لطالما اعتادت الهند على تسجيل عشرات الحالات السنوية من عدوى الفطر الأسود، لكن هذا العام وتزامنا مع جائحة فيروس كورونا التي تفتك بالبلاد، تخطت الