تعاني العديد من الأحياء المتواجدة ببلدية عين طاية التابعة لدائرة الدارالبيضاء من عدة نقائص وقفت عائقا أمام قاطنيها، فعلى غرار أزمة السكن فإن نقص المرافق الترفيهية، وكذا اهتراء الطرقات غير المعبدة باتت تعترض يوميات السكان، كما أن غياب الأمن أدى إلى تفاقم الجرائم وكثرة الإعتداءات. أفادنا سكان البيوت الفوضوية بالمنطقة أن مسؤولي البلدية لم يضعوا وضعيتهم الكارثية بعين الإعتبار بالرغم من طلباتهم المتمثلة في ضرورة استفادتهم من السكنات الإجتماعية، والتي تم إيداعها حسب قولهم منذ سنوات لكنها لم تلق أي استجابة من قبل مسؤولي البلدية، في حين لم تجد الكثير من العائلات القاطنة بتلك البلدية من بديل سوى السكن بالأقبية أوالإحتماء بالأكواخ الهشة التي تنعدم بها أدنى متطلبات العيش الكريم، حيث أكد لنا قاطنوها أنهم يشعلون الشموع ليلا حيث ينخر أجسادهم البرد بحلول الشتاء بغياب سبل التدفئة، كما كان ارتفاع نسبة الرطوبة بها سببا في إصابة أبنائهم بأمراض خطيرة، فقد تأكدنا من تفاقم أزمة السكن بالمنطقة خلال تجولنا ببعض الأحياء، حيث لاحظنا تواجد عائلة مكونة من أم وأربعة أطفال يحتمون بخيمة، حيث أفادتنا تلك الأم بتذمر أنها طردت من منزلها لعدم قدرتها على دفع مستحقات الإيجار، مما كان سببا في تشردها في الشارع منذ شهور لكن مسؤولي البلدية لم يضعوا وضعيتها المزرية بعين الإعتبار، بالرغم من طلباتها المتكررة التي أودعتها بمقر البلدية بضرورة انتشالها من الشارع قبل حلول الشتاء. عائلات مهددة بالموت تحت الأنقاض ولم تنته أزمة السكن بالبلدية عند هذا الحد، بل تواجه عشرات العائلات القاطنة بأحياء مختلفة بعين طاية خطر الموت تحت الأنقاض بفعل سياسة التهميش واللامبالاة المتبعة من قبل المسؤولين، حيث أعرب لنا سكان البنايات الهشة المعرضة للسقوط عن تذمرهم الشديد بسبب حالة الرعب الدائمة التي تنتابهم نتيجة سقوط أسقف سكناتهم وكذا تصدع الشرفات، إضافة إلى انتشار التشققات بالجدران مما كان سببا في خوفهم الدائم من سقوط أطفالهم منها، في حين أكد لنا آخرون أن مسؤولي البلدية لم يضعوا أي حل لمشاكلهم بالرغم من شكاويهم المتكررة. من جهة أخرى اشتكى سكان حي ديار الغربة بنفس البلدية من الوضعية الكارثية التي تعرفها الطرقات المهترئة غير المعبدة التي تنتشر بها الحفر العميقة، والتي تتحول إلى برك للمياه فكانت سببا في تراكم الأوحال بهطول الأمطار، مما شكل عائقا أمام الراجلين والسائقين الذين باتوا معرضين لخطر الحوادث وتعطل سياراتهم، مما جعل الكثير منهم يتحملون ميزانية ثقيلة لصيانة سياراتهم، في حين عبر سكان آخرون عن استيائهم من عدم تزويد مساكنهم بغاز المدينة، مما جعلهم يتكبدون عناء رحلة البحث الطويلة عن قارورات البوتان بأسعار مرتفعة، كما اشتكى الشباب من غياب المرافق الترفيهية. الكلونديسان ينزفون جيوب الزوالية هذا وأبدى سكان منطقة تمنفوست بالبلدية عن تذمرهم الشديد من النقص الفادح لحافلات النقل التي أدت إلى تكبدهم عناء البحث عنها بمناطق تبعد عن حيهم مسافات طويلة، في حين لم يجد آخرون من بديل سوى ركوب سيارات الكلوندستان التي استغلت الموقف لاستنزاف أموال المواطنين البسطاء، كما عبر قاطنو الأحياء عن استيائهم من غياب الأمن الذي كان سببا في تعرضهم للإعتداءات والسرقة، إضافة لانتشار جرائم القتل الناتجة عن الشجارات من قبل المنحرفين الذين يستغلون غياب الإنارة بالشوارع بحلول الظلام. وأمام الوضعية الكارثية التي تعرفها العديد من أحياء بلدية عين طاية يناشد قاطنو البيوت الهشة السلطات المحلية بضرورة إعادة تشييد منازلهم كما يطالب سكان البيوت الفوضوية بترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة، كما أشار سكان ديار الغربة وتمنفوست إلى ضرورة صيانة الطرقات وتكثيف دوريات الأمن لحمايتهم من الإعتداءات إضافة إلى توفير المرافق الترفيهية.