تحولت مدينة قسنطينة إلى ورشة مفتوحة على مصراعيها منذ أسابيع، بعد الشروع في تجسيد المشاريع المقترحة لفك الخناق عن حركة السير داخلها، كمشروع الجسر العملاق الذي اقتضى إزالة بعض أحيائها منذ أزيد من عام ومشروع إنجاز نفق جبل الوحش والدقسي، هذا الأخير الذي باشرت مصالح الأشغال العمومية في إنجازه منذ الأسابيع الماضية، وذلك على مدى 4 أشهر دون مراعاة توقيته ومخلفات إنجازه، وغيرها من المشاريع الأخرى التي كان من شأنها السيطرة على حركة السير. بالرغم من اقتراح مختلف المصالح الولائية لمسارات بديلة للسيارات وأخرى للشاحنات، إلا أن عدوى الإزدحام انتقلت لتسدها من جديد كالطريق الإنحرافي الجديد، وذلك بعد غلق الطريق الغابي المحاذي لمنطقة باب القنطرة بسبب أشغال تحويل شبكات المياه والغاز المتعلقة بتحرير مسار الجسر العملاق، وقد ندد المواطنون بالوضع الكارثي للطريق البديل نظرا لضيقه واهترائه خاصة بعدما أقدمت السلطات الولائية على غلق المنافذ الرئيسية للمدينة كغلقهم لجسر سيدي راشد، مبرزين شدة استيائهم من الحالة المزرية التي تعرفها طرقات قسنطينة من وراء سوء التخطيط غير المنظم، وعدم مراعاة توقيت تجسيد هذه المشاريع التي حولت المدينة إلى بوتقة للأشغال العمومية التي كان من شأنها وضعهم على طريق انتظار فك أزمة الخناق المروري من جهة وانتهاء الإنجازات العظيمة. وتبقى المشاكل المتعلقة بأزمة المرور بقسنطينة قائمة ما دامت المشاريع المتزاحمة عليها تفرض هيمنة شاحنات الأشغال الثقيلة على أبرز الطرقات الولائية بها، الشيء الذي عكس صورة تتناقض والصورة الجمالية لمدينة الصخر العتيق التي تعد من أبرز المدن السياحية بالجزائر، خاصة بالتزامن مع فصل السياحة والأسفار.