شكلت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الناخب الوطني رابح سعدان والمناظرة الإعلامية التي كانت له عبر بلاطو قناة «الشروق تي في» مع الصحفي الجزائري بقناة الجزيرة حفيظ دراجي، محور نقاش الجمهور الرياضي عبر مختلف المنتديات الكروية وحتى مواقع التواصل الاجتماعي وسط تضارب كبير في الأراء، حول رأي شيخ المدربين الجزائريين في المشاركة المخيبة للمنتخب الوطني في «الكان». الحرب الإعلامية بين سعدان والبوسني بلغت ذروتها وبدا جليا خلال الخرجة الإعلامية الأخيرة للمدرب الوطني السابق رابح سعدان أن هذا الأخير كان يتحين فرصة سقوط حليلوزيتش فقط حتى يفتح النار عليه، وهو ما تجلى في الرسائل المشفرة العديدة التي حملتها تصريحات «الشيخ» من خلال استعراض حصيلة الهزيلة للمنتخب في نهائيات أمم إفريقيا الحالية، والتلميح في كلامه للإفلاس التكتيكي للمدرب البوسني، وهذا بصرف النظر عن تطرقه لموضوع اللاعبين المبعدين في صورة زياني الذي لام سعدان نظيره البوسني كثيرا على استبعاده، كما تساءل سعدان عن سبب تفضيل المسؤولين العمل مع المدربين الأجانب، علما أن تشكيلة سعدان لم تبلغ هذا المستوى الفني والتكتيكي وكانت تعتمد فقط على الكرات الثابتة التي تستدعي تدخل المدافعين لإنقاذ الفريق من الإفلاس التكتيكي للشيخ، ناهيك عن عجزه في تفعيل الهجوم الذي ظل عقيما عقم زوجة سيدنا زكريا عليه السلام . كلام درّاجي أثلج صدورنا وشكل تدخل الإعلامي المتألق سنة 2012 حفيظ دراجي عبر نفس الحصة نقطة تحول كبير في الحديث الذي دار بين الصحفي وضيفه، وهذا بعدما منح معلق قناة الجزيرة الرياضية الانطباع من فحوى كلامه على أنه مع بقاء حليلوزيتش على رأس العارضة الفنية بعد التعديلات الإيجابية التي أحدثها على المنتخب الوطني، خاصة من حيث الأداء الذي شدد دراجي التأكيد على أنه تحسن كثيرا مقارنة بالمواسم الماضية، مضيفا في هذا الصدد أن جيل فيغولي سيكون له شأن كبير في المستقبل القريب بعد المؤشرات الإيجابية العديدة التي كشف عنها بالرغم من إقصائه المبكر، داعيا الجميع للحفاظ على الإستقرار وتفادي إحداث أي تغيير كبير في الوقت الراهن لتفادي العودة إلى نقطة الصفر خاصة مع اقتراب موعد تصفيات كأس العالم 2014، متسائلا هو الآخر عما حققه المدرب المحلي من إنجازات للجزائر، خاصة في حقبة الثمانينات التي كان أكد الصحفي السابق ل «اليتمية» أنه وقع ضحية محدودية المدربين المحليين بالرغم من ترسانة النجوم التي كان يضمها، في رد قوي على ما قاله سعدان عن المدرب الأجنبي. وهنا لمح الزميل حفيظ دراجي إلى إمكانية فضح رابح سعدان الذي مازال يعتبر نفسه من خيرة المدربين مع العلم أنه شارك في 6 مقابلات في المونديال ولم يفز إلا بنقطتين (تعادل مع إيرلاندا الجنوبية في 1986 وكذلك مع بريطانيا في 2010) ولم يصل إلى شباك الخصوم إلا بهدف واحد سجله جمال زيدان في المونديال المكسيكي للقرن الماضي. لا يحق له الحديث عن أم درمان لأنها كانت مقابلة بوتفليقة ومن جهة أخرى يجب التنبيه إلى أن سعدان لا يحق له أن يتحدث عن مقابلة أم درمان، لأنها كانت مقابلة بوتفليقة، استجاب فيها الرئيس لمطالب الشباب الجزائري وسخر لها كل إمكانيات الدولة، فتجند الجيش والشعب في صف واحد من أجل رفع راية الجزائر عالية وصفع مبارك وآله الذين داسوا كل المقدسات الجزائرية. مطالب بتفادي إدخال المنتخب في الصراعات الشخصية وبالرغم من تضارب الآراء بشأن الكلام الذي قاله سعدان ودراجي، إلا أن ما لسمناه من خلال تصفح مختلف التعليقات على أن الغالبية الساحقة ساندت معلق الجزيرة الرياضية في حديثه، خاصة لما تطرق لمسألة مهمة اعتبرها الكثير سبب تدهور الرياضية الجزائرية، والممثلة في انتظار الإخفاق للانطلاق في تصفية الحسابات الشخصية على حساب مصالح المنتخب الوطني، وهي الكلام الذي تجاوب معه الجمهور الرياضي الجزائري بمطالبة سعدان بتصفية حساباته الشخصية مع رئيس «الفاف» محمد روراوة وحتى مع حليلوزيتش، بعيدا عن المنتخب الذي شدد الجميع على ضرورة بقائه فوق كل اعتبار مهما كانت الظروف، وسط سخرية كبيرة من النتائج الهزيلة التي حققها المنتخب في عهد المدرب سعدان باستعراض المهازل العديدة للخضر في مختلف المحطات التي كان فيها على رأس العارضة الفنية. وإن كان الشكر كبيرا لحفيظ دراجي على جرأته في طرح القضايا الوطنية، فإن التنويه الكبير موجه لقناة «الشروق تي في» التي فتحت النقاش دون تحيز لطرف ما وأوجدت للشباب الجزائري متنفسا للتعبير الحر، بعيدا عن كل الطابوهات.