حذر أمس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من الخطر الذي يهدد أمن الجزائر، جراء تداعيات تأزم الوضع الأمني في مالي، مستدلا في ذلك بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف منذ شهرين المنشأة النفطية في تيغنتورين، مشيدا في المقابل بجهود كفاءة ومهنية قوات الجيش ومختلف التشكيلات الأمنية التي تمكنت من تحرير الرهائن والقضاء على الإرهابيين. وقال رئيس الجمهورية في رسالة وجهها أمس إلى عبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين وكافة العاملات والعمال الجزائريين، بمناسبة الذكرى المزدوجة ال 42 لإنشاء الاتحاد وتأميم المحروقات "نحن نرى أمننا يتعرض للخطر بين الفينة والأخرى جراء الوضع السائد في مالي على حدودنا الجنوبية، وبسبب إرهاب لا يؤمن شره ولا نتهاون لحظة في محاربته"، مضيفا "إن ما وقع من اعتداء على المنشأة النفطية قبل شهر بمنطقة عين أميناس في أقام الدليل الأمثل على ذلك إذ كشف وحشية الفلول الإرهابية، وفي نفس الوقت أبرز اقتدار جيشنا وأجهزتنا الأمنية التي توحدت جميعها لصد هذا الاعتداء الذي استهدف إحدى أهم المنشآت في بلادنا، إذ يأبى علي الواجب إلا أن أشيد وأنوه بالضباط والجنود وأعضاء مصالح الأمن ورجال الحماية المدنية الذين نال تدخلهم إعجابنا وإعجاب الرأي العام الدولي"، كما ترحم رئيس الجمهورية في السياق ذاته على أرواح العمال الجزائريين والعمال الأجانب الذين لقوا حتفهم جراء هذا الاعتداء المقيت. وفي سياق منفصل وفيما يخص قضية الفساد الخاصة بمجمع سوناطراك ومتعامله العملاق الإيطالي الآخر المتمثل في شركة "إيني"، أعرب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن ثقته في إمكانية وكفاءة العدالة الجزائرية على فك خيوط وملابسات هذه القضية، وتحديد المسؤوليات واستصدار الحكم الصارم الحازم بالعقوبات المنصوص عليها في قوانيننا، مؤكدا بالقول أن مثل هذه الأمور تثير سخطنا واستنكارنا".