إنه لا يجوز مشاركة الكفار في أعيادهم للأمور التالية: أولاً: لأنه من التشبه و«من تشبه بقوم فهو منهم» رواه أبو داود (وهذا تهديد خطير)، ثانياً: أن المشاركة نوع من مودتهم ومحبتهم قال تعالى: (لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء … )، ثالثاً: إن العيد قضية دينية عقدية وليست عادات دنيوية كما دل عليه حديث: «لكل قوم عيد وهذا عيدنا»، رابعاً: (والذين لا يشهدون الزور …) الآية فسرها العلماء بأعياد المشركين ولا يجوز إهداء أحدهم بطاقات الأعياد أو بيعها عليهم وجميع لوازم أعيادهم . إن كانت هذه الاحتفالات أعياد الكفار والمشركين كعيد الحب كما يزعمون فلا يجوز مشاركتهم في تلك الأعياد المحدثة، لما في تلك المشاركة من الإعانة على الإثم والعدوان، كما أن مشاركتهم في أعيادهم من صور التشبه بالكفار، وقد نهى الشارع عن التشبه بهم، قال صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) أخرجه أبو داود وأحمد. وقدر الله تعالى على هذه الأمة أنها تحيد عن صراط ربها المستقيم فترات من حياتها، وتسلُك صراط الضالين، ويتبعُ أبناؤها أعداءهم في كل جليل وحقير، وكبير وصغير إلا من رحم الله، وقليل ما هم، وهذا القدر الكوني أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لتتبعن سَنَن من قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه»، قلنا: «يا رسول الله: اليهود والنصارى؟!»، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «فمن؟!». متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه . وفي حديث آخر عن أبي واقدٍ الليثي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى خيبر مرّ بشجرة للمشركين يقال لها: ذاتُ أنواط يعلقون عليها أسلحتهم، فقالوا: يا رسول الله: اجعل لنا ذاتَ أنواط كما لهم ذاتُ أنواط. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «سبحان الله! هذا كما قال قوم موسى: اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة، والذي نفسي بيده لتركبن سُنة من كان قبلكم». أخرجه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح. قال ابن مسعود رضي الله عنه : «أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سمتًا وهديًا، تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة، غير أني لا أدري أتعبدون العجل أم لا!!». ورغم أن ما وقعت فيه الأمة، وما ستقع فيه من التشبه بالأمم الأخرى، إنما هو قدرٌ من أقدار الله وقضائه الذي لا يرد، فإن هذا لا يعني أن المسلم يستسلم لهذا القدر، بل إنه مطالبٌ بفعل الأسباب الواقية؛ فإن الله تعالى حذرنا من سبيل الكافرين، وأمرنا بالاستمساك بالعروة الوثقى، وبالإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما أن وقوع فئة من المسلمين أو حتى أكثرهم لا قدر الله ذلك في التشبه بالكافرين، فإن هذا لا يعني أن الأمة هلكت كلُّها، لأن النصوص تثبت أنه لا تزال طائفة من أمته ظاهرةً على الحق حتى تقوم الساعة. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم «أن الله لا يزال يغرس في هذا الدين غرسًا يستعملهم في طاعته».