استعرض كل من الشاعر عزوز عقيل، سليم دراجي، دبوش محمد، مجموعاتهم الشعرية الجديدة، إلى جانب عرض القاص، سعدي صبّاح، لقصته القصيرة الحاملة عنوان "أسير الخشخاش"، وذلك خلال أمسية شعرية نظمت من قبل مؤسسة فنون وثقافة، أول أمس الاثنين، بمكتبة الشباب في ديدوش مراد بالعاصمة، حيث أجمع الحاضرون في القاعة على ابتكار أفكار، وروعة أسلوب، ما ألقي على مسامعهم من قصائد شعرية نمت عن إبداع شعري متمكن يرشح الشاعر الجزائري للمشاركة في أهم المحافل الأدبية. أجمع شعراء الأمسية -خلال بثهم الجمهور، آراءهم حول الجدل القائم بشأن ما إذا كانت القصيدة تراود صاحبها وتمشي إليه قدما من خلال وحي أو إلهام، أم أنه من يبحث عنها- على أن القصيدة تلبس صاحبها، فهي من تطرق باب مخيلته لتجر أنامله لنظمها في حلة يختارها إبداعه، حيث يعتقد، عزوز عقيل، صاحب الإصدار الحامل عنوان"منادل العشق" أن القصيدة:"تكتب نفسها، فهناك أجواء وظروف خاصة تهيئ لها لتختمر وتتفجر حالما تأتي لحظة استفزازية تدفع الشاعر لنظمها بقالب معين"، وأضاف أن القصيدة الحقيقية هي التي تطرق الأبواب وعلى الشاعر تهيئة الظروف لنظمها بأسلوب يليق بسمع المتلقي. ومن جانبه، ساند سليم دراجي، الذي لم يطبع مجموعته الشعرية بعد، قول نظيره عقيل بالقول:"البحث عن القصيدة نوع من التكلف، والشاعر الذي يركض وراء صناعتها لن يجني شيئا لأن القصيدة هي من تطرق باب الشاعر وتلبسه". ليختلف سعدي صباح، مبدع القصة القصيرة الحاملة عنوان "أسرار الخشخاش"، وصاحب المجموعة القصصية "عرس الشيطان"، التي ترجمت لثلاث لغات، في الرأي مع سابقيه، حيث قال أن الأمر مختلف في القصة لأن الكاتب أو الروائي يخطط مسبقا ويتنبأ لكتابة قصة ما، حيث تراوده الفكرة ليحرك أفكارا يبني بها ورغم ذلك وعلى اختلاف وجهات النظر فيما إذا كانت القصيدة هي من تلبس الشاعر أو هو من يلبسها، تبقى متعة الكتابة النقطة المشتركة بين الكتاب سواء في الشعر أو النثر، الأمر الذي أكده الشاعر دبوش محمد، بقوله:"أروع لحظة عند أي مبدع هي ساعات أو أيام الكتابة". كما أكد الضيوف بأن الشاعر لا يفترض أن ينحصر في قالب أو موضوع معين وإنما عليه أن يخوض في مواضيع مختلفة.