أخذت موجة الاحتجاج والاعتصام التي عرفتها ولاية برج بوعريريج في 48 ساعة الأخيرة منحى آخر، من خلال إقدام المقصيين من قائمة السكن التي فجرت الشارع البرايجي في الساعات الأولى من نهار أول أمس، على الانتحار برمي أنفسهم من عمارات وأعمدة كهربائية. المشكلة هذه أغرقت الولاية في سلسلة من الاحتجاجات والاعتصامات والمشادات مع قوات الأمن في ظل تملص المسؤولين من تحمّل مسؤوليتهم ومواجهة المقصيين ومحاورتهم وإقناعهم، الأمر الذي ضاق منه المقصون ذرعا متجهين إلى سياسة الضغط عليهم بمحاولات الانتحار التي تهدد الوضع بالمنطقة، حيث أقدم العديد من المقصيين من القائمة على القيام بعمليات الانتحار والتخلي عن مطلبهم في الحصول على السكن الذي يرونه شرعيا، حيث سجل تدخلان لمحاولة انتحار في ظرف 24 ساعة لشابين أحدهما يوم أول أمس والثاني صباح يوم أمس، هذا الأخير الذي يقطن بدار الإسعافات مع والده المريض عقليا، الأمر الذي نال استعطاف المواطنين ومساندته في الحصول على حقه الذي يراه مسلوبا، هذا على غرار ما تشهده الولاية من تجدد الاحتجاجات صبيحة أمس، حيث اعتصم المئات من المقصيين من قائمة المستفيدين أمام مدخل الولاية، تذمرا واستياء منهم على القائمة التي اعتبروها بالباطلة نظرا لذهابها إلى غير مستحقيها حسبهم، رافعين لافتات تطالب بإنصاف وإقامة العدل فيها وكذا إلغاء القائمة هذه، حيث أكد البعض منهم أن جل المستفيدين ليسوا من البلدية مركز، وإنما من بلديات أخرى قد استفادت هي الأخرى من حصتها في السكن، وكذا استفادة أناس ليسوا بحاجة لها تماما، من نساء عازبات وعاملات وكذا تجار وغيرهم ممن لا يحق لهم الاستفادة حسبهم، ما أكد لهم انتهاج سياسة المحاباة والمحسوبية في التوزيع، حيث أصروا على مقابلة والي الولاية مطالبين إياه بإلغاء القائمة كليا . المسؤول الأول عن الولاية أبدى رأيه إزاء القضية قبل وقوعها وعزف عن مواجهة الآلاف من المحتجين الغاضبين، حيث تحدث إلى الناس عبر الأثير قبل الإفراج عن القائمة، مشيرا في حديثه إلى إجراء الطعون في غير المستحقين كحل للمشكلة، باعتباره غريب عن المنطقة ولا يعرف من له الحق في الاستفادة من غيره حسب ما أدلى به. الإجراء هذا لم يهضمه المقصون من السكن أين قاطعوا عملية الطعون صبيحة يوم أمس معلنين إصرارهم في الاعتصام إلى غاية إلغاء القائمة، مؤكدين عدم اقتناعهم بإيداع الطعون التي لا يرون فيها حلا وإنما مصيرها الوعود والحلول المؤقتة كغيرها، هذا وقد أكدت لنا مصادر موثوقة أنه تم إيداع أكثر من 2000 طعن، فيما سيتم الإفراج عن قائمة أخرى تضم 94 مستفيدا بعد دراسة الطعون المودعة في الأيام القليلة هذه، لتبقى قوات مكافحة الشغب التي سخرها أمن الولاية من سطيف ومسيلة وكذا البرج الواقي والمتصدي الوحيد لهذا الهيجان الذي يهدد بانزلاقات جد متطورة بالولاية في هذه الفترة.