تختتم نهاية الأسبوع الجاري بدار الإمام في المحمدية، فعاليات الطبعة التاسعة من الجائزة الدولية لحفظ القرآن الكريم التي انطلقت سهرة الجمعة في العاصمة، حاملة شعار “المساجد” ومسجلة إمكانيات أصوات وفدت من 50 بلدا من مختلف أصقاع العالم. تمحورت المسابقة حول حفظ القران وتجويده وتفسيره وفقا لما ذكره المستشار الإعلامي عدا فلاحي، كما قدمت بالمناسبة محاضرات تتناول تاريخ حفظ القران الكريم والمدارس القرآنية والقائمين عليها، إلى جانب مواضيع أخرى لها علاقة بالقرآن الكريم لتعميق الانتماء العربي الإسلامي الأمازيغي. وتم بالموازاة مع المسابقة الدولية تنظيم المسابقة الوطنية التشجيعية الخاصة بصغار حفظة القرآن الكريم الذين لا يتعدى سنهم ال15 سنة، مشترطة تمكنهم من أحكام التجويد، وقد ضمت لجنة التحكيم المشرفة على الطبعة الحالية للمسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم أساتذة وعلماء دين جزائريين وأعضاء من السنغال والأردن. ومن المقرر أن يُمنح المتسابقون الثلاثة الأوائل في ختام المسابقة التي ستتزامن مع إحياء ليلة القدر المباركة، جوائز مالية تقدر الأولى بمليون دينار والثانية ب800 ألف أما الثالثة فتبلغ 600 ألف دينار، كما سيمنح لجميع المشاركين في فعاليات الطبعة التاسعة للجائزة الدولية لحفظ القرآن الكريم جائزة تشجيعية تقدر ب50 ألف دينار، توزع كلها ليلة الاحتفال بليلة القدر بالجامع الكبير بحضور رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والسلطات الرسمية والسلك الدبلوماسي. للتذكير، حضر مراسيم حفل افتتاح هذه الطبعة التي تنظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إلى جانب وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله كل من وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم، والأمين العام لمنظمة المجاهدين سعيد عبادو، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في الجزائر وجمع من العلماء والمشايخ والإطارات والطلبة. وقد أشاد غلام الله في كلمة الافتتاح “بتمسك الشعب الجزائري بالقرآن الكريم وبالإسلام والعمل بإخلاص ومثابرة، فكان دائما بمثابة العنوان له والزاد الفكري والمعنوي طوال فترة الاحتلال إلى أن افتك النصر في معركة دفع فيها النفس والنفيس”. وقال غلام الله أن “الشعب الجزائري تعلق بالإسلام وحب الشهادة فكانت كلمة “الله اكبر” هي العنوان للعمل الجهادي في مختلف المعارك التي خاضها الشعب ضد المستعمر في الجبال فكان النصر حليف أهل القرآن”. وفي السياق، أشاد وزير الشؤون الدينية بمختلف التظاهرات القرآنية كالأسبوع الوطني للقرآن الكريم الذي ينظم بمناسبة المولد النبوي الشريف والجائزة النسوية التي تنظم بمناسبة الإسراء والمعراج إلى الجانب الجائزة الدولية لحفظ القرآن الكريم التي توسعت لتشمل كل الجاليات الإسلامية في كل أرجاء المعمورة . وأكد المتحدث أن الأهم من خلال هذه المسابقة ليس حصد الفوز، بقدر ما هو السعي إلى خلق أجواء التعارف والاحتكاك بين طلبة القرآن الكريم الذين جاؤوا من كل بلدان المعمورة. وجاءت هذه الطبعة مناسبة للأستاذ نور الدين صغيري، لتقديم مداخلة موجزة عن التعليم القرآني في الجزائر والطرق والوسائل في تعلم وحفظ كتاب الله، كما افتتحت بآيات من الذكر الحكيم والتي أكد رئيس لجنة تحكيم الجائزة عامر لعرابي من جامعة باتنة على إثرها: “أن لا حياة إلا بهذا الكتاب العظيم وقراءته ودارسته.. فالمسابقة تعد منحة وفرصة للشباب لإثبات قدراتهم ومواهبهم في مجال حفظ وتجويد القرآن الكريم”. ومن جهته ذكر الممثل عن لجنة التحكيم الشيخ سميح احمد عثامنة، من الأردن العناية التي توليها الجزائر لكتاب الله حفظا ونشرا وهداية.. وربطا بين أهل القرآن من مشارق الأرض ومغاربها، مشيرا إلى أن الجائزة تسير بخطا ثابتة من التطور والتقدم بفضل دعم ورعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لها.