من خلال برنامج شمل أنشطة فنية وفكرية استضاف قصر رياس البحر أول أمس الموروث الثقافي وعادات منطقة جبل الشنوة في تيبازة، من خلال برنامج شمل أنشطة فنية وفكرية تستعرض أصالة وتنوع تراثها العريق وذلك بمناسبة الاحتفال برأس السنة الامازيغية يناير. تحت عنوان "الداينان "وهو طبع غنائي تشتهر به المنطقة، انطلقت فعاليات التظاهرة التي أعدها مركز الفنون والثقافة لقصر رياس البحر بالتعاون مع جمعية "ايفران الشنوي" بمائدة مستديرة حول عادات وتقاليد جبل شنوة أقيمت بوسط الدار بقصر 17 في أجواء حميمة تناغمت مع الديكور الأنيق لهذه البناية العريقة. وتم خلال هذا النشاط الفكري إعطاء لمحة عن "الداينان "هذا الطبع الغنائي المتميز حيث أوضح المتدخل الأول، عبد الله بن داود، ابن المنطقة وأحد المهتمين بتاريخها وتراثها، أن هذا الطبع الغنائي عبارة عن غناء ورقص مميز كان حكرا على الرجال خارج البيوت لان كلمات أغانيها تعتبر من الغزل وتتحدث عن الحب. وأضاف أن الطابع المحافظ للمنطقة أبقى هذا النوع من الغناء بعيدا عن الأجواء العائلية، مذكرا بالمناسبة أن هذا الطبع الغنائي ينتمي في الحقيقة إلى منطقة الظهرة لكنه اشتهر أكثر في جبل الشنوة يؤديه المغنون بالامازيغية وتبدأ الاغاني بعبارة "الداينان" ومعناه (هنا قالوا). ومن بين المواضيع الأخرى التي تتناول هذا الطبع وصف للحياة في المنطقة، كما توجد نصوص ملتزمة تؤكد تشبت أهل المنطقة بتراثها الأمازيغي. وقال بن داود من جهة أخرى، إن المرأة غنت فيما بعد هذا الطبع في جلسات عائلية. وأشار إلى بقاء "الداينان" خفيا عن بعض المداشر في المنطقة لمدة طويلة، كما هو الأمر بالنسبة للراي في وقت مضى. وقد ساهم أداء شباب في أواخر السبعينات لهذا الطبع ومنها فرقة "الشنويين" الشهيرة في لعب دور كبير في التعريف بهذا الطبع. وتحدث المحاضر عن وجود طبع غنائي أخر بالمنطقة شبيه ب"أشويق" القبائلي يسمى "اغنج" تغنيه النساء فقط ودون لحن. وحضرت أيضا منطقة الشنوة في هذه التظاهرة بطبخها المميز الذي كان موضوع مداخلة عبد القادر السرحان، مهتم بالتراث والنشاط الجمعوي في المنطقة المعنونة ب " طقوس واحتفالات يناير بجبل الشنوة". وقال إن هذه الاحتفالات تدوم ثلاثة أيام يتميز كل يوم بأكلة أو طبق خاص ويسبق الاحتفالات تنظيف البيت وتغير أحجار الكانون ثم تخرج النساء لإحضار الإعشاب البرية التي تستعمل في طبخ أطباق يناير وهي جبلية بعضها معطر. وتستعمل هذه الأعشاب في طهي عشاء الليلة الأولى. أما الليلة الثانية المسماة ليلة الريش فيطبخ فيها الدجاج الذي تربيه النساء في البيوت، في حين تتميز الليلة الأخيرة بتحضير عشاء البركوكس والذي يفور دون "القفال" وهي قطعة قماش تلف عادة بين القدر والكسكاس. ويفسر ذلك انه تفاؤل بقدوم عام مليء بالخيرات. وضم هذا البرنامج الاحتفالي بيناير أيضا معرضا بعنوان "دار الشنوي" عرضت فيه أواني المطبخ الشنوي وكذا الأنسجة والألبسة التقليدية وكل ما يوجد في البيت العائلي في المنطقة. وخصص البرنامج الثاني من التظاهرة للغناء من خلال إحياء فرقة "إيران الشنوة " للاغاني من طبع "الداينان" أطربت الحضور بوصلات جميلة الألحان وعذبة الكلمات زادتها جمالا الأصوات الشجية لأعضاء الفرقة الذين شنفوا أذان الحضور. وقد تفاعل الجمهور كثيرا مع الفرقة و تواصل معها بالرقص و الزغاريد.