يعاني سكان قرية تالفت ببلدية أولاد يحي خدروش، الواقعة 70 كلم شرقي الولاية جيجل، من العزلة بسبب التدهور التام للطريق الذي يربط المنطقة بالطريق البلدي والمتميز بكثرة الحفر. حسب توضيح عدد من المواطنين القاطنين بالمنطقة ل”الفجر”، فإن هذا الطريق المؤدي لقريتهم شهد سابقا عملية تهيئة دون أن يستفيد مرة أخرى من الترميم والإصلاح، رغم تربع عدة أميار على عرش بلدية أولاد يحي خدروش، آخرها المجلس الشعبي الحالي، الذي أمطر سكان القرية وابلا من الوعود البراقة دون أن يتجسد واحد منها، على اعتبار أن السكان بهذه القرية لايزالون يتدبرون أمورهم بأنفسهم. وحسب توضيحات ممثلي سكان القرية، فإن سلطات البلدية لم تمنح المنطقة أي مشروع تنموي يساهم في تثبيت السكان واستقرارهم، وقد ساهم تهميش القرية في هجرة كثير من العائلات نحو مدينة الميلية التي تبعد عن المنطقة بحوالي 20 كلم، أين وجدوا فيها ضالتهم لتوفر سبل العيش الكريم. وأضاف ممثلو سكان تالفت أن العزلة قد أثرت على الميادين الأخرى، لأن المواطنين يضطرون للتنقل إلى العيادة المتعددة الخدمات بمنطقة الشوف، رغم متاعب البعد والأعباء المالية التي تدفع لأصحاب سيارات “الفرود”، خاصة أن القرية لاتزال غير مغطاة بخط للنقل بسبب مشكل الطريق المهترئ المتميز بكثرة الحفر وانجرافه بالكثير من محاوره. كما يجد التلاميذ المتمدرسون بالثانوية الوحيدة الواقعة بمنطقة بوزابة صعوبة كبيرة للوصول إلى المؤسسة، أما تلاميذ الطورين المتوسط والابتدائي فيتنقلون مشيا على الأقدام إلى مدرسة القرية القريبة نسبيا من مقار سكناتهم بالقرية، فيما يستغرقون أزيد من نصف ساعة من الزمن مشيا للوصول إلى المتوسطة. ولحد الآن تبقى ذات القرية تعاني من انعدام شبكة المياه الصالحة للشرب وكذا شبكة الصرف الصحي، ما يندر بتلوث المحيط وفساد البيئة. من جانب آخر، أبرز أعضاء من المجلس البلدي لنا أن قرية تالفت كغيرها من قرى البلدية، قد استفادت من برامج تنموية ولم يتم تهميشها، وليس أدل على ذلك من التغطية 100 بالمائة بالكهرباء وتعبيد الطريق في عديد محاوره، ناهيك عن استفادة الكثير من سكان المنطقة من السكن الريفي.