باحثون في علم الفيروسات يدقون ناقوس الخطر ويؤكدون أن وفاة الأطفال بالوباء أمر وارد ملهاق ل"السلام": اعتبار هذه الفئة غير معنية بالإصابة مغالطة كبيرة خبر وفاة طفلة بالكوفيد في شرشال يثير الذعر ويحدث حالة طوارئ وسط العائلات أكد الدكتور محمد ملهاق البيولوجي السابق والباحث في علم الفيروسات، أن وفاة الأطفال بفيروس "كورونا" احتمال وارد، غير أن نسبتها مقارنة بالفئات الأخرى تبقى ضعيفة بالنظر إلى مناعتهم القوية ضد فيروس "كوفيد 19". قال الباحث ملهاق في تصريح حصري ل "السلام" أمس، أن اعتبار الأطفال فئة غير معنية بالإصابة بفيروس "كوفيد 19 " مغالطة كبيرة، مؤكدا أن هذا الفيروس يمس كل شرائح المجتمع بما فيها الأطفال والرضع وحتى الأجنة، غير أن نسبة تأثيره على هذه الفئة الأقل من 19 سنة، تبقى ضئيلة مقارنة بالفئات العمرية الأخرى كالشباب والكهول والشيوخ، وأضاف "ملهاق" أن الفيروس لا يقتل بل مضاعفاته من تقتل، ودرجة مقاومة الفيروس تختلف من شخص إلى آخر وحتى أعراضه ليست واحدة عند كل الأشخاص بل تختلف باختلاف مناعة الجسم بغض النظر عن سن المصاب، وعلى العموم فإن مناعة الأطفال تجاه فيروس "كورونا" هي مناعة قوية إلا في حالات قليلة -يقول المتحدث- أين نجد الأطفال المرضى أو الأطفال ذات البنية الضعيفة من يتأثرون بالإصابة وقد يؤدي بهم إلى الوفاة، والإحصائيات عبر العالم تؤكد ذلك، حيث تم تسجيل وفيات بهذا الفيروس لدى الأطفال في الكثير من البلدان، غير أن السلطات الرسمية في الجزائر لحد الآن لم تعلن عن أي وفاة تخص هذه الشريحة. وقال -المصدر ذاته -أن فيروس "كوفيد "19 بالنسبة للأطفال هو اقل خطورة مقارنة بالفيروسات الأخرى كفيروس الانفلونزا، مشيرا إلى ان علم الفيروسات علم دقيق ومعقد كون ان كل فيروس له خصائص تختلف عن خصائص الفيروس الآخر وهذا الأخير يغير من صيغته الجينية ويخلق سلالات جديدة داخل الجسم. وفي ما يتعلق بالتحضيرات الجارية والتنظيم اللوجستي الضروري لنقل لقاح فيروس "كوفيد 19" بالمصالح الصحية عبر الوطن -قال المتحدث -أن الجزائر متعودة على اللقاحات ولها رزنامة وطنية في هذا الخصوص والهياكل الصحية موجودة، "لكن بأي تكنولوجية سنستقبل اللقاح الجديد هذا لا ندري بعد، والتكنولوجيات العادية الجزائر مهيأة لكن العالية لا نملك أي معلومة"، و -حسب الدكتور- فإنه من السابق لأوانه التحضير واللقاح لم يتوفر بعد، الأبحاث العلمية بخصوصه لم تنشر لحد الآن ويستوجب نشرها بمجلة علمية عالمية ذات شهرة أو تصادق عليها منظمة الصحة العالمية حتى نستطيع تقييم مزايا وسلبيات اللقاح، والشيء المنشور بيانات خاصة علميا غير موثوق فيها، وبالجزائر يجب تحويله إلى لجنة علمية للبحث فيه، علما أن الجانب المالي غير مطروح بتاتا وهذا امر ايجابي ويبقى الاختيار تقنيا وعلميا ليس إلا -يختم الدكتور-. للإشارة، فقد أثار أمس خبر وفاة طفلة في التاسعة من العمر بفيروس "كورونا "في مستشفى شرشال بتيبازة، حالة من الذعر لدى الأولياء، فبغض النظر عن صحة الخبر من عدمه كون أن وزارة الصحة لم تؤكد المعلومة بعد، فإن المخاوف عادت من جديد لتطرح مشكل نقص فعالية البروتوكول الصحي المعمول به في المدارس، وهو ما أثار حفيظة مدراء المؤسسات الابتدائية على المستوى الوطني لدرجة جعلتهم يدخلون في احتجاجات كثيرة مطالبين بتدخل وزارة الصحة لحماية التلاميذ والطاقم التربوي على حد سواء وذلك بتفعيل البروتوكول الصحي وتوفير وسائل التعقيم والوقاية.