أعلن أمس رسميا عن ميلاد تكتل جديد لعشرة أحزاب سياسية تحت تسمية "القطب الوطني" وهو التحالف السياسي الثاني بعد مجموعة 14 حزبا، حيث أطلقت على نفسها مبادرة الدفاع عن الذاكرة والسيادة بشكل يكشف سباق تموقع بين هذه التشكيلات السياسية في الساحة. وكانت الأحزاب العشرة التي أسست هذا القطب قد رفضت الانضمام إلى تكتل مجموعة ال 14 سابقا لأسباب لم تذكرها لكن الواضح أنها لاختلاف في الموقف من القضايا الراهنة خاصة وأن مجموعة ال14 التي يشكل نواتها أحزاب التكتل الأخضر تبنت منذ البداية خطا معارضا لسياسات الحكومة والنظام بصفة عامة، في الوقت الذي أعلنت أغلب التشكيلات السياسية التي تشكل هذا القطب الجديد دعمها لبرنامج رئيس الجمهورية وحتى هناك من أيد ترشحه لعهدة رابعة. وينتظر أن يشكل التكتلان الجديدان اللذان يضمان أغلب الأحزاب الجديدة في الساحة رقما في معادلة التوازنات السياسية خاصة فيما يتعلق بملفي تعديل الدستور والرئاسيات القادمة. وفي أول تصريح مشترك لأحزاب "القطب الوطني" اشتكت هذه الأخيرة من التهميش في المشاورات الجارية حول الدستور ودعت إلى فتحها "دون إقصاء أو تهميش أو استصغار" بما يمكنها من المساهمة الفعلية في ضبط الدستور وجعله ينسجم وطموحات الشعب الجزائري. وأكدت أحزاب القطب الوطني في التوصيات التي توجت لقاء أمس بالجزائر العاصمة على ضرورة "عرض الدستور للاستفتاء الشعبي المباشر" لتكريس الإرادة الشعبية "دون الرجوع إلى البرلمان" الذي تعتبره "فاقدا للمصداقية والشرعية الشعبية". كما دعت السلطة إلى "تكريس سياسة التوازن الجهوي" من خلال تفعيل برنامج التنمية المحلية وتجسيده بما يراعي خصوصية كل منطقة و"ترشيد النفقات العمومية" بما يؤدي إلى رفع القدرة الشرائية للمواطن وتحسن ظروف معيشته. وطالبت التوصيات بتكريس مبدأ "تكافؤ الفرص والمساواة" بين جميع الأحزاب السياسية المعتمدة لضمان ترقية الممارسة السياسية وتعزيز المسار الديمقراطي في البلاد إلى جانب "تعزيز الانضباط في الوسط المؤسساتي للدولة والمجتمع" بما يحول دون "الإفلات من المساءلة والعقاب"، سيما إذا تعلق الأمر بملفات "مكافحة الفساد والرشوة واستغلال النفوذ وسرقة المال العام وتبديده والاغتصاب والاختطاف وكل الأعمال التي يجرمها التشريع". ويتشكل هذا التجمع السياسي من الحزب الوطني الجزائري والحزب الوطني الحر وحركة الشبيبة والديمقراطية والحركة الوطنية للأمل وحزب التجديد الجزائري وجبهة النضال الوطني وحزب النور الجزائري والحزب الوطني للتضامن الوطني والحزب الجزائري الأخضر للتنمية وحركة الانفتاح.