لقد كان الكثير من الناس يعتقدون أن الصيام مجرّد عقيدة يقبل عليها المسلمون، لكن العديد من الدراسات بيّنت الفوائد الجمّة التي يجنيها الفرد من صيام شهر رمضان، وهو ما رسخته التعاليم الدينية بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم:«صوموا تصحوا”. ومن أجل التعرّف على العلاقة بين الصيام والصحة قصدنا عيادة الدكتور محمد شريف بلعربي الذي أشاد بفوائد الصيام على صحة الفرد، ولا يقتصر الأمر على شهر رمضان بل على سائر الأيام، مستندا في هذا إلى ما جاءت به الكثير من الدراسات الغربية التي أثبتت فعالية الصيام. هذا وأنكر الطبيب وجود مخاطر على صحة الفرد نتيجة الصيام إلا في بعض الحالات التي يكون فيها الصوم ممنوعا منعا باتا، فيما يبقى الصيام من عدمه متوقفا على بعض التعليمات الطبية التي يجب على الفرد الالتزام بها. ومن أهم الفوائد الصحيّة التي أشار إليها الطبيب أن الصوم يعمل على تخليص الجسم من الدهون المتراكمة فيه والخفض من نسبة الكولسترول الضار، حيث يعمل الصوم على القضاء على مختلف المواد الضارة خاصة المواد الدهنية. أصحاب الوزن الزائد أكثر المستفيدين من رمضان وانطلاقا من هذه الفائدة، اعتبر د/ بلعربي أصحاب الوزن الزائد من أكثر المستفيدين من شهر الصيام من أجل التخلّص من الوزن الزائد، ويضيف في هذا الباب: “يعتبر الصوم أفضل حمية يمكن الاعتماد عليها من أجل إنقاص الوزن ولكن على أن لا يتبع بأكلات دسمة عند الإفطار”. ويستفيد مرضى القلب والضغط الدموي كثيرا من الصيام، فالصوم على حدّ قول المتحدث يخفض كثيرا من نسبة الأملاح في الدم إضافة إلى مرضى الجهاز الهضمي، فبالصوم تقّل إفرازات الأمعاء ويرتاح الجهاز الهضمي. ركزّ الطبيب على التأثير الإيجابي للصوم على بعض المصابين على مستوى الجهاز البولي، كما أنه علاج للسموم التي تتراكم في المفاصل لأنّ عملية الصيام تعتبر ذات أهمية كبيرة في التخلّص من الخلايا التالفة في كل أنحاء الجسم، ويعتبر مساعدا جيّدا على تجديد خلايا الأعضاء. هذا وأشار الطبيب إلى بعض الدراسات الغربية التي أثبتت فائدة الصوم بعد جملة من التجارب في علاج بعض الأمراض، يقول بلعربي مستندا إلى بعض الدراسات الطبية بخصوص فوائد الصوم: “لقد أثبتت بعض الدراسات الغربية أن للصوم فوائد كبيرة تخصّ كل عضو من أعضاء الجسم ومنها دراسة أثبتت أنه يعوّد الجسم على التخلّص من الكثير من العادات السيئة مثل التبغ والقهوة، وبالتالي يعيد برمجة الجهاز العصبي فيما فيه فائدة للجسم”. ونوّه الطبيب بأهمية الاستشارة الطبية المسبقة لبعض من يشتكون من مختلف المشاكل الصحيّة، وذلك من أجل أخذ النصيحة التي تتوافق مع حالته والتعرّف عن علاقة مرضه بالصيام ومدى تأثيره عليه بالسلب أو الإيجاب، ومن أهم تلك الأمراض التي لخصّها لنا الطبيب أمراض الجهاز الهضمي والمعروفة بالقرحة المعدية التي تكون شديدة، حيث يتطلب ذلك تشخيصا مسبقا لمعرفة نوع تلك القرحة، وفي حال كانت تسبّب نزيفا فإن الصوم يكون ممنوعا على الفرد في أغلب الحالات المماثلة. مرضى الربو بدورهم من أكثر المحتاجين إلى الاستشارة الطبية المسبقة قبل المخاطرة خاصة من يستعملون البخاخة التي تساعدهم على التنفس الصوم قد يكون مفيدا لمرضى السكري. يعتقد البعض أن الصيام مضّر لمرضى السكري ولكن الأمر ليس كذلك لبعضهم يردف الطبيب مفصلا حول هذه النقطة: “إن الصوم يعتبر واقٍ جيد من الإصابة بالسكري، فالأكل يتعب البنكرياس المسؤول عن إفراز هرمون الأنسولين ومع تزايد تراكم السكّر الموجود في مختلف الأطعمة ما يؤدي إلى الإصابة بالسكري، لذا فالصوم يكون جيّدا للحماية من الإصابة بهذا المرض المزمن”. الصوم لا يقي فقط من مرض السكّري بل حتى من مختلف الأمراض الجلدية، وحسب الطبيب فهو عملية مفيدة كثيرا للجلد، حيث يقيه من مختلف الجراثيم وبالتالي يقلل من نسبة الإصابة بالأمراض الجلدية وأهمها الحساسية.