نفى كلود غيون وزير الداخلية الفرنسي السابق، الذي أشرف على عملية قتل محمد مراح المشتبه بمصرع 7 أطفال يهود بتولوز في مارس الماضي، أن يكون الأخير عميلا للمخابرات الفرنسية، كما أكده شريطا فيديو بحوزة دفاع مراح، وهو دليل يوثق المفاوضات التي أجراها مع الأمن الفرنسي قبل اقتحام منزله. وقال غيون المقرب من نيكولا ساركوزي لإذاعة أوروبا 1 أول أمس، بشأن كشف وسائل إعلام عن وجود علاقة بين مراح وضباط في المخابرات الفرنسية «هذا غير صحيح إطلاقا». وأكد مضمون شريطي الفيديو الذي نشرته وسائل إعلام ويوجدان لدى دفاع محمد مراح، أن الأخير الذي كان محاصرا في بيته في تولوز قبل قتله على يد الشرطة الفرنسية، تحدث مع ضابط برتبة نقيب في المخابرات الفرنسية يدعى زهير مسلم. ويقول مراح متحدثا إلى الكاميرا «لا حول ولا قوة إلا بالله، كنت أظن أن ذلك الخائن زهير مسلم يحب الإسلام ودين الله، لكنه ظهر أنه يعمل نقيبا في المخابرات الفرنسية، عدو الله الكافر ...». وفي رده على عرض المساعدة الذي قدمه الضابط زهير، قال مراح «اذهب إلى الجحيم أيها الخائن، أنتم اليوم تقتلوني بأي ذنب؟، لم أرتكب أي شيء لم أقتل أي أحد أنت من جررتني إلى ما أنا فيه اليوم لن أغفر لك». وشكك وزير الداخلية الفرنسي السابق في هذه الرواية وقال إن محمد مراح «التقى عنصرا من أجهزة الاستخبارات الفرنسية في نوفمبر 2010 على ما أظن، وذلك لدى عودته من رحلتين إلى أفغانستان وباكستان لأن الأجهزة كانت تريد معرفة المزيد عن مسيرته». وأضاف أن «كامل المحادثات بين محمد مراح والمتفاوضين مسجلة وتحت رقابة قضائية وعلى ذمة القضاء». وتحدى غيون دفاع عائلة مراح أن يكون يملك فعلا شريط فيديو للمفاوضات أو اللحظات الأخيرة قبل مقتله، مؤكدا أن مراح عندما قتل لم يكن يحمل آلة تصوير. وأضاف «منذ أسابيع وربما أشهر تقول لنا المحامية الجزائرية التي تدافع على والد محمد مراح، إنها ستعطينا أشرطة فيديو لكننا لم نتلق شيئا». وهو نفس الطرح الذي أعلنه القضاء الفرنسي حيث أكدت محكمة باريس في بيان لها الأربعاء الماضي أن المحققين لم يجدوا أي هاتف نقال بمنزل محمد مراح بعد اقتحامه، بشكل يجعل الأدلة التي قدمها محامو عائلته ومعها مضمون شريطي فيديو لا تنسجم مع الظروف التي أحاطت بحادثة مقتله. وردت المحامية زهية مختاري التي تمثل عائلة مراح في هذه القضية، أن التسجيلات موجودة بحوزتها لكنها لن تسلمها قبل قبول القضاء الفرنسي للدعوى التي رفعتها الأسبوع الماضي بباريس، ومعها مضمون الشريطين اللذين يوثقان المفاوضات مع محمد مراح قبل مقتله.