الإحسان في عبادة الله والإحسان مع الناس: فأداء العبادة وإكمالها وإتقانها ومراقبة الله فيها، بأن يعبد العبد ربه كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله تعالى يراه، والإحسان إلى الناس بما يستطيع بالقول والفعل والمال والجاه، كل ذلك يقرب الإنسان من رحمة ربه، قال تعالى: (إن رحمة الله قريب من المحسنين ). ومن أهم أسباب الرحمة أيضا تقوى الله تعالى وطاعته بفعل أوامره واجتناب نواهيه: بما في ذلك إيتاء الزكاة إلى مستحقيها والإيمان بآيات الله واتباع رسوله فيما أمر به ونهى عنه، قال تعالى: (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون. الذين يتبعون الرسول النبي الأمي..). ومن أسباب رحمة الله بعبده: رحمة مخلوقاته من الآدميين والبهائم، قال صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) رواه أبو داود، ويتأكد ذلك في حق الفقراء والمساكين والمحتاجين، والجزاء من جنس العمل. - ومن أسباب الرحمة: الإيمان والهجرة والجهاد في سبيل الله: قال تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم)، فهؤلاء المؤمنون رجوا رحمة الله بعد أن علموا موجبات الرحمة وهي الإيمان والهجرة والجهاد في سبيل الله، والهجرة تشمل الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام وترك ما نهى الله عنه ورسوله، كما قال عليه الصلاة والسلام:( والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه) متفق عليه، والجهاد يشمل جهاد النفس في طاعة الله، كما يشمل جهاد الشيطان بمخالفته والعزم على عصيانه وجهاد الكفار. ومن أسباب الرحمة إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم: كما قال تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون)، ولعل من الله نافذة المفعول، محققة المأمول. ومن أسباب الرحمة دعاء الله بحصولها باسمه الرحمن الرحيم أو غيره من أسمائه الحسنى: كأن تقول: يا رحمن ارحمني، اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شي أن تغفر لي وترحمني إنك أنت الغفور الرحيم، ومن ذلك الدعاء الوارد في قوله تعالى: ( ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا)، وقال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)، فيسأل العبد ربه لكل مطلوب بالاسم المقتضي لذلك