تعاني بعض المدارس من انعدام المختصين في الطب النفسي أو العام، وهو ما جعل التلاميذ لا يجدون من يتكفل بهم في حالة تعرضهم للأمراض داخل مقاعد الدراسة. بالمؤسسات التربوية نقص بالطب المدرسي حيث يكاد ينعدم هذا القسم من أغلبها فبالرغم من ضرورة تواجد أطباء يتكفلون بالحالة الصحية للتلاميذ في حالة تعرضهم للأمراض داخل الأقسام بأي لحظة إلا أن المسؤولين مازالوا لا يضعون أي إهتمام لهذا الأمر، هذا ما جعل الأولياء يتكبدون عناء التكفل بنقل أبنائهم إلى مستشفيات خارجية والانشغال عن أعمالهم، في المقابل لا يجد المتمدرسون من يتكفل بهم نفسيا بعد تراكم ضغط الدراسة عليهم خاصة أنها أصبحت من ضمن المشاكل اليومية التي تتربص بهم، فيكون أغلبهم معرضين لأمراض نفسية في ظل غياب أخصائيين بهذا المجال بالمدارس، هذا ما دفعنا للقيام بجولة إستطلاعية لبعض المدارس حيث لاحظنا أن القسم الطبي لا يتواجد بمعظم المؤسسات التربوية، فقررنا التحدث إلى مدير ثانوية العافية مراد فلاق، للوقوف عند أسباب غياب هذا القسم الضروري عن تلك المؤسسات، وقد أرجع غياب التكفل الطبي بالمدرسة إلى عدم فرض وزارة التربية، قانون يوجب تواجد قسم طبي بالمدارس أو إلزام الأطباء العمل بشكل دائم بالمؤسسات التربوية، كما كشف المتحدث ذاته أنه بالرغم من تخصيص وزارة الصحة ميزانية تقدر ب265 مليون للصحة المدرسية، إلا أن نسبة الطب المدرسي لم تتجاوز 20 بالمئة. ومازالت تشوبه عدة نقائص وحسب قوله فإن الأطباء لا يزورون جميع المدارس المتواجدة بالقبة، بل يقتصر تواجدهم في عدد قليل منها بشكل مؤقت، كما أشار خلال حديثه أن أغلب الأطباء لا يملكون خبرة واسعة في الطب المدرسي وهذا ناتج -حسب قوله - إلى عدم تقويمهم من قبل وزارة الصحة. في حين أكد لنا مالكي محمد، أحد الأعضاء بجمعية أولياء التلاميذ بالثانوية نفسها أن أبناءهم لا يجدون من يتكفل بوضعيتهم الصحية بالرغم من دفع مصاريف التأمين الصحي، كما أضاف أن أولياء الأمور هم من يتولون مهمة علاج أبنائهم بمستشفيات خارجية في حالة مرضهم، وقد كشف في نهاية حديثه أن مطالبهم بتوفير قسم طبي يتكفل بالتلاميذ عند مرضهم لم تطبق حتى الأن. حيث أخبرناأن إدارة المؤسسة تتحجج بعدم قدرتها على توفير الأجهزة الطبية اللازمة. كما يقول أن أغلب الأعضاء المشاركين بالمؤسسات التربوية في القبة، يشكون عدم كفاءة الأطباء خاصة أنهم قد علموا من أبنائهم أنهم يسألونهم دون القيام بالكشف الطبي المسبق وحسب قوله فإنهم يشخصون إصابة أبنائهم بأمراض وينصحوهم بإستشارة عيادات خاصة ليكتشف أولياؤهم أنهم غير مصابين بها. غياب التكفل الطبي بالمدارس أحد أسباب وفاة التلاميذ يتعرض بعض التلاميذ بالمؤسسات التربوية إلى حوادث خطيرة يكون السبب الرئيسي فيها غياب الطب النفسي أو العام من المدارس، خاصة أن بعضهم يعانون من أمراض مزمنة أو مشاكل نفسية تتطلب مراقبة طبية مستمرة، وهو ما جعل أطفال في عمر الزهور يفقدون حياتهم وهم بمقاعد الدراسة في ظل عدم تواجد اطباء يتكفلون بوضعيتهم بشكل سريع ولعل من ضمن الحوادث التي وقعت بأحد المؤسسات التربوية ما حدثتنا عنه منيرة، التي أكدت لنا أنها فقدت طفلها الذي لم يتجاوز 12سنة بعد أن أغمي عليه بمدرسته وحسب قولها فإن طفلها بقي لساعات طويلة ملقى على الأرض دون أن يجد من يتكفل بوضعيته الصحية بالرغم من إبلاغها لإدارة المدرسة بمرض إبنها، كما أضافت أن غياب الأطباء بالمدرسة كان سببا في وفاة إبنها المريض بالسكري. غياب التكفل الطبي بالمدارس أحد أسباب وفاة التلاميذ يلاحظ واقعة أخرى لا تختلف عن سابقتها إلا أن سبب وفاة أحد الشباب بالثانوية كان هذه المرة سوء معاملة الأستاذة لأحد تلاميذها، حيث أخبرنا والده أنه قد تلقى صدمة قوية بعد أن أخبرته إدارة الثانوية بوفاة إبنه، كما أضاف أنه تفاجأ بعدما علم من أصدقائه أن إهانة الأستاذة له كانت سبب إغمائه، وحسب قوله أنها كانت على علم بإصابة إبنه بمرض القلب إلا أنها لم تضع