس الالتحاق بقاعة الجلسات للمجلس الشعبي الوطني بأن المبنى سيكون على موعد مع الغليان في أولى جلساته· اللافت بعد التحاق العربي ولد خليفة ''رجل الرئيس'' كما سماه بعض النواب أمس بمنصة رئاسة الغرفة، كما تمليه القوانين، رفقة النائب الأصغر عمرا، لم يظهر من وراء زجاج الجناح المخصص للصحفيين أي مقعد شاغر بين النواب وهو المشهد الذي لم تعرفه القاعة منذ الجلسة المماثلة التي انعقدت إيذانا ببدء العهدة التشريعية السابعة· وبعد تذكير رئيس الجلسة العربي ولد خليفة ببروتوكولات إثبات العضوية كما في القوانين، شُرع في المناداة على النواب واحدا واحدا، وسط انتباه وتركيز بالغين، حيث كانت المناداة وفقا لترتيب الحروف الأبجدية وأخذ النواب مقاعدهم في القاعة حسب ترتيب يكون قد أُعدّ سلفا بانسجام مع الترتيب الأبجدي يبدأ توزيعه من يمين القاعة إلى شمالها· وما هي إلا دقائق حتى بدأت تملأ القاعة بطاقات حمراء مرفوعة فوق الرؤوس يحملها نواب تكتل الجزائر الخضراء، وكان المشهد لافتا للغاية بلونها داكن الاحمرار وكأن كل القاعة تحمل واحدة منها، وقد زاد في حدة هذا الانطباع، وجود النواب الحاملين للبطاقات الحمراء في أرجاء مختلفة من القاعة، وهو المشهد الذي جعل الكلام يتجمد في فم العربي ولد خليفة كرئيس للجلسة دون التفوه بكلمة واحدة، وترك النواب يخرجون في صمت أمام تذمر وسخط نواب الأغلبية البرلمانية· وخرج نعمان لعور منسق المجموعة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء إلى بهو القاعة لتوزيع بيان تفسيري لهذا الموقف، قرأه أمام كاميرات الفضائيات وباقي ممثلي وسائل الإعلام الذين يكون حضورهم قد قارب المائتين· ويقول البيان أنه أمام الإصرار على التزوير ومصادرة إرادة الشعب الجزائري الذي ما زال متوجسا من الخطابات الرسمية الداعية للاحتكام إلى الصندوق الانتخابي يعلن التكتل الانسحاب من الجلسة والتبرؤ مما يترتب عنها من إجراءات لا تلزم إلا أصحابها والمشاركين فيها، وأضاف البيان أيضا أن التكتل يحتج رسميا داخل البرلمان على النتائج المتحصل عليها والطعن فيها وإدانة الذين تسببوا في التلاعب بها· لكن بالمقابل قال التكتل الأخضر أنه يحتفظ بالكتلة للنضال البرلماني ولرفض غلق الساحة السياسية ومصادرة حق الأجيال في الحرية والكرامة والتداول السلمي على السلطة عشية الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية· وأعلن ''الأخضر'' استعداده التام للتنسيق والتعاون مع القوى السياسية لتصحيح الاختلالات واتخاذ الاجراءات والمواقف المناسبة حتى تعود الأمور لنصابها، محمّلة الجهات التي أسمتها بالضالعة ''في عملية التزوير تبعات هذا الصنيع والوفاء للشعب الجزائري''· وأعلن التكتل الأخضر بصراحة تحت قبة البرلمان بأنها ستقوم بواجباتها كاملة من موقع المعارضة السياسية الراشدة والفاعلة لخدمة الوطن وحمل اهتمامات المعارضة السياسية الراشدة والفاعلة لخدمة البلاد والجزائريين في الخارج والداخل لحماية حقوقهم وتكريس الديمقراطية والتعددية في مواجهة مجلس منقوص الشرعية· الأفافاس وغول وحراوبية يلمعون بخرجاتهم لقد اهتمت الصحافة الوطنية والأجنبية بثلاث شخصيات على وجه الخصوص هم مصطفى بوشاشي النائب عن جبهة القوى الاشتراكية وعمار غول النائب عن العاصمة في قائمة التكتل الاخضر ورشيد حراوبية عن جبهة التحرير الوطني الذي ترشح على رأس قائمة حزبه في سوق أهراس· وظل مصطفى بوشاشي يرد على سؤالين أساسيين عند كل زاوية يتنقل إليها عبر بهو المجلس الشعبي الوطني، وهما خلفية المشاركة في التشريعيات ودخول البرلمان بالإضافة إلى احتمال مشاركة الحكومة وبدرجة أقل خلفية إيجابية الأفافاس في التعاطي مع نتائج الانتخابات التشريعية· وقال مصطفى بوشاشي عن قرار المشاركة والدخول إلى البرلمان بأن ''المقاعد تحصّلت عليها جبهة القوى الاشتراكية بواسطة أصوات الشعب الجزائري وليست مناصب وزعتها علينا السلطة وهي مشاركة لم تكن من أجل إعطاء الشرعية لها''· وعن شكل الدور الذي ستؤديه الجبهة ''سنكون صوت الشعب وحقوق الإنسان وإن كنا غير قادرين على إصدار قوانين لقلتنا، فإننا على الأقل سنتمكن من كشف ما يدور للشعب الجزائري''· وعن المشاركة في الحكومة، قال بوشاشي ''جبهة القوى الاشتراكية وفية لمبادئها''، وهو ما يُفهم منه أنها لن تشارك إلا أن ألسن عديدة من داخل الغرفة السفلى أكدت أن جبهة ''الدا الحسين ستشارك في الحكومة ما دامت شاركت في التشريعيات''· وأما عن النتائج فقد زاغ مصطفى بوشاشي شيئا ما عن بيانات الافافاس الايجابية بقوله ''لا يمكن القول أن الانتخابات كانت نزيهة مائة بالمائة ما دام النظام لا يزال مغلقا''· وتفيد مصادر ل ''الجزائر نيوز'' في هذا الباب أن جبهة القوى الاشتراكية قد تشارك في الحكومة على الأقل بحقيبتين قد يكون النائب شريفي ومصطفى بوشاشي ورشيد شريفي من بين المؤهلين لتبوئها· أما عمار غول فلفت الانتباه بعدم رفعه مع كافة نواب التكتل الأخضر البطاقة الحمراء الحاملة لعبارة لا للتزوير وعدم خروجه معهم أيضا، وأجاب الوزير ''الجزائر نيوز'' شارحا هذه الخلفية بعبارتين الأولى هي أنه ''لكم كل الحرية في التعليق على عدم انسحابي ورفع البطاقة الحمراء''، والثانية ''هي أن لكل حادث حديث بخصوص مشاركته أو عدم مشاركته في الحكومة''· وقرأت مصادر من التكتل في مقاطعة الوزير غول لموقف زملائه الغاضبين بأنه تكسير للعمل الجماعي المنظم والمحترم لخط حركة مجتمع السلم الجديد والتحالف وأنه بداية تمرد على رئيس الحركة التي ينتمي اليها، وثمن يدفعه لإعادة استدعائه كوزير في الحكومة القادمة·أما حراوبية فقد قال قبل تنصيب العربي ولد خليفة رئيسا للغرفة السفلى أنه ''يبقى تحت تصرف حزبه وقيادته لخدمة ما يمكن أن يخدمه''·