يعرف فصل الصيف زيادة استهلاك الكهرباء بشكل كبير، ما يؤدي إلى عدة أعطاب تقنية التي يمكن أن تمسّ عديد الأحياء، ومن أهمها الإنقطاعات الكهربائية المتكررة التي صارت مشكلا يؤرق السكان. في تصريحات خاصة ب"السلام"، يعترف الكثير من المواطنين أنّ حاجتهم للكهرباء تزداد مع فصل الصيف، حيث لا يمكنهم الإستغناء عن أجهزة التبريد لكن سوء تلبية تلك الحاجة انعكس سلبا، حيث تزداد الانقطاعات الكهربائية بمجرد بداية فصل الحرّ بسبب الإستعمال المكثف لبعض الأجهزة وأهمها المكيفات الهوائية التي تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء. وفي هذا الصدد، أجمع مستهلكون أنهم لا يستغنون عن المكيفات الهوائية، ما داموا موجودون في البيت غير مبالين بتأثير ذلك على الإستهلاك العام للكهرباء، حيث يؤكد كمال أن المكيّف يعمل ما يقارب 24 ساعة مادامت زوجته ماكثة في البيت، وأكثر ما يؤرقه هو انقطاعات الماء والكهرباء التي تكون من حين إلى آخر، حيث يصبح الجلوس في البيت لا يطاق في غياب المكيّف. فواتير الكهرباء تفجّر "صدامات" أكد العديد من المواطنين أن فواتير الكهرباء ترتفع بنسب مهولة مع حلول فصل الصيف كل عام، والسبب هي لعنة المكيفات كما سمّاها عبد القادر الذي تفاجأ بفاتورة كهرباء تجاوزت 5000 دينار بعدما كانت لا تتعدّى 3000 دينار، ما أثار سخطه وجعله يتجه إلى مصلحة الكهرباء والغاز طالبا تفسيرا لذلك المبلغ، ولكنه لم يجد بدّا من الدفع. الحال نفسه بالنسبة لعائشة التي تؤكد أن المكيّف هو سبب ارتفاع فاتورة الكهرباء، إذ قالت في الصدد ذاته: "بحلول شهر ماي تتهاطل فواتير مجنونة يكاد يُغمى عليّ بمجرد رؤيتها، وفي كل مرة أحاول البحث عن السبب علّني لم أدفع الديون السابقة، ولكن الجهة المعنية تؤكد لي أنّ المبلغ هو ثمن استهلاك الكهرباء والغاز لمدة لا تتجاوز الشهرين". ويعزو مراقبون "لهيب الفواتير" إلى الإسراف في استهلاك الكهرباء، حيث يعدّ ذلك السبب الأول لارتفاع فواتيرها في فصل الصيف، وهو ما أكده لنا "ش.م" العامل بمصلحة الكهرباء والغاز بجسر قسنطينة، الذي كشف أن هناك بعض الفترات التي يحدث فيها ضغط كبير على شبكات توزيع بسبب الإستهلاك الكبير للكهرباء، ما يؤدي إلى ضعف التيار الكهربائي وانقطاعه من حين إلى آخر. وأرجع المتحدث ذاته تلك الإنقطاعات التي تزيد في فصل الصيف إلى التصرفات التي ينتهجها بعض المواطنين، من أهمها الحصول على الكهرباء بطرق احتيالية من خلال استعمال عداد أو أعمدة الكهرباء من مساكن أو أحياء أخرى، حيث يوجد من يلجأ إلى ما سماه المتحدث بقرصنة الكهرباء بعدما يتم قطعها لعدم تسديد الفواتير. أما عن الفترات التي يبلغ فيها استهلاك الكهرباء ذروته فهي الفترة المسائية وخاصة في الليل، وهي الحقيقة التي اعترف بها كل من تحدثنا إليهم منهم سهام التي تقول، إنّ استعمالها للغسالة يكون في الليل في غالب الأحيان. بينما يؤكد "مراد أنّ استعمال أبنائه للكمبيوتر يكون خلال الفترة المسائية، وإلى ساعة متأخرة من الليل، أما المصابيح فحدث ولا حرج فهي بالكاد تنطفئ، رغم أنه يعتزم في كل مرة الاقتصاد في استهلاك الكهرباء، إلاّ أن الأمر يبقى خارجا عن نطاقه على حد تعبيره. هذا ولاحظ بعض المواطنين أنّ عداداتهم أصبحت غير صالحة بمجرد استعمال أجهزة جديدة وأهمها المكيف الهوائي، حيث يؤكد محمد أنه ومنذ استعماله لجهاز التبريد المذكور صار التيار الكهربائي ينقطع من حين إلى آخر، في هذا الخصوص يقول العامل بمصلحة الكهرباء والغاز، أن العداد يمّر عبره تيار محدد الشدة وله طاقة معينة، قد لا تكون كافية في حال وجدت عدة أجهزة تعمل في الوقت نفسه. ويشدّد محدثنا على أنّ الكهرباء طاقة يجب الحفاظ عليها وذلك من خلال الإستعمال المقنن والعقلاني للأجهزة الكهرومنزلية من أجل اقتصاد تلك الطاقة، من خلال تجنب استعمال بعض الأجهزة الكهرومنزلية في الفترة المسائية أين يزداد الطلب على الكهرباء، فمن الأفضل عدم استعمال الغسّالة أو الكمبيوتر على سبيل المثال، كما يجب استعمال المصابيح الإقتصادية بعد التأكد من نوعيتها.