أصبحت الصداقة مبنية على المصالح والخداع، فبات من الصعب أن تجد صديقا مخلصا أو وفيا أمام الحوادث الواقعية التي يعرفها مجتمعنا والتي يكون المتهم فيها هو صديق يطعن من ربطته به يوما علاقة متينة، فيصل الأمر بأعز الأصدقاء إلى إتهام رفاقهم بجرائم أو خيانتهم ليتخلصوا منهم بقضية تدق أبواب المحاكم فتكون سببا في ضياع مستقبلهم خلف القضبان ظلما. من السهل أن يتحول الصديق في لمح البصر إلى عدو حين تكون الصداقة مبنية على المصالح والخداع إضافة إلى الأنانية، فبات يصعب على الإنسان إختيار صديق يخلص له مدى الحياة أو يثق بوفائه، فقد أصبحت ظاهرة خيانة الصداقة منتشرة بشكل كبير بمجتمع لم يعد يبد أي أهمية للوفاء فبات زملاء العمل ينافسون أصدقائهم للحصول على مقاعدهم بدافع وصولهم لمناصبهم العليا، فتكون الغيرة من الرفاق سببا في تدمير عِشرة دامت سنوات طويلة وأصبح البعض الآخر يصاحبون غيرهم لمجرد إلحاق الأذى بهم، خاصة إذا وقع أحدهم بأصدقاء السوء الذين يحولون أشخاص ملتزمين إلى منحرفين بالرغم من انتمائهم إلى عائلات محافظة لمجرد تدميرهم، فيمر الكثيرون بتجارب يتعلمون منها أنه من النادر العثور على رفقاء يعرفون معنى الصداقة الحقيقية. فمن خلال الحوادث والتجارب الواقعية التي مر بها البعض تأكدنا أنه لا يمكننا أن نضع ثقة بصديق إلا إذا أظهر لنا مدى وفاءه بعلاقتنا، هذا ما دفعنا للتقرب من فتيات كانت صديقاتهن سببا في تدمير مستقبلهن بعد أن وقعن بكابوس بطلاته رفيقات السوء، حيث تروي “مليكة .ن” صاحبة ال30 سنة تجربتها المأساوية فتقول: “صادقت جارتي التي تربت معي واعتبرتها بمثابة أختي وكنت أضع ثقة كبيرة بها ولم أعتقد يوما أنها ستكون الفيروس الذي دمر حياتي، وقد اعتبرتها حافظة أسراري لكنها لطالما حاولت تدمير علاقتي العائلية المتينة، بعدما كانت تنقل جميع أسراري بصورة كاذبة لوالدتي، كما أن غيرتها دفعتها إلى إنهاء علاقتي بخطيبي بعدما تعمدت إخباره بأكاذيب أنني على علاقة بشاب آخر، وقد كانت سببا في طردي من منزل عائلتي. ولاتختلف تجربة “سارة.م” البالغة من العمر 40 سنة عن سابقتها التي تفوق ما عاشته من خيانة ما عايشته نساء أخريات، بعدما كانت أعز صديقاتها سببا في تدمير علاقتها الزوجية التي إنتهت بالطلاق حسبما أكدته لنا خلال حديثها، وقد فتحت لنا صدرها لتقص علينا ما تعرضت له من خيانة فتقول وملامح الحزن على وجهها: “وضعت ثقة كبيرة بصديقتي ففتحت لها بيتي واعتبرتها في مرتبة أختي التي فارقت الحياة، فعرضت عليها الإقامة بمنزلي إلى غاية استفادتها من سكن، بعدما طرقت باب عائلتها فرفضوا أن يستروها بعد طلاقها فلم تجد إلا صدري الحنون الذي أشفق على حالتها، لكني اكتشفت أن غيرتها من علاقتي الجيدة بزوجي دفعتها إلى طعني من وراء ظهري لأكتشف بالصدفة، بعد عودتي من العمل باكرا أنها تخونني مع زوجي ببيتي وما تفاجأت له أنها لم تكتف بهذا فقط بل دمرت حياتي بعدما أقنعت زوجي بالطلاق مني لتستولي على بيتي وتشردني مع ابنتي بالشارع ليغدر بي الزمن بسبب ثقتي الكبيرة بصديقتي لأصبح بوضعيتها السابقة”. رفاق السوء كابوس يدمر الشباب يقع العديد من الأشخاص في دوامة رفاق السوء أمام عدم تفريقهم بين أصدقاء يكونون محل ثقة أو من يخونون الصحبة ويحاولون إلحاق الأذى وتدمير أصدقائهم ليسلكوا طريق الإنحراف مثلهم، فمن خلال الإحصائيات المسجلة لظاهرة خيانة الصداقة اتضح أن أعلى نسبة من المراهقين يتربص بهم الإنحراف كونهم يقعون بفخ رفاق السوء أمام عدم اكتمال وعيهم ونضجهم الفكري، ليختاروا أصدقاءهم بشكل جيد في ظل ما بات يعرفه مجتمعنا من ظواهر غير أخلاقية يحاول بعض الأصدقاء إيقاع رفاقهم في المحظور، حيث حاولنا رصد تجارب أشخاص مروا بتجارب مأساوية مع رفاق السوء، وأول من التقينا به الشاب “كريم.د” الذي لم يتجاوز ال20 سنة الذي سلك طريق الإنحراف بسبب صديقه الذي زرع أفكار شيطانية بعقله مستغلا سذاجته، ليورطه في قضية اغتصاب ابنة جيرانهم القاصر. وقد روى لنا قصته والندم باد على وجهه فيقول: “تربيت في بيت عائلتي بأخلاق عالية وكان أبناء الحي يشهدون على حسن سيرتي، إلا أن حياتي انقلبت رأسا على عقب بعدما تعرفت على صديق لم يظهر لي في البداية أنه منحرف، لكن غيرته من تربيتي الجيدة دفعه إلى إقناعي بشرب السجائر التي وضع بها مخدرات دون علمي، فبدأت لا أستطيع الإستغناء عن شربها، وقد استغل إدماني عليها ليبيعها لي بشكل يومي فبدأت أسلك طريق الإنحراف بعدما نجح في إقناعي على مرافقته لإرتكاب جريمته البشعة، حيث قام باستغلال ابنة جيراننا الصغيرة وكان يتحرش بها، وقد طلب مني القيام بنفس الفعل لكني رفضت ذلك لكن مايؤلمني أني تورطت بالجريمة وسجنت خمس سنوات كشريك له لمجرد أني كنت أحرس له المكان الذي ارتكب به جريمة الإغتصاب، وقد ألقي عليه القبض خارج المكان بينما وجدته الشرطة متلبسا وما يؤلمني أن عائلتي قد أدانتني في الجريمة كالقضاء ولم تصدق أني برئ، كما أن سمعتي أصبحت سيئة بالحي ولا أستطيع زيارة عائلتي بسبب نظرة المجتمع السلبية لي”. ولاتختلف تجارب صاحبات الأيادي الناعمة عن الجنس الخشن بل أنهن تعرضن لمآس بسبب ثقتهن العمياء برفيقات السوء اللواتي لم يضعن أي أهمية لصديقاتهن بل ربطن تلك العلاقة لمجرد تحقيق مصالحهن الشخصية، حيث علمنا من بعض المراهقات أنهن أصبحن حبيسات إدمان الكحول أو المخدرات، في حين أكدت أخريات أن أخلاقهن قد انقلبت 180 درجة من ملتزمات إلى منحرفات يقابلهن طريق الضياع بعدما أساءوا اختيار صديقاتهن فوقعوا برفيقات السوء، حيث التقينا ب«منال .ج” التي أخبرتنا أنها تعرضت للخيانة من قبل صديقتها التي لطالما أرادت أن تحوذ على ما كانت تملكه سواء من أخلاق أو جمال، وقد كانت سببا في ضياعها بعدما تعمدت تدمير حياتها حيث تقول: “وضعت ثقة كبيرة بصديقتي ولم أعتقد يوما أنه ستخونني، حيث قامت بإقناعي على مرافقتها لبيتها ولم أكن أعلم أنها تدبر لي خطة جهنمية لتوقعني في المحظور بعدما قامت بتقديم كأس من العصير به حبوب مخدرة، حيث فقدت الوعي بعد تناوله وبعدما استيقظت كشفت أنها قد تقاضت المال من أحد رجال الأعمال لتجلب له فتاة تقيم معه علاقة غير شرعية، وما فاجأني أنه هددني بإرسال صور إباحية التقطها لي لعائلتي في حالة رفضي ارتكاب الحرام برفقته، فقررت مواصلة هذا الأمر رغما عني لكي لايفضح أمري فإنتهى أمري بالتشرد بالشارع، بعدما حملت طفلا لم يرغب في الإعتراف به خاصة أن أسرتي لم تتقبل وضعيتي كوني من عائلة محافظة ولم يصدقوا قصتي بل إتهموني أني جلبت لهم العار والفضيحة”. قضايا بالمحاكم أبطالها أصدقاء تدق أبواب المحاكم بشكل يومي قضايا يكون المتهمون بها أصدقاء يتورطون بنفس الجريمة أو أصحاب يبنون علاقتهم برفاقهم لمجرد نيل مرادهم بسرقة منازلهم أو أملاكهم، في حين يصل بآخرين إلى توريط أصدقاء بتهم لمجرد إلحاق الأذى بهم، حيث علمنا من بعض المسبوقين قضائيا أنهم قضوا بعض السنوات خلف القضبان بسبب أعز أصدقائهم الذين تعمدوا إتهامهم ليحققوا رغباتهم، ليبرز لهم وجه الصداقة الوهمي وأول من التقينا به هو مراد الذي أكد لنا أنه طعن من أعز أصدقائه بعدما ورطه في قضية مخدرات ظلما، ليقنع زوجته بالزواج منه بعدما تلاعب بأفكارها ووعدها بتغيير حياتها من الفقر إلى الثراء حيث يقول: “عملت مع أعز أصدقائي في مجال الإستيراد والتصدير ووضعت ثقة كبيرة به ولم أكن أنتظر يوما أن غيرته من نجاحي وامتلاكي لزوجة جميلة سيدفعه إلى وضع كمية من المخدرات بالسلع المتواجدة بمحلي، ليبلغ الشرطة علي ويورطني بتلك القضية ويقنع زوجتي بالطلاق خلف القضبان، لأكتشف من أحد العمال المقربين مني أنه من تسبب في سجني وما فاجأني أنه لم يكتف بذلك بل كان غرضه التقرب من زوجتي والإرتباط بها حيث اكتشفت أنه تزوج بها مباشرة بعد طلاقي منها”. وقد عرف مجلس قضاء العاصمة قضايا أخرى تتعلق بسرقة المنازل والأملاك يكون المتهمون بها والضحايا أعز الأصدقاء، حيث علمنا أن إحدى الشابات قد تقدمت بشكوى بمركز الشرطة تتهم فيها صديقتها بسرقة أملاك منزلها برفقة خطيبها، بعدما أعارتهم منزلها المتواجد بقاريدي في فترة غيابها بفرنسا، وقد تفاجأت الضحية بعدما وجدت جميع أملاكها قد سرقت من قبل صديقتها، وقد غادرت أرض الوطن برفقة خطيبها حيث أدانت المحكمة المتهمة وشريكها بالسجن غيابيا أربع سنوات مع دفع تعويض مالي. بينما شهدت نفس المحكمة قضية سرقة أخرى كانت المتهمة بها صديقة الشابة التي قامت بإيداع شكوى ضدها، حيث علمنا بالوقائع من خلال حضورنا بالمحاكمة، وقد جرت الحادثة بعدما خططت المتهمة للجريمة خلال الأيام التي قضتها بمنزل صديقتها، حيث قامت باستنساخ مفاتيح بيتها لتقوم في اليوم الموالي بسرقة الأموال والمجوهرات بعدما كانت على علم بتواجدها بالمنزل لتستغل ذهابها للعمل لتقوم بفعلتها. ومن جهة أخرى عرفت محكمة سيدي أمحمد جرائم قتل واعتداء بالضرب باستخدام الأسلحة البيضاء ارتكبها متهمون في حق أعز أصدقائهم إما بدافع الطمع أو اكتشافهم للخيانة، حيث جرت وقائع إحدى جرائم القتل التي تداولتها المحكمة بعد اكتشاف المدعو “ن.ب” المتهم بالجريمة أن أعز أصدقائه تربطه علاقة عاطفية بزوجته، حيث قام بطعن صديقه بسكين لينهي جريمته بقتل زوجته. كما شهدت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة قضية قتل جرت وقائعها علمنا بها من أحد المحاميين الذين حضروا الجلسة، جرت وقائعها بعدما قام أحد المدمنين بقتل أعز أصدقائه بمنزله بدافع الطمع، وقد أراد التخلص منه بتوجيه عدة ضربات له بأداة عنيفة أدت إلى كسر برأسه حسب تقرير الطبيب الشرعي ليقوم بالإستيلاء على نقوده وتجريد منزله من الأجهزة الإلكترونية والأغراض الثمينة.