نرى كثيرا من الناس مع الأسف يعجل في الصلاة وينقرها وكأنه يريد التخلص منها، والمسكين لايدري أنه يفوت على نفسه أجرا عظيما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا قام يصلي أتي بذنوبه كلها، فوضعت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه) رواه الطبراني بسند صحيح، وكان صلى الله عليه وسلم يطمئن حتى يرجع كل عظم إلى موضعه وأمر بذلك المسيء صلاته وقال له: (لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك). هل لاحظت أخي الحديث يا من تتعجل في الصلاة؟ فبكل ركوع وسجود تتهاوى وتتساقط آثامك وجرائرك العظيمة، فلماذا تستعجل في الركوع والسجود بل أطل سجودك وركوعك بقدر ما تستطيع لتتساقط عنك الذنوب، فلا تفوت على نفسك هذا الأجر العظيم والغنيمة الباردة، هل يوسوس ويلبس عليك الشيطان في الصلاة ويجعلك تسرح ولاتخشع فيها؟ فإليك الحل لقهر الشيطان ودحره: (عن أبي العاص رضي الله عنه قال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا احسسته فتعوذ منه واتفل على يسارك ثلاثاً قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني) مسلم، هل يلبس عليك الشيطان في الطهارة تصلي ويجعلك تتخيل أن وضوءك أنتقض (إليك الحل)..كذلك ما أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول: (إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد حركة في دبره أحدث أو لم يحدث، فاشكل عليه فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحاً) أبي داود، ماذا تقول في صلاة الجنازة إذا كان المتوفى طفل لم يبلغ (لاتدعو له بالمغفرة فهو لم يذنب إنما أدعو لوالديه)، فتقول (اللهم اجعله ذخراً لوالديه، وفرطاً وشفيعاً مجاباً، اللهم أعظم به أجورهما، وثقل به موازينهما، وألحقه بصالح سلف المؤمنين، واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام، وقه برحمتك عذاب الجحيم). أشد على الشيطان من الضرب بالحديد هو أمر أهمله كثير من المصلين فضلا عن جهلهم بفائدته العظيمة وأثره في الخشوع، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لهي أشد على الشيطان من الحديد) حسنه الألباني، أي أن الإشارة بالسبابة عند التشهد في الصلاة أشد على الشيطان من الضرب بالحديد، لأنها تذكر العبد بوحدانية الله تعالى والإخلاص في العبادة، وهذا أعظم شيء يكرهه الشيطان نعوذ بالله منه)، والسنة في الإشارة بالسبابة أن تبقى مرفوعة متحركة مشيرة إلى القبلة طيلة التشهد.