أمام موجة الاضطرابات الجوية خلال فصل الشتاء لهذه السنة الذي قد يشهد موجة برد قارس تزيد معاناة المواطنين خاصة الذين لم يتم تزويدهم بغاز المدينة عبر مختلف أحياء بلديات العاصمة، على غرار حي شرشالي بوعلام المتواجد ببلدية الخرايسية. يعتمد قاطنوه على قارورات غاز البوتان أين يواجهون صعوبة كبيرة في الحصول على قارورات هذه المادة الحيوية والضرورية لمختلف استعمالاتهم خاصة في موسم الثلوج، والذي يرتفع الطلب اكثر على قارورات البوتان، وحسب ما أفاد به سكان الحي المذكور سلفا في تصريح ل«السلام» فإنهم متخوفون من تكرار سيناريو المتاعب الذي لحق بهم خلال الشتاء الفارط، أين أصبحت بيوتهم تنافس الثلاجة في درجة البرودة، ناهيك عن أجسامهم التي تحولت الى هيكل عظمي لا يقوى على الحركة -حسب- تعبيرهم، ويضيف المتحدثون قائلين «فمن شاهدنا أنذاك يتأكد بأننا أموات أمام سيطرة السكون علينا، في ظل غياب الحركة من شدة البرد وانعدام الاكل بسبب عدم ايجادنا لما نشعله لطهي الطعام»، في السياق ذاته أعرب السكان عن امتعاضهم الشديد لسياسة الصمت والوعود الزائفة للسلطات المحلية منذ عهدتها، فيما يخص ربطهم بشبكة غاز المدينة، الذي لطالما طالبوا به مرارا وتكرارا -على حد تعبيرهم-، مستدلين على ذلك بالمراسلات الكثيرة التي اوصلوها للسلطات الوصية، إلا أن هذه الأخيرة لم تستجب للمواطنين المغلوبين على أمرهم. هذا وتستمر معاناتهم القاسية التي يعيشونها نتيجة انعدام الغاز الطبيعي، ليؤكد أحدهم أن «قارورات الغاز ليست بحل، نحملها على أكتافنا فلكم أن تتصوروا ثقلها، لا سيما عند جلبنا لها من أماكن بعيدة، لا نستطع فهم كلمة «عصر الانماء» حسبما يردده المسؤولون، لكننا كمواطنين نرد عليهم بأنهم قد أخطؤوا كثيرا، فالسكان هنا لا يزالون في العصور القديمة، حيث اعتمادنا على المواد التي كان يستعملها أسلافنا وهي مادة «الحطب» من أجل التدفئة ونسيان للبرد الذي نخر أبداننا وقلوبنا تعتصر دما»، متسائلين في الوقت ذاته «إلى متى ستتحقق الوعود؟ نحن هرمنا من شدة انتظارنا للوعود التي أصبحت في صورة الخيال الذي لا يتحقق يوما ما إلى غاية قروب الأجل.. مللنا من التلاعبات فليرحل من لا يراعي هموم رعيته». وعليه يطالب السكان محمد الكبير عدو، والي العاصمة بالتدخل للبت في موضوع ايصالهم بشبكة الغاز الطبيعي من أجل التخفيف من آلامهم وتضميد جراح قلوبهم بسبب ما تجرعوه من مرارة الحياة -حسبهم-.