وصل أمس، «جبريل باسول» وزير الشؤون الخارجية البوركينابي إلى الجزائر في زيارة عمل تجمع بين البلدين، ولدى وصوله صرح الدبلوماسي البوركينابي بدور الكبير للجزائر في حل الأزمة المالية والعمل المشترك بين البلدين على إيجاد حل سريع للقضية في إطار دول الساحل، وكان في استقباله لدى وصوله «عبد القادر مساهل» الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية. وأكد «جبريل باسول» في تصريح للصحافة لدى وصوله، أنه سيعمل مع نظيره الجزائري على طرح جميع المشاكل، من بينها الوضع الحالي في مالي الذي يعمل على زعزعت مؤسسات باماكو وإضعاف لدول منطقة الساحل، وأوضح ذات المتحدث أن دور الجزائر في تسوية الأزمة المالية هام جدا، وسأعمل مع نظيري الجزائري على طرح ومناقشة هذه القضايا وجميع الجوانب المتعلقة بهذا الملف، كما أكد من جهته على أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا تسعى لمشاركة الجزائر في البحث عن حل دائم لوضعية مالي، باعتبار أن الرئيس «بلاس كمباوري» عين من طرف نظرائه في المجموعة الاقتصادية كوسيط لحل الأزمة المالية، ويرى المتابعون أن هذه الزيارة جاءت لدراسة الخيار المالي، القاضي بالدخول في حوار مع المتمردين وحل المسألة بطريقة سلمية دون اللجوء إلى حل عسكري، وبحث فرص التفاوض بين الماليين والحركات الانفصالية التي قدمت مطالبها إلى الرئيس البوركينابي، وهى كل من حركة الأزواد وحركة أنصار الدين. يذكر أن الجزائر رفضت هذه المطالب جملة وتفصيلا وشددت على الوحدة التربية وكامل سيادة مالي. من جهة أخرى، فإنّ هذه الزيارة جاءت بتوازي مع انعقاد أشغال الدورة التاسعة للجنة أجهزة الأمن والمخابرات في إفريقيا المنعقد في الجزائر، والتي اختتمت أشغالها أمس، وهى الندوة التي تسبق انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي والتي تهدف من خلالها إلى إمداد مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي بالمعلومات الضرورية التي من شأنها رسم خريطة سياسية خالية من النزاعات، ورغم أن أشغال هذه الدورة تتم بشكل مغلق، غير أن الملاحظين يجمعون على أن قضية شمال مالي نالت حصة الأسد في النقاشات ومن المتوقع أن يتم إصدار بيان موحد يخص مالي بالدرجة الأولى.