أكد أن وباء "كورونا" عطل مشروع ترقية 10 ولايات منتدبة بالجنوب كشف كمال بلجود وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، عن استفادة عدة ولايات من إعانات مالية لانجاز التدفئة المركزية بغاز البروبان في المدارس غير المربوطة بغاز المدينة، خاصة تلك الواقعة بالمناطق الريفية والجبلية والمعزولة، وذلك في خطوة للحد من استعمال مدفئات المازوت الذي تنبعث منه غازات ملوثة وسامة. أكد بلجود في رده على أسئلة النواب بمجلس الأمة، أن الدولة خصصت مبلغا ماليا قدره 2.6 مليار دج ومبلغا آخر بقيمة 234 مليون دج في إطار إعانات صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية، وذلك لانجاز التدفئة المركزية والتدفئة بغاز البروبان في المدارس الابتدائية، وأشار –المتحدث- أن عدد المدارس المزودة بالتدفئة على المستوى الوطني يقدر ب "19742 مدرسة منها 8292 مزودة بالغاز الطبيعي و2223 بغاز البروبان و1719 مدرسة أخرى مجهزة بالتدفئة الكهربائية، فيما تعمل 4866 مدرسة أخرى بالتدفئة المركزية و2642 بالمازوت، مضيفا أن 74 مدرسة قد تم تدعيمها بالطاقة الشمسية ليصبح العدد الإجمالي للمدارس المزودة بالطاقة الشمسية 422 مدرسة على المستوى الوطني". ولم يفوت ذات المسؤول الفرصة لينوه بأن دائرته الوزارية "تتبع إستراتيجية محكمة للانتقال الطاقوي على المستوى المحلي في مواجهة التبذير والاستهلاك المفرط وذلك باستعمال الطاقات المتجددة وتقليص استهلاك الطاقة الانبعاثية الغازية السامة المسببة للاحتباس الحراري وتم وضع برنامج عمل من أجل استبدال مصابيح الزئبق بمصابيح اقتصادية ذات نجاعة والتي تتيح إلى حد كبير تقليص استهلاك الطاقة على مستوى المدارس والمباني الإدارية". هذا وكانت الجلسة فرصة أشار فيها بلجود إلى أن الدولة خصصت هذه السنة "26 مليار دج للتكفل بالتغذية المدرسية بالإضافة إلى مساهمات الميزانيات المحلية ب3.3 مليار دج ما يسمح بإطعام أكثر من 3.9 مليون تلميذ أي 77 بالمائة من مجموع تلاميذ الجمهورية". وبالنظر إلى "أهمية" الحظيرة الوطنية للهياكل المدرسية التي تضم 19807 مدرسة ابتدائية -حسب الوزير- فقد قامت مصالح الوزارة بتدعيم المورد البشري المؤهل للبلديات بموجب عقود الإدماج المهني لضمان السير الحسن لهذه المدارس والمطاعم المدرسية، حيث "تم إحصاء أكثر من 11 ألف بالنسبة للمطاعم و50 ألف عون بالنسبة للمدارس وأكثر من 6500 سائق لحافلات النقل المدرسي" علما بأن الجهات المعنية قامت بوضع حيز الخدمة "1348" خلية متابعة على مستوى البلديات لمتابعة عمليات الصيانة والتدخل لتشغيل وتوفير التدفئة بشكل منتظم بالمدارس الابتدائية خلال فصل الشتاء. وفي سياق تطرقه إلى ملف مناطق الظل، ذكر- بلجود- بتعليمات رئيس الجمهورية في هذا الخصوص والتي قال عنها بأنها كانت "واضحة وعملنا على تنفيذها ميدانيا". من جهة أخرى وفيما يتعلق بمصير الولايات المنتدبة العشر المعنية بالترقية بعد انقضاء الآجال التي كانت محددة بموعد تنفيذ أقصاه 31 ديسمبر 2020 الفارط، أكد وزير الداخلية بأنه "يتضح جليا بأن كل الظروف مهيأة لترقية المقاطعات الإدارية المعنية بالترقية إلى ولايات منتدبة، غير أن الظروف الصحية الخاصة التي تعيشها البلاد جراء تفشي وباء كورونا على غرار العالم، قد كان لها وقع سلبي على سيرورة العملية مما حال دون استكمال الإجراءات المتعلقة بتنصيب هذه الولايات الجديدة". كما أكد في ذات السياق "التزام" الدولة نحو هذه الجماعات المحلية، قائلا بأن برنامج رئيس الجمهورية، تضمن ضرورة الإصلاح الشامل للتنظيم الإقليمي والتسيير الإداري من خلال الإصلاحات التي من شأنها أن تحدد بصفة دقيقة اختصاصات كل من الدولة والجماعات المحلية. وحسب- الوزير- ، فان ترقية المقاطعات الإدارية في الجنوب جاء ليجسد التزامات الدولة في التكفل بالانشغالات المشروعة بساكنة جنوب البلاد وإعطاء نفس جديد للاقتصاد وتنمية الأقاليم في إطار خارطة طريق محكمة وتدريجية تتماشى وتوصيات المخطط الوطني لتهيئة الإقليم التي وضعت من أولوياتها معالجة الاختلالات التنموية بين ولايات الشمال والجنوب، وبالنسبة له فان تجربة المقاطعات الإدارية "كانت ايجابية" حيث سمحت بإحداث "نهضة" بمنطقة الجنوب لا سيما في مجال المرافق القاعدية والتهيئة العمرانية، مضيفا بأنه ومن أجل ترقية هذه المقاطعات "تم إنشاء لجنة مشتركة مكلفة بتهيئة الهياكل وتحضير الوثائق التقنية وإحصاء الأملاك العمومية والمرافق الأمنية والموارد البشرية وإعادة الميزانيات الأولية لها وتحويل الاختصاصات".