لا يفصلنا عن شهر رمضان الفضيل سوى أيام قليلة وتزداد بالمقابل التخوفات من انقطاعات الكهرباء بفعل ارتفاع سقف الاستهلاك وسط الأسر الجزائرية، خاصة في الفترة المسائية وتلك المتزامنة مع فترة الإفطار ووقت السحور، حيث تكون الإنارة واستعمال الأجهزة الكهربائية على أشدها، من إنارة وتشغيل المكيفات والأفران الكهربائية والتلفزيونات وما إلى غير ذلك، هنا فقط يتوجب إطلاق حملات تحسيسية واسعة حتى نقتصد في استعمال الكهرباء ولا نساهم كمواطنين في الانقطاعات المستمرة التي تشهدها بعض ولايات الوطن في موسم الصيف الحار وخاصة ليلا. والواقع يعكس مختلف مظاهر الاستهلاك، كما تزيد حدته ويمكن رصده في انتشار استعمال المكيفات الهوائية وأجهزة التبريد إلى جانب كثرة استعمال ڤالأفران الكهربائيةڤ في الطهي، والإنارة، والتفرغ للأشغال ليلا بعد تأجيلها نهارا بفعل الصيام، مما يولد زحمة خاصة، تولدها الفترة المحصورة من قبيل الإفطار إلى ما بعده، حيث يكون استهلاك الطاقة الكهربائية، بشكل كبير وفي وقت واحد. تعرف معظم مناطق الوطن انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، نتيجة استهلاك الطاقة الكهربائية بمستوى قياسي، لإستخدام أجهزة التكييف بشكل مستمر بسبب موجة الحر التي تجاوزت المعدل الفصلي. وقد تسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في إثارة غضب المستهلكين الذين يشتكون من تلف المواد الغذائية، وتقول في هذا الصدد السيدة عائشة وهي ربة بيت تقطن ببلدية دالي إبراهيم، أن الانقطاع المتكرر للكهرباء تسبب في تلف المواد التي كانت تخبئها لشهر رمضان، ما اضطرها إلى رمي كل شيء. وعبر بدورهم أصحاب المتاجر عن قلقهم من خسارة مخزونهم من اللحوم التي تحول لونها إلى اللون الأزرق ما استدعى التخلص منها، مسببة في ذلك في خسارة كبيرة لهم، وأفاد عدد من التجار ممن تحدثوا مع ڤالشعبڤ أنهم سيضطرون إلى إغلاق محلاتهم خلال هذه الصائفة، إذا استمر الحال على ما هو عليه، مطالبين -في سياق حديثهم- تعويضات من طرف السلطات. وحسب أهل الاختصاص، فإن تأثير استخدام أجهزة التكييف أصبح كبيرا جدا في مستوى استهلاك الكهرباء خلال السنوات الثلاث الأخيرة لدرجة أن الحد الأقصى الصيفي تجاوز الحد الأقصى الشتوي. ووفقا لشركة الكهرباء، فإن هذه الارتفاعات في مستويات استهلاك الطاقة الكهربائية تستدعي بناء محطة لتوليد الكهرباء تبلغ 500 ميغاوات في السنة حتى تتمكن من مواجهة هذا الطلب المتزايد. وناشدت الشركة الجزائريين عبر موقعها الالكتروني المواطنين بالاعتدال في الاستهلاك لمصلحة وراحة الجميع، كما أوصتهم بإطفاء الأنوار والأجهزة الكهربائية في حال عدم الحاجة إليها، وضبط أجهزة التكييف على درجات معقولة وتفادي استخدام الغسالات والمكاوي والأجهزة الكهربائية ذات الاستهلاك العالي للطاقة أثناء أوقات الذروة . يذكر أن آخر الأرقام التي قدمتها مؤسسة ''سونلغاز'' والتي أوعزت الإنقطاعات الكهربائية إلى الاستعمال المفرط للطاقة بدرجة أولى، سجلت خلال الأسبوع الأول من شهر جويلية الجاري معدلا قياسيا في استهلاك الكهرباء قدر بنحو 8,119 ميغاواط بفارق حوالي 401 ميغاواط بالنظر إلى الاستهلاك القياسي المسجل في السنة الماضية، أي زيادة ب 5,2 بالمائة.