انتعشت مؤخرا تجارة الفواكه الموسمية بمختلف أنواعها في ظل إقبال الزبائن ممن لا يستطيعون الإمتناع عن تناولها، أو مقاومة طعمها اللذيذ الذي يساعدهم على مقاومة الحر، خاصة أن أسعارها قد عرفت انخفاضا محسوسا مقارنة مع السنة الفارطة، وهذا ما ساعد على أن تكون حاضرة في موائد الجزائريين. وخلال جولة قادتنا إلى سوق الخضر والفواكه ببئر خادم لاحظنا الانتشار الكبير لفاكهة الكرز الحمراء وحتى المشمش والدراق أو الخوخ، والتي توفرت بكميات معتبرة خاصة أن البائعين حرصوا على التنافس في تخفيض أسعارها وتزيينها لجذب أكبر عدد ممكن من الزبائن، وبالرغم من غلاء سعر فاكهة الكرز التي وصلت إلى 500 دينار للكيلوغرام عند بعض المحلات، إلا أنها عرفت إقبالا من بعض الزبائن، وهو ما أكده لنا أحد باعة فاكهة الكرز بالسوق المذكور الذي قرر منافسة غيره من التجار بوضع سعر مخفض وصل إلى300 دينار، وهذا ما جعل الزبائن يفضلون شراء تلك الفاكهة منه، خاصة أنها ذات نوعية جيدة حسب قوله. عيد الكرز يصنع الفرجة بمليانة وعن وفرة الفواكه بتلك الكميات، أكد لنا أحد الباعة ممن تحدثنا إليهم أن الحصول على نوعية جيدة وكمية معتبرة من الفواكه الصيفية، كان بفضل مجهودات المنتجين وملاءمة الأحوال الجوية، حيث يتطلب ذلك العناية بتلك الثمار وحمايتها من الفطريات بوضع أدوية خاصة، كما يضيف أن نوعية الكرز الجيدة هي ذات اللون الأحمر الغامق واللامع التي يشعر الزبون بحلاوتها عند تناولها، وهو ما يحرص على بيعه لزبائنه بأسعار تمكن المواطن البسيط من اقتناء ولو القليل منه، خاصة أنه يقوم بجلبه بأسعار مخفضة من مليانة المعروفة بإنتاجها لأجود أنواع الكرز. وعن هذه المسألة يقول البائع الذي ينحدر من ذات المنطقة أن هذه الأخيرة تتميز بما يعرف بعيد الكرز الذي يقام مع اقتراب فصل الصيف، حيث يحرص المزارعون بمنطقته على العناية بأشجار الكرز لتعطي ثمارا ذات نوعية جيدة خالية من الأمراض، وهذا ما يعطي إنتاج وفير من ثمار الكرز. كما يضيف أنه من العادات الاجتماعية الجيدة المصاحبة لهذه الاحتفاليات، أن سكان المناطق الريفية يتميزون بروح التضامن والتكافل بالتعاون على جمع ثمار الكرز، بترديد الأغاني لزرع روح الفرح والتشجيع على العمل جماعيا، كما أن نساء المنطقة يصنعون مربى الكرز اللذيذة بعد جني تلك الثمار، والتي تمثل لبعضهن وسيلة لكسب الرزق ببيعها للمحلات التجارية. انخفاض أسعار المشمش يُنعش صناعة المربى والعصائر الطبيعية غيرنا وجهتنا إلى سوق عين النعجة فوجدنا ازدحاما كبيرا على عربة بداخلها صناديق كثيرة من فاكهة المشمش والخوخ بأسعار مخفضة، مقارنة بالمحلات الموجودة داخل نفس السوق، وهذا ما أخبرنا به بائع تلك الفاكهة، مؤكدا أن الأسعار لا تتجاوز 45 دينارا للكيلوغرام، وهو ما يناسب حسب رأيه جميع الفئات، كما أنه يحرص على تذوق زبائنه للفاكهة للتأكد من جودتها قبل شرائها، كما أشار أحد الزبائن أن أغلب الناس يشترون كميات معتبرة من أجل صناعة مربى المشمش والعصائر الطبيعية والحلويات. وبالرغم من تواجد بعض التجار الذين يحرصون على بيع منتجات ذات نوعية جيدة من الفواكه الموسمية، إلا أن البعض الآخر يستغل رغبة المستهلك في تذوق تلك الفاكهة ليبيعها بسعر باهض وبنوعية رديئة، وهو ما حدثنا عنه أحد الزبائن حيث يقول: "رغبت في تناول فاكهة الكرز فقمت بشراء كيلوغرام منها ب500 دينار، وعندما تذوقته وجدت أن طعمه غير حلو كونه غير ناضج، رغم أن البائع أكد عكس ذلك". من بين الفواكه الصيفية التي تعرف وفرة في الأسواق الشعبية فاكهة البطيخ التي تتراوح أسعارها بين 65 و70 دينار للكيلوغرام الواحد، وحسب ما أكده لنا أحد الباعة بسوق باش جراح الشعبي، فان البطيخ دخل الأسواق بشكل كبير مؤخرا، ما جعل الناس تقبل عليه كونه من أفضل الفواكه الموسمية بما تحتويه من كمية معتبرة من الماء، فيما يستغله آخرون في بعض الأطباق أهمها الكسكسي. أخصائية التغذية آمال حابلي تبرز القيمة الغذائية للفواكه الموسمية البطيخ من الفواكه الغنية بالماء والمساعِدة على مقاومة العطش تحمل فاكهة البطيخ فوائد غذائية كبيرة عند تناولها، وهذا ما أكدته الدكتورة آمال حابلي مختصة في التغذية حيث تقول: "تعتبر فاكهة الدلاع الصيفية مصدرا ممتازا لأقوى مضادات الأكسدة الطبيعية، مثل فيتامين "ج" و"أ" إضافة إلى "البيتاكاروتين"، لذا فإنه يحمي من الإصابة بالربو وأمراض القلب إضافة إلى التهاب المفاصل وهشاشة العظام، كما يحتوي على الماغنيزيوم الذي يساعد على ارتخاء العضلات والبوتاسيوم الذي يفيد في ضبط معدل ضغط الدم ومنع حدوث الجلطات، كما أن تناوله بشكل متكرر يساعد في الحماية من سرطان البروستات إضافة إلى كونه مقوٍ جنسي طبيعي ويساعد كثيرا في علاج الإمساك". الكرز أفضل مهدّئ للجهاز العصبي ومفيد في علاج الروماتيزم تعتبر ثمار الكرز من ضمن الفواكه التي تحمل قيمة غذائية كبيرة عند تناولها وتقي من خطر الإصابة من أمراض مزمنة، فهو غني بالأملاح المعدنية كالبوتاسيوم الذي يساعد الجسم في التخلص من أملاح الصوديوم الضارة بالأوردة المتصلبة، كما أنه يعتبر من الثمار الحمضية لإحتوائه على نسبة عالية من فيتامين "ج"، وتعتبر في نفس الوقت ذات خاصية قوية تطفئ العطش ويعمل على تهدئة الجهاز العصبي، كما أنه ينظف الدم من السموم حيث تحتوي الحبة الواحدة منه على أربع سعرات حرارية، إضافة إلى أنه يفيد في علاج مرض الروماتيزم ويعمل على تنشيط الكليتين، إذ يساعد على مقاومة الإلتهابات المفصلية عند تناوله بكميات كبيرة، كما يحمي من أمراض القلب وضغط الدم المرتفع. الخوخ من أفضل الفواكه المساعدة على الحمية يعتبر الخوخ من الفواكه الصيفية ذات قيمة غذائية كبيرة نظرا لإحتوائها على 85 بالمائة من الماء و5 غرامات من السكر ونصف مليغرام حديد، إضافة إلى نصف غرام بروتين، كما يحتوي على نسبة قليلة جدا من الدهون والفوسفور والكبريت، وهذا ما أكدته أخصائية التغذية حيث تقول: "تحتوي فاكهة الدراق على مواد بكتينية إضافة إلى فيتامينات "أ" و"ب" و" س" و"ج"، كما يحتوي على أملاح معدنية كالبوتاسيوم إضافة إلى النحاس والكالسيوم، فضلا عن البذور الغنية بزيت ثابت يفيد في علاج البشرة، وتضيف الأخصائية في ذات السياق أن ثمار الخوخ تعتبر من أطعمة الحمية الجيدة، كما أن له خاصية علاجية، فعند تناول عصير الخوخ فإنه يساعد على فتح الشهية ويحسن عمل الجهاز الهضمي.