تعتبر من أحد أكبر المعارك بالجنوب إبان الثورة يحيي سكان بلدة مليكة بولاية غرداية بتاريخ 06 أكتوبر من كل سنة ذكرى"معركة مليكة"، والتي تعتبر من إحدى أكبر المعارك بالجنوب الجزائري ابان الثورة التحريرية والتي كانت ميدانا لاستشهاد المجاهد الكبير أحمد طالبي رحمه الله. نسيمة .خ يعتبر قصر مليكة (آتمليشت) إحدى القصور التاريخية والتراثية لقصور وادي مزاب بولاية غرداية، يعود تاريخ نشأته لأكثر من قرن من الزمن وهو قائم إلى اليوم ويقطنه حوالي 20 ألف نسمة ولكن مازال يعاني من نقص في التنمية في كل المجالات. تنشيط العمل الثوري ببريان والقرارة وفد الضابط الأول السياسي أحمد طالبي إلى تراب الناحية في أوت 1960، في إطار مهمة سرية من طرف قائد الولاية السادسة ويساعده في ذلك الضابط سعيد عبادو والملازم زروال، قام الضابط أحمد طالبي بعمل جبار في الأوساط السكانية بمدينتي بريان والقرارة من أجل تنشيط العمل الثوري بهما مستعملا في ذلك كل وسائل الاقناع والإكراه، فتسربت معلومات للعدو من طرف عملائه الذين رأوا في هذه الزيارة تهديدا لمصالحهم الشخصية، وقام العدو بعمليات تفتيش واسعة شملت كل الأماكن بمدينة غرداية وما جاورها، حيث تم إلقاء القبض على أحد المناضلين وتعرض للتعذيب إلى أن أفصح عن مكان تواجد مجموعة المجاهدين المتكونة من الضابط الأول أحمد طالبي، الضابط سعيد أعبادو، الملازم الأول العابد زروال والمجاهد محمد لزرق وموسى سويلم ولخضر بكراوي ومحمد القيرع، وكانت المجموعة مكلفة آنذاك بتنظيم وتجنيد اللجان الشعبية لجبهة التحرير الوطني بمنطقة غرداية من أجل الدفاع عن الوحدة الوطنية ووحدة التراب الوطني عندما كانت فرنسا تخطط لتقسيم وفصل الصحراء أثناء مفاوضات الإستقلال. معركة دامية بقصر "مليكة" وقعت معركة دامية بقصر مليكة (آتمليشت) بين المجاهدين والجنود الفرنسيين حيث طوقت السلطات الإستعمارية قصر مليكة بأسره لمدة ثلاثة أيام، حين بلغ السلطات الفرنسية تواجد خلية الفدائيين فيها بقيادة المجاهد طالبي أحمد ورفاقه منهم المجاهد القيرع محمد والمجاهد عيسى أوعيسي سكوتي بامحمد، وقد قدموا من قصر بريان إلى قصر غرداية وبعدها إلى قصر مليكة فارين من ملاحقة السلطات الفرنسية. وبعد أن وصلوا إلى قصر مليكة ليلا يوم 05 أكتوبر 1961 ودخلوا الى القصر عبر باب باعبد الله وهم ملتحفون بالحائك الصوفي (آحولي) متجهين الى بيت المجاهد سكوتي بامحمد المدعو (ڨاستون) حيث تناولوا وجبة العشاء وقضوا فيه الليلة، ومع طلوع الفجر غادروا البيت حين بلغهم خبر علم السلطات الفرنسية بمكان تواجدهم، وقد نزلوا عبر ساحة آداي نالراعي متجهين من خلف الصور إلى حي بنطراش باحثين عن مكان آمن يختبئون فيه، فكان دهليز مصلى المالكية هو المخبأ الآمن لهم، وقد كان القصر حينها محاصرا بكامله بالجند الفرنسي. وقد قامت السلطات الفرنسية بإخلاء منازل قصر مليكة فتم جمع النساء والأطفال في المسجد العتيق، أما الرجال ففي ساحة (لمراغت) باب باعبد الله، وقد كان قرار اخلاء المنازل من النساء والاطفال – حفاظا وصونا لكرامة النساء أن تطأها يد العدو- صادرا من المجاهد بن سيدي عيسى محمد لخضر الذي كان في صفوف الفرنسيين إبان الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا؛ وقد وقعت حملة تفتيش شملت كل منازل ومتاجر قصر مليكة حيث دمر وسلب كل ما كان فيها خاصة المتاجر، مر يوما كاملا على مكوث النساء والأطفال في المسجد وقد امتلأت أركانه ببكاء الأطفال من شدة الجوع، لولا مخزن التمر المتواجد فيه والذي خفف قليلا من معاناة الاطفال. استشهاد الضابط أحمد طالبي ولما عرف مكان المجاهدين حلقت مروحية هليكوبتر حاملة قنبلة كادت أن تلقيها على المسجد العتيق الذي يتواجد بداخله النساء والأطفال، وبفضل توجيهات من المجاهد بن سيدي عيسى محمد لخضر بتخطي المسجد العتيق وإلا لكانت الكارثة، وبعد أن رفض المجاهدين الاستلام وتسليم أنفسهم تم القاء القنبلة على مصلى المالكية حيث يختبئ المجاهدين بعد وشاية وخيانة من أحد عملاء الإستعمار الفرنسي، وقد التحمت المعركة في الطرقات والسطوح ودامت لأكثر من نصف يوم بين الجنود الفرنسيين والمجاهدين الجزائريين، حيث خلفت العملية استشهاد الضابط الأول أحمد طالبي بفعل القذائف التي هدمت الدار التي كان متواجدا فيها في حين تعرض الملازم الثاني للناحية الثالثة سعيد أعبادو الى كسر في رجله، وأصيب بقية رفاقهم بجروح متفاوتة الخطورة واعتقلوا وأودعوا السجن من قبل قوات العدو، كما خلفت المعركة العديد من القتلى والجرحى في صفوف العدو. معركة "مليكة" تعتبر ذكرى خالدة على سكان ولاية غرداية وبالأخص سكان بلدة مليكة بحيث أبرزت دورها البارز في الثورة التحريرية المظفرة.