تنظيم مُحكم وسط تدابير مشددة عادت مطلع الأسبوع الجاري الحياة لتدُبَّ من جديد داخل بيوت الله، بعد قرارات الحكومة الأخيرة المتضمنة إعادة فتح دور العبادة بشكل تدريجي، على أن ينحصر الأمر في المرحلة الأولى على كبرى المساجد التي تسع على الأقل لألف مصل، في خطوة مهمة لتخفيف القيود التي فرضها انتشار فيروس كورونا المستجد، وكغيرها من مساجد الوطن افتتحت 87 مسجدا موزعة عبر 28 بلدية بولاية تبسة، أبوابها للمصلين بعد أن أُغلِقت لمدة 151 يوما منذ قرار غلقها مطلع شهر مارس الفارط، وسط تنظيم محكم في تطبيق التدابير الوقائية اللازمة، حيث توافد العشرات من المواطنين إلى المساجد المعنية بصلاة الجماعة، بإتباع النصائح والإرشادات كحمل السجادات الخاصة بهم للصلاة عليها، والالتزام بالتباعد الجسدي، ووضع الكمامة، واحترام تعليمات السلامة الصحية، كما قام المشرفون على المساجد بنزع السجاد، ورسم علامات خاصة لوضع السجادات الخاصة بالمصلين تضمن تباعدهم، وسادت أجواء من الفرح والسرور ممزوجة بالدموع رُسمت على ملامح المصلين بعد أداء أول صلاة لهم، أين استبشروا خيرا بإعادة فتح أبواب المساجد، ما سيمكنهم بعد طول انتظار من أداء الصلوات المفروضة جماعة بإستثناء صلاتي الصبح والعشاء، نتيجة لتمديد الحجر الجزئي المفروض على البلديات الأكثر تضررا بالولاية. وعبر عدد من المصلين ممن التقت بهم يومية "السلام" موازاة مع أداء صلاة الظهر، عن سعادتهم وارتياحهم الكبيرين، مثمنين في الوقت ذاته قرارات الحكومة برفع الحجر عن بيوت الله، فيما أكد البعض الآخر على ضرورة الالتزام بإجراءات السلامة الصحية، التي أقرتها الوزارة الوصية على الشأن الديني، وأكدوا انخراطهم في المسار الذي حدده القائمون على المساجد، وتقديم يد العون للمكلفين بتدابير أمور الدخول عند كل صلاة من خلال توفير معقمات للأيادي، وتوزيع أكياس لحفظ الأحذية، وقياس درجة حرارة المصلين قبل ولوجهم، فيما اعتبر آخرون إجراء إعادة فتح المساجد خطوة إيجابية ونعمة وجب الحفاظ عليها، من خلال تضافر جهود الجميع للقضاء على هذا الوباء اللعين.