رئيس الدولة يدعو هيئة الحوار إلى إجراء مشاورات لتشكيل سلطة مستقلة للانتخابات أكد كريم يونس، المنسق الوطني للهيئة الوطنية للوساطة والحوار، أن رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، لم يعارض فكرة رحيل حكومة الوزير الأول، نور الدين بدوي، الحالية، وأبرز أنه لمس قبولا من بن صالح للفكرة. قال كريم يونس، في ندوة صحفية نشطها أمس عقب اللقاء الذي جمعه برئيس الدولة، لتسليم الأخير التقرير النهائي لعمل الهيئة الوطنية للوساطة والحوار،”ما تعلق برحيل حكومة نور الدين بدوي، لمسنا قبولا لدى رئيس الدولة الذي لم يعبر عن معارضته .. الأيام القليلة المقبلة ستكشف لنا مصير الحكومة”. للإشارة كان رحيل حكومة بدوي، بالإضافة إلى إنشاء سلطة تنظيم الانتخابات، من بين أهم المقترحات التي قدمتها هيئة كريم يونس، عقب لقاءاتها مع جمعيات وشخصيات وطنية، وأحزاب سياسية. التقرير النهائي لهيئة الحوار تضمن كل المقترحات المقدمة بصدق ونزاهة أكد المنسق الوطني لهيئة الوساطة والحوار، أنه تم تدوين وتحرير كل المساهمات والمقترحات المقدمة من طرف مختلف الفاعلين في إطار المشاورات السياسية “بصدق ونزاهة” في التقرير الذي تم تقديمه لرئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، مبرزا أن هيئته أنهت المهام التي أدتها استجابة لمطالب المجتمع المدني، مشيرا إلى أنها توصلت في ظرف زمني قصير، وفي ظل الظروف التي تمر بها البلاد إلى الاستماع والتحاور والنقاش مع 23 حزبا سياسيا و5670 جمعية وطنية ومحلية، شخصيات وكفاءات وطنية على اختلاف أطيافها، وفواعل الحراك الشعبي من مختلف أرجاء الوطن، وشدد كريم يونس، على أن الهيئة تمكنت من إقناع الأغلبية بأنها فضاء للتنسيق والإصغاء وليس للتفاوض. تقديم التقرير النهائي قريبا للأحزاب السياسية والرأي العام تعهد كريم يونس، بتقديم التقرير النهائي لعمل هيئته قريبا للأحزاب السياسية والجمعيات والشخصيات الوطنية، وكذا الأسرة الإعلامية ليكون في متناول الجميع من أجل إتاحة الفرصة للمواطنين لفتح نقاش واسع. هذا وذكر المتحدث، أنه كان قد أعلن في الأيام الماضية عن المقترحات الرئيسية التي تعد ضرورة أساسية في نظر جميع الفاعلين السياسيين والاجتماعيين لكل خطوة إجرائية مستوحاة من مطالب الشعب، والتي تتجلى أساسا في تعديل قانون الانتخابات، إنشاء هيئة وطنية مستقلة للانتخابات تخول لها عملية التحضير والتنظيم ومراقبة العملية الانتخابية، وقال في هذا الصدد “نغتنم هذه الفرصة كي نذكر بمحتوى تصريحنا الملقى في هذا المكان بالذات، الذي من خلاله أكدنا وبقناعة قوية أنه إذا كان الحوار فضيلة الشعوب المتحضرة وأن الشعب الجزائري جزء منها كما أظهره في العديد من المناسبات، فإننا مقتنعون أيضا بأن توفير بيئة ملائمة ضرورة ملحة لتهدئة الأجواء وتحسين المناخ الانتخابي”، وأردف “هذه ليست قناعتنا فحسب بل قناعة كل من حاورناهم ويبقى هذا العمل عملا بشريا والكمال لله”. وأعرب المنسق الوطني للهيئة الوطنية للوساطة والحوار، عن شكره لمؤسسة الجيش الوطني الشعبي وقيادتها على مرافقة ومساندة مسار الحوار الوطني. وفي سياق ذي صلة، أوضح بيان لرئاسة الجمهورية، أن رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، دعا المنسق الوطني للهيئة الوطنية للوساطة والحوار، خلال لقاء أمس، إلى مواصلة جهوده وإجراء المشاورات اللازمة لتشكيل وتنصيب سلطة مستقلة للانتخابات، وبعد إستماعه لعرض كريم يونس، هنأ بن صالح، أعضاء هيئة الحوار والوساطة، على العمل المنجز، مشيدا بالتزامهم وبتحليهم بنكران الذات وبالشجاعة في أداء مهمتهم النبيلة خدمة للوطن، وذلك بالرغم من القيود والصعوبات التي واجهوها، وبعد أن أعرب عن ارتياحه لمناخ الحرية والشفافية اللذان طبعا مسار الحوار، وأشار إلى أن الدولة، قد أوفت بالتزامها بعدم التدخل في هذا المسار، مضيفا أن عملية الحوار التي سمحت بإشراك مختلف أطياف المجتمع من ممثلين عن المجتمع السياسي والمدني وفاعلين جمعويين، أفضت إلى تقارب واسع في وجهات النظر حول ضرورة الذهاب إلى انتخابات رئاسية في أقرب الآجال كحل عملي وديمقراطي أوحد لتجاوز الوضع الراهن. إحالة توصيات تقرير هيئة الحوار ومشاريع النصوص المقترحة على العملية التشريعية للموافقة قريبا كما أخذ رئيس الدولة، علما بالتوصيات المدرجة في تقرير الهيئة ومشاريع النصوص المقترحة، التي التزم بإحالتها في أسرع وقت ممكن على العملية التشريعية للموافقة، معربا عن قناعته بأن هذه المقترحات تتضمن ما يكفي من ضمانات لتنظيم انتخابات رئاسية تستوفي شروط الانتظام والمصداقية والشفافية بشكل لا يُشكك ولا يطعن في نتائجها، مما سيُعطي – يقول بن صالح- معنى أتم للإرادة الشعبية في اختيار بكل حرية وسيادة الشخصية التي ستسند لها مهمة قيادة البلاد.