لقيت سيدة مصرعها بينما يرقد 12 فردا في مستشفى سكيكدة بعد إصابتهم بتسممات غذائية نتيجة تناولهم حلويات فاسدة، في وقت باشرت مصالح الدرك الوطني تحقيقات معمقة لكشف ملابسات الحادثة التي وجهت أصابع الاتهام فيها لصاحب محل بيع حلويات بوسط المدينة، على خلفية عرضه موادا استهلاكية فاسدة، وهو ما يطرح عدة استفهامات حول دور فرق الرقابة التي تتبجح مديرية التجارة بأنها سخرت جيشا من المراقبين منذ بداية الصائفة، لكن المؤكد أن السلطات المحلية بسكيكدة صارت تعبث بصحة المواطنين. ودفعت هذه الحادثة ذات التداعيات الخطيرة الباب على مصراعيه لتوجيه انتقادات لاذعة لمصالح مديرية التجارة، لاسيما أن كثيرا من التجار اشتكوا في وقت سابق من تواطؤ بعض المكلفين بجهاز مراقبة الأسعار وقمع الغش مع عدد من أصحاب محلات يمارسون أنشطتهم التجارية في ظروف مخلة بشروط النظافة ومضرة بالصحة العمومية، من خلال عدم إحراجهم بتقارير غلق وتشميع متاجرهم مقابل قبض رشاوي في شكل سلع ومواد غذائية أو مبالغ مالية، في انحراف خطير صار يطبع يوميات السكيكديين دون تحرك الأجهزة المعنية. وبحسب معلومات طبية من مستشفى المدينة القديم فإن حالة أحد المصابين ما تزال حرجة وهو تحت العناية المركزة إلى غاية مساء أمس فيما تخطى الباقون مرحلة الخطر، وكان الضحايا الذين يقطنون بأحد أحياء بلدية الحدائق قد تناولوا مساء الثلاثاء الماضي حلويات «ميلفاي» من محل للمرطبات لتظهر عليهم أعراض الإصابة بالتسمم صبيحة الأربعاء ليتم نقلهم تباعا إلى المستشفى، حيث لقيت سيدة تبلغ من العمر 54 سنة حتفها مساء ذات اليوم فيما تم إنقاذ البقية. وبحسب معلومات غير رسمية تناولها سكان الحي فإن سبب التسمم هو استعمال مواد تم تحضيرها آخر أيام رمضان، فيما لم تؤكد مصالح التجارة والصحة ذلك، حيث عرفت القضية تكتما كبيرا من طرف المصالح المعنية التي رفضت إعطاء أية معلومات عن الحادثة برغم الاتصالات المتكررة منذ الأربعاء الماضي، بحجة أن المدراء التنفيذيين فقط هم المسؤولون عن إعطاء معلومات لوسائل الإعلام فيما لم يدخل هؤلاء مكاتبهم طيلة يومي الأربعاء والخميس، وهو نفس التصرف الذي تمارسه كافة المديريات التنفيذية في مثل هذه الحالات. للإشارة فإن ولاية سكيكدة تشهد كل صائفة حوادث تسمم مماثلة حيث سجلت الصائفة الماضية تسمم أكثر من 100 شخص تناولوا وجبة عشاء في عرس ببلدية فلفلة.