أي إعتبار لوضعيته، كما أشار خلال حديثه أن غياب التكفل الطبي السريع بالمدرسة كان سببا في وفاته بعد أن تطلب نقله إلى المستشفى إنتظار سيارة الإسعاف لساعات طويلة. في حين يتعرض التلاميذ بالمدارس الإبتدائية يوميا لحوادث من نوع أخر، يكون سببها السلوك العدواني الذي ينتهي بشجارات تؤدي إلى إصابة التلاميذ بجروح خطيرة تتطلب تكفلا طبيا سريعا، لكن مع غياب هذا القسم من المؤسسة التربوية فإن مصير المتمدرسين يكون إما تدهور حالتهم أو الوفاة في ساحة المدارس، هذا ما حدثتنا عنه إحدى الأمهات حيث أكدت أن إبنتها البالغة من العمر 10سنوات تعرضت لحادث سقوط بساحة المدرسة فلم تجد من يتكفل بحالتها الصحية نظرا لغياب الأطباء بالمدرسة، وحسب قولها فإن إبنتها بقيت ساقطة على الأرض لساعات طويلة وقد تفاجأت بعدما وجدتها غارقة في دمائها جثة هامدة عند وصولها، كما أضافت أنها لم تجد من يوصلها إلى المستشفى في ظل غياب المسؤولين. القمل والأمراض المعدية تغزو المدارس الابتدائية تعاني بعض المدارس الإبتدائية من نقص فادح للقسم الطبي، وهو ما كان سببا في انتشار بعض الأمراض المعدية كالتيفوئيد والقمل بين التلاميذ في ظل عدم تواجد من يتكفل بأمراضهم بمجرد ظهورها وكذا الإكتظاظ الذي تعرفه بعض الأقسام والذي أدى إلى إختلاط المرضى بزملائهم مما سمح بإنتشار المرض بينهم، حيث أكدت لنا احدى الأمهات أنها قد إكتشفت بالصدفة إصابة إبنتها بالقمل بالرغم من حرصها على نظافتها بشكل يومي، كما أضافت أن جارتها قد إكتشفت هي الأخرى تواجده برأس إبنتها وهو ما أكد لها أن العدوى منتشرة بمدرستها الإبتدائية. في حين علمنا أن عدوى التيفوئيد إنتشرت بأحد المؤسسات التربوية ببراقي، بعدما علمنا من أحد الأعضاء بجمعية الأولياء بتلك المؤسسة أن إبنه قد أصيب بنفس المرض بسبب غياب المراقبة الطبية للتلاميذ وعدم تواجد قسم طبي يتكفل بكشف أمراضهم وعلاجها عند ظهورها، كما أشار أن مطالب أولياء الأمور المتمثلة في توفير قسم صحي بالمؤسسة لم توضع بعين الإعتبار من قبل الإدارة. غياب أخصائي علم النفس التربوي أحد أسباب الحوادث المدرسية يحتاج التلاميذ إلى من يتكفل بمشاكلهم النفسية في ظل تراكم ضغط الدراسة عليهم طيلة ساعات دوامهم، إلا أنهم لا يجدون من يخلصهم منها في ظل غياب المختصين في مجال علم النفس التربوي، هذا ما أكدته الدكتورة نبيلة صابونجي، مختصة في علم النفس، وقد أرجعت زيادة نسبة إنتحار التلاميذ بالمدارس إلى عدم وجود مراقبة نفسية مستمرة تتيح للمتمدرسين بتفريغ المشاكل الإجتماعية التي تقف عائقا أمام إكمال مشوارهم الدراسي بشكل طبيعي، كما أضافت المتحدثة ذاتها أن الجلسات النفسية تسمح لهم بالشعور براحة نفسية من خلال طرق خاصة يستخدمها المختصون تتيح للتلاميذ البوح بمشاكلهم بطريقة عفوية خاصة أنهم يفضلون الإفصاح عن أسرارهم للمختصين على أوليائهم كونهم يثقون فيهم، كما كشفت أن غياب ثقافة تعامل بعض الأساتذة مع التلاميذ سواء من خلال العنف اللفظي أو الجسدي تعتبر من ضمن المشاكل التي يعاني منها التلاميذ داخل المدارس بشكل يومي، مما يستلزم تواجد مختص نفسي لمراقبة وضعيتهم بشكل دائم وتقديم علاج سريع لهم، حيث ان سوء المعاملة التي يتلقاها التلاميذ تتسبب في الإصابة بمشاكل نفسية كالإكتئاب والقلق الشديد إضافة إلى إضطراب نفسي نتيجة شعورهم بالإهانة أو تقليل من قيمتهم أمام زملائهم، وهو ما يشكل لديهم تراكما لضغوط نفسية تتحول مع الوقت إلى عقد تكون سببا في إنتهاج التلاميذ لسلوك عدواني قد يصل إلى الإنتحار، كما أشارت الدكتورة في نهاية حديثها أن غياب ثقافة التعامل لدى بعض الأساتذة هي من ضمن الأسباب الرئيسية للعنف المدرسي ووقوع حوادث مأساوية بالمؤسسات التربوية، وحسب قولها فإنه من المفروض أن يتعامل الأساتذة بطرق سيكولوجية مع تلاميذهم قبل أن يقوموا بتدريسهم، كما أضافت أن معاملة التلاميذ المصابين بأمراض مزمنة تتطلب عناية نفسية خاصة نظرا للتأثير المباشر