نسمات الجريمة العابرة للحدود في الجزائر إن الجزائر على الرغم من التأخر الذي تشهده في مجال استعمال التكنولوجيات الحديثة مقارنة بباقي الدول، إلا أنها تعاني كغيرها من مشاكل سوء استعمالها التي تعد الجريمة الالكترونية أبرزها وأخطرها بالنظر إلى أن تأثيراتها المتعددة الأقطاب، إذ تشير آخر الاحصائيات التي زودت بها خلية الاتصال التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني “السلام”، بأن الجريمة الالكترونية في تطور مستمر، بحيث أحصت المديرية 47 قضية تتعلق بالجريمة الالكترونية تمكنت الفرق المتخصصة في مكافحة الجرائم الالكترونية من ضبطها عقب تلقيها لشكاو من قبل المتضررين، وقد توزعت هذه القضايا بين: 14 قضية انتحال هوية الغير، 10قضايا تمس أنظمة المعالجة الآلية للمعطيات، 80 قضية لها علاقة بالقذف عن طريق الانترنت، 6 قضايا متعلقة بالمساس بحرمة الحياة الخاصة، 4 قضايا متعلقة بالتهديد بالتشهير، 3 قضايا متعلقة بالنصب والاحتيال وقضيتان لهما علاقة بنشر صور مخلّة بالحياء وهو النوع الأكثر انتشارا بمحاكمنا في الآونة الأخيرة. وأمام تطورها بالنظر إلى ما كانت عليه سابقا، أكد العميد الأول للشرطة جيلالي بودالية، مدير الاتصال والعلاقات العامة بالمديرية العامة للأمن الوطني، بأنه تم إنشاء فرق متخصصة من الشرطة القضائية على مستوى كامل التراب الوطني، بالإضافة إلى تعزيز هذه الفرق بالمختصين والخبراء من ذوي القدرة والكفاءة في مجال المعلوماتية من اجل التصدي لهذا النوع من الجرائم قبل استفحالها أكثر في بلادنا، خاصة مع التطور الذي تعرفه أساليب الاحتيال القائمة على استغلال التكنولوجيا الرقمية الحديثة. بحيث أن هذه الفرق تقوم بالتجول الافتراضي عبر شبكة الانترنت لرصد ومراقبة جميع المواد المعروضة على مستواها لا سيما المشبوهة منها التي تمس بأمن ومصالح الدولة وغيرها من المؤسسات، وبشكل أساسي تلك المواقع الالكترونية التي اتخذتها الجماعات الإرهابية منبرا لتمرير دعواتها ورسائلها الإجرامية، هذا فضلا على انه تم إنشاء 3 مخابر في علم الأدلة الجنائية الرقمية في كل من الجزائر العاصمة، وهران وقسنطينة من اجل رصد أوسع. وما يؤكد مسعى الجزائر في التصدي لهذا النوع من الجرائم أن قيادة الدرك الوطني قد تمكنت في وقت سابق من معالجة 3 قضايا خطيرة تتعلق باختراق مواقع إلكترونية لمؤسسات حساسة في الدولة، كان الهدف منها إما الحصول على ملفات دقيقة أو تسريب معلومات متعلقة بنشاط هذه المؤسسات، إلا أن المحققين تمكنوا من معالجة هذه القضايا وحماية المواقع أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter