بوقادوم أكد استعداد باريس لإطلاق استثمارات جديدة كبيرة في بلادنا أنهى أمس جان إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي، زيارته الأولى للجزائر منذ انطلاق الحراك الشعبي في ال 22 فيفري الفارط، والتي نقل من خلالها رسالة من السلطات العليا لبلاده تتضمن تأكيدا باحترام فرنسا للجزائر وإصغائها إلى مواقفها في الملفات والقضايا الدولية وفي مقدمتها الملف الليبي. في أول زيارة لوزير خارجية فرنسا إلى الجزائر عقب انطلاق الحراك الشعبي الذي أسقط مشروع العهدة الخامسة للرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة والتي كانت بدعم من فرنسا التي كانت تحظى ببعض المزايا الاقتصادية ما جعل الحراك الشعبي يطالب صراحة بإحداث قطيعة أو إعادة النظر في العلاقات مع فرنسا بعثت أمس السلطات الفرنسية على لسان وزير خارجيتها الذي حل بالجزائر برسائل سياسية تبرز مدى التغيير في العلاقات الثنائية بين البلدين ونظرتها إلى الجزائر حيث صرح المسؤول الفرنسي الذي التقى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وصبري بوقادوم، وزير الشؤون الخارجية، أن بلاده تصغي إلى الجزائر التي تحترمها وتحترم مواقفها السديدة في عديد القضايا والملفات الدولية منها أزمة ليبيا وعلى هذا الأساس أكد أن بلاده ستقيم مع الجزائر علاقة جد قوية كما اعترف أن الجزائر تعد قوة توازن وسلم تتمسك بحزم باحترام سيادة الدول والحوار السياسي لذلك فيما يخص الأحداث الدولية الراهنة وعلى وجه الخصوص الأحداث الإقليمية، ستسهر الجزائروفرنسا كما قال على تنسيق جهودهما لاسيما فيما يتعلق بالنزاع الليبي لإقرار وقف لإطلاق النار مستديم واستئناف الحوار السياسي، مؤكدا أن البلدين سيتحركان سويا حتى تتواصل الجهود التي تمت مباشرتها خلال ندوة برلين التي شارك فيها الرئيس عبد المجيد تبون وأقنع المجتمع الدولي بمقاربة الجزائر القائمة على اعتماد الحوار السياسي مع جميع الأطراف ورفض التدخل العسكري الأجنبي كما سيجريان حسبه تقييما لمسألة الساحل على أساس الهدف المشترك المتمثل في الأمن ومكافحة الإرهاب. وبخصوص التعاون الثنائي، أشاد لودريان بالطموح الذي عبّر عنه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون لإحداث إصلاح عميق في الجزائر وإعادة إقامة دولة القانون والحريات وبعث وتنويع الاقتصاد طبقا للتطلعات التي عبّر عنها الجزائريون وكذا التزامه بقيادة البلاد في إطار روح الحوار لتمكين كافة الجزائريين من إبداء آرائهم بشأن هذه الإصلاحات معربا عن أمله في أن ينجح الرئيس تبون في هذه المهمة وأن يفضي تطبيق هذه الإصلاحات إلى نجاح الجزائر وأكد التزام بلده بفتح مرحلة جديدة في علاقاتها الثنائية مع الجزائر، مشيرا إلى أن البلدين يتشاطران الإرادة في تفعيل مبادلاتهما على أعلى مستوى بهدف بعث ديناميكية جديدة في جميع قطاعات التعاون. هذا وتكون فرنسا قد سعت من خلال هذه الزيارة إلى المحافظة على مصالحها الاقتصادية بالجزائر لاسيما وان البرنامج الاقتصادي للرئيس عبد المجيد تبون طموح ويفتح المجال لتشجيع الاسثتمار الوطني وتعزيز الشراكة الدولية الناجحة والناجعة بأقل التكاليف حفاظا على موارد الخزينة العمومية.