يعاني سكان قرية بني ميمون التابعة لبلدية أولاد يحيى خدروش 70 كلم إلى الشرق من ولاية جيجل، من العزلة بسبب التدهور التام للطريق الذي يربط القرية بالبلدية المذكورة والتي تبعد عنهم بحوالي 16كم. حسب توضيح عدد من المواطنين القاطنين بالمنطقة ل«السلام اليوم” فإن هذا المسلك المؤدي لقريتهم والذي هو عبارة عن تراب وحجارة في أغلب أجزائه لم يشهد أي عملية تهيئة وتعبيد مما جعله صعب السير لاسيما في فصل الشتاء، أين تتحول التربة إلى أوحال يعجز السكان التنقل فيها،و رغم تربع عدة أميار على عرش بلدية أولاد يحي خدروش، آخرها المجلس الشعبي الحالي الذي أمطر سكان القرية بالكثير من الوعود فيما يخص هذا الطريق غير أنها بقيت حبر على ورق دون أن تتجسد على أرض الواقع ، وقال سكان القرية أنهم يتدبرون أمورهم بأنفسهم من حيث إصلاح بعض المقاطع من الطريق عن طريق التطوع الجماعي (التويزة) وأضافوا بأن المجلس الحالي للبلدية لم يمنح المنطقة أي مشروع تنموي يساهم في تثبيت السكان وإستقرارهم. وساهم هذا التهميش للقرية في هجرة عدد معتبر من أهالي القرية إلى بلديات أخرى مجاورة. وأضاف سكان بني ميمون أن العزلة قد أثرت على الميادين الأخرى لكون المنطقة تخلو تماما من أي مرفق صحي، إذ يضطرون للتنقل إلى قاعة علاج مركز البلدية أو العيادة المتعددة الخدمات بمنطقة الشوف رغم متاعب البعد والأعباء المالية التي تدفع لأصحاب سيارات الفرود، خاصة أن القرية لا تحوز بعد على خطوط النقل بسبب مشكل الطريق الذي يتميز بكثرة الحفر وتعرضه للإنجراف في الكثير من المقاطع كما يجد معلمو المدرسة الابتدائية القاطنون خارج القرية صعوبة كبيرة للوصول إلى المؤسسة التي لاتزال في حاجة إلى ترميم ودعم، أما تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي فيتنقلون مشيا على الأقدام إلى مقر البلدية أشبوا على مسافة 16 كم انطلاقا من مقار سكناتهم بالقرية أو إلى المؤسسات التعليمية ببلدية بوراوي بلهادف على مسافة 5 كلم. ولحد الآن تبقى ذات القرية تعاني من انعدام شبكة المياه الصالحة للشرب، حيث يعتمد السكان على الينابيع التقليدية مياهها غير مراقبة دوريا مما يجعلهم عرضة للكثير من الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، وكذا شبكة الصرف الصحي وفي هذا المجال يقول السكان بأن غالبية الحفر التي يستعملونها إمتلأت عن أخرها ويتخوفون من إمكانيات إختلاط المياه القدرة مع مياه الينابيع، ما ينذر بتلوث المحيط وفساد البيئة وإصابات محتملة بالأمراض الخطيرة، هذا التجمع السكاني المستفيد فقط منذ الاستقلال من الكهرباء وبعض السكنات الريفية. من جانب آخر، قال مسؤول ببلدية أولاد يحيى خدروش أن قرية بني ميمون كغيرها من قرى البلدية قد استفادت من برامج تنموية ولم يتم تهميشها، وليس أدل على ذلك من التغطية 100 بالمائة بالكهرباء وإصلاح الطريق في عديد المرات، وهو مسجل لتهيئته بالكامل، ناهيك عن استفادة العشرات من سكان المنطقة من السكن الريفي، بالإضافة إلى الإعانات في إطار الدعم الفلاحي الذي حظي به الكثير من فلاحي المنطقة.