أعلن عن مباشرة مشاورات لتشكيل هذا الفريق رحب رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، بالاقتراح الذي تقدم به منتدى المجتمع المدني للتغيير بخصوص الشخصيات الوطنية التي ستقود مسار الحوار، معلنا عن مباشرة مشاورات لتشكيل هذا الفريق. أوضحت رئاسة الجمهورية، في بيان لها مساء أول أمس، أن رئيس الدولة، رحب بفحوى المداخلة التي تقدم بها منتدى المجتمع المدني للتغيير واعتبرها خطوة إيجابية في سبيل تجسيد المسعى الذي اقترحته الدولة، مشيرا إلى أن هذا الاقتراح من شأنه أن يكون ‘أرضية لتشكيل فريق من الشخصيات الوطنية التي ستوكل لها مهمة قيادة مسار تسهيل الحوار، وشدد بن صالح، ووقوفا عند رغبة المواطنين، على ضرورة أن تتوفر لدى هذه الشخصيات شروط المصداقية والاستقلالية وأن لا يكون لها انتماء حزبي أو طموح انتخابي، وأن لا تسعى للبروز بفعل سلطتها المعنوية أو شرعيتها التاريخية، السياسية أو الاجتماعية المهنية، وعلى ضوء ما سبق ذكره، أكد رئيس الدولة – يضيف المصدر ذاته – أن الشخصيات التي اقترحها المنتدى مؤهلة تماما لأداء هذه المهمة (قيادة الحوار الوطني الشامل). في السياق ذاته، أعلن بن صالح، أنه سيتم مباشرة مشاورات من أجل الإفضاء إلى تشكيل هذا الفريق الذي سيعلن عن تركيبته النهائية قريبا، وقال “المجتمع المدني وبأخذه هذه المبادرة المحمودة، فإنه يقدم إسهاما ملموسا في إطلاق حوار صادق وبناء حوار لم نتوانى عن الدعوة إليه”. كما ذكر بيان رئاسة الجمهورية، بأن هذا الحوار هو نفسه الذي دعا إليه كذلك الجيش الوطني الشعبي، وأكد عليه مرارا الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني،رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، وإلتزم بمرافقته مشددا على أنه يبقى السبيل الأوحد لبناء توافق مثمر على أوسع نطاق ممكن من شأنه توفير الظروف الملائمة لتنظيم انتخابات رئاسية في أقرب الآجال تكون وحدها الكفيلة بتمكين البلاد من مباشرة الإصلاحات التي هي في أمس الحاجة إليها – يضيف المصدر ذاته -. حمروش وبوحيرد ينفيان الإتصال بهما هذا وقد أبدت أغلب هذه الشخصيات المقترحة استعدادها لإدارة الحوار الوطني، معلنة موافقتها المبدئية للقيام بهذه المهمة شريطة أن تبادر السلطة بإجراءات تهدئة لزرع الثقة وتوفير جملة من الشروط أهمها رحيل رموز النظام وإطلاق سراح المساجين السياسيين ومعتقلي الرأي، وفتح الفضاء العام ووسائل الإعلام المختلفة أمام جميع الآراء والتوجهات بكل حرية. وبالمقابل سجل البعض الآخر تحفظه بخصوص اقتراح المنتدى، على غرار مولود حمروش، رئيس الحكومة الأسبق، الذي أكد أنه لم يتم الاتصال به وبأنه ليس معنيا بهذه القائمة، حاله حال جميلة بوحيرد، التي فندت تلقيها اتصالا بهذا الشأن حيث قالت في تصريحات صحفية أدلت بها أول أمس “لا يمكنني أن أكون جزءا من مجموعة من الأشخاص خدم بعضهم السلطة”. وفي رده حول ذلك، أوضح المنتدى في بيان له أول أمس إطلعت عليه “السلام”، أنه تم التواصل مع العديد من هذه الشخصيات والحصول على موافقتها وقبولها الانخراط في المسعى، أما فيما يتعلق بالمجاهدة بوحيرد، وأحمد طالب الابراهيمي، ومولود حمروش، أبرز أن الهيئة هي التي اقترحتهم مباشرة في القائمة لما يمثلونه من رمزية وقبول شعبي – يضيف المصدر ذاته – الذي شدد على أنه لا يمكن خوض مسار الحوار بدون هذه النوعية من الرجال والنساء الذين يشهد لهم بمواقفهم وتحترم قراراتهم وآرائهم.