أبدى كبار الفنانين الجزائريين استيائهم الشديد لاستبعادهم من الاحتفالات الرسمية بخمسينية الاستقلال، وكذا إقصائهم من الشبكة البرامجية الخاصة بشهر رمضان الفضيل، ولم يهضم كثير من هؤلاء تحدثوا ل «السلام» عن غضبهم حيال شطب أسمائهم على نحو غير مفهوم، بمقابل ما يسمونه «استيراد» أسماء أجنبية على منوال عبد الحليم كراكلا، نجوى كرم، كاظم الساهر.. وغيرهم. في أحاديث خصوا بها «السلام»، انتقد فنانون على اختلاف تخصصاتهم، من مخرجين وممثلين ومغنيين، استياء مشوبا بألم جراء ما اعتبروه «تجاهلا» و»عدم إشراك» وتناسيهم في مناسبة كبرى بوزن الاحتفالات بالذكرى الخمسين للاستقلال. ويشتكي معظم كبار الممثلين من التهميش وإحالتهم إلى كراسي التقاعد من خلال استبدالهم بوجوه شابة أصبح يعتمد عليها مؤخرا، حيث سجلت قائمة مختلف الأعمال التي ستٌبرمج خلال شهر رمضان الكريم، مشاركة محتشمة لقلة قليلة من الفنانين الذين عودوا جمهور الشاشة على الإطلالة في هذا الشهر الكريم. وصرح الفنان القدير «محمد عجايمي»، فيما يخص الأعمال التلفزيونية، أن الفنان يعيش على مجرد وعود، مشيرا إلى وجود قناطير مقنطرة من المشاريع لكن التنفيذ منعدم، كما أكد أنه لم يتلق أي اتصال فهو حاليا لا يقوم بأي عمل، الأمر نفسه بالنسبة للفنانة القديرة صابونجي، كويرات وغيرهم كثيرون، إلا أن بعض الفنانين ما زالت لديهم الحظوظ لنيل بعض الأدوار، حيث حازت الممثلة الكوميدية عتيقة على التمثيل في بعض المسلسلات التي ستبث خلال شهر رمضان بمشاركتها في سلسلة كوميدية للمخرج ل»خضر بوخرص» حاملة عنوان»العيادة»، والمشاركة في برنامج للكاميرا الخفية ضحاياها هذه المرة من الأطفال، إضافة إلى مسلسل درامي يحمل عنوان «الوجه الآخر» للمخرجة والممثلة «جميلة عراس»، التي أدرجت ضمن قائمة مسلسلها عددا من الوجوه الفنية كفتيحة نسرين، ظريفة، جمال بوناب وعبد المجيد مسكود. وعن التهميش الذي يشتكي منه بعض الفنانين ذكر «أحمد زير» المخرج السينمائي، أن الأمر راجع إلى قلة الإنتاج، مما يفرض إقحام وجوه جديدة تتناسب مع طبيعة الأعمال القليلة المتوفرة، كما أشار زير، إلى أن السينما الجزائرية لا يمكنها تجاهل كبار فنانيها نظرا لتجربتهم الطويلة في الميدان ما أكسبهم خبرة تخوّلهم تقمص أكبر الأدوار التي ترقى بمنتوج الفن إلى مصاف أعلى المستويات. كما ذكر المتحدث أن الإنتاج السينمائي والتلفزيوني خاصة يعاني أزمة ركود، ما يستوجب اقتراح سيناريوهات كثيرة ومتنوعة ذات قيمة إلى جانب توفير الدعم المادي والمعنوي. وعلى عكس ما صرح به المخرج «محمد زير»، من أن المشكل الأساسي الذي تعاني منه الدراما والسينما الوطنية على حد سواء، يكمن في قلة الإنتاج، وأكدت نادية شرابي، من جانبها أن الإنتاج موجود لا يحتاج سوى الجو الملائم ليكثر ويتضاعف، مؤكدة على وجوب تأسيس علاقة وطيدة بين المنتجين ومديرية البرمجة بمؤسسة التلفزيون الوطني. لتشير شرابي، إلى سبب التباين الحاصل بين القطاع الخاص وقطاع التلفزيون والمتمثل في انعدام نقطتين أساسيتين وجدت أن توفرهما ضرورة لا بد منها، وقالت أن النقطة الأولى تتمثل في وجوب فتح مجال الحوار بين المنتجين ومديرية الإنتاج بالتلفزيون، أما النقطة الثانية فتتلخص في توفير التمويل الكافي للمنتجين، فالحوار والتمويل كما تقول شرابي: «المفتاح لتطوير وإنعاش الإنتاج التلفزيوني الجزائري مستقبلا».