يدافع مطرب الطابع الأمازيغي الشنوي عمار أزغال، في هذه الدردشة التي جمعته بنا، عن الطابع الموسيقي الذي يميز منطقته الظهرة في جبل شنوة في غرب الجزائر بالقرب من ولاية تيبازة والتي تشمل كذلك منطقة شرشال وشلف. عمر أزغال مقارنة بالطابع الأمازيغي القبائلي أو الترڤي أو الشاوي يعتبر الطابع الذي تؤدونه هو الأقل انتشارا، هل توافق على الرأي القائل بذلك ؟ للأسف في هذا الرأي الكثير من الصحة، فطابع الشنوة مازال غير معروف لدى الجزائريين كباقي الطبوع الغنائية الأمازيغية الأخرى، وكما ينبغي له أن يكون فمؤدو هذا النوع يعدون على الأصابع، كما أن جمهور هذا النوع يلقى ضالته في الحفلات الخاصة والمناسبة العائلية أين يشذوا الكثيرون بقصائد تراثية من هذا النوع.. في رأيكم ما هو سبب عدم انتشار هذا الفن وبقائه حبيس المنطقة ؟ أعتقد أن مميزات طابع الداينان ساهمت في عدم انتشاره لأنه فن أمازيغي يشبه فن الراي في شكله القديم إلى حد كبير، حيث يؤدى بنفس الأدوات الموسيقية من قصبة وقلال. بالإضافة إلى أن أمازيغ شنوة ينحصرون في منطقة معينة جعلتهم يتأثرون بعدة طبوع غنائية أخرى عوض الاهتمام بطابع الداينان. حدثنا عن مسيرتكم الفنية؟ مسيرتي الفنية بدأتها قبل 30 سنة مع فرقة ”إشنوين” التي لاقت نجاحا كبيرا وقتها، استطعنا أن نقدم العديد من الأغاني، وأن نحوز على اهتمام الجمهور، نقبنا في تراث المنطقة، وتمكنا من اخرج كنز من القصائد التاريخية لشعب شنوة، غير أن تفكك الفرقة أثر كثيرا على استمرارنا كأفراد منفصلين ولم نستطع إعادة هذا الفن إلى الواجهة. حاولتم تجديد فن الداينان بإدخال بعض الآلات الموسيقية الغربية عليه هل ساعدكم الأمر في تحقيق التجديد ؟ نعم لقد كانت تجربة فريدة من نوعها، وكان المستمعون يثنون على خيارنا في التجديد، حيث استطعنا أن نفتح المجال أمام كثير من المؤدين، ليكونوا أكثر جرأة في التعامل مع الداينان وألا يبقوا محصورين في ما قدمه أجدادنا. باستثناء الموسيقى هل عملتم على التطلع إلى أشكال أخرى من التجديد ؟ نعم، حاولنا تجديد الكلمات والمواضيع. حاولنا كتابة أغان لا تشبه ما عرفناه عن قصائد الطابع الذي نؤديه، كما تطرقنا إلى مواضيع متنوعة ومختلفة، منها الفلسفية، والسياسية والاجتماعية، والتي تتناسب ومعطيات عصرنا وتتماشى مع عقلية الجمهور الشاب. كيف تقيم مشاركتك في مهرجان الموسيقى والأغنية الأمازيغية ؟ سررت كثيرا بالدعوة ولبيتها فورا كما أني اندهشت من وجود مؤدين لفن الداينان الشنوي، كما تعرفت على مؤدي الطبوع الأمازيغية الأخرى، والذين جاؤوا من مختلف أنحاء الوطن، بالإضافة إلى ذلك سعدت كثيرا بتنظيم القائمين على المهرجان لمسابقة للشباب الهواة الذين يحاولون اقتحام هذا الفن وهي الأمور التي لم تتح لنا قبلا. هل يجعلك الأمر متفائلا بمستقبل الأغنية الشنوية ؟ نعم بالتأكيد صرنا اليوم نلاحظ الكثير من التحفيزات التي تقدم إلى الشباب. فعلى الرغم من قلتها إلا أنه بإمكاننا اعتبارها بابا ومتنفسا أمام الأجيال الجديدة التي قد تستطيع حماية طابع الداينان من الزوال، خصوصا إذا استغلوا تقنيات التواصل التكنولوجي المتطورة التي لم تكن متاحة في عصرنا. في رأيك ما الذي بإمكانه أن ينتشل الأغنية الشنوية من النسيان ؟ سؤال وجيه أعتقد أن انتباه القائمين على تسير الثقافة في الجزائر إلى هذا الطابع، والتعامل معه على أساس أنه فن أمازيغي عريق مهدد بالطمس بإمكانه أن يحل مشكلتنا. أعتقد أن الدعوات إلى المهرجانات السنوية ليست كافية بشكل كلي، أرجو أن تنظم ملتقيات وندوات وحفلات خاصة بهذا الفن لأنه في النهاية أحد مقومات الهوية الجزائرية الأمازيغية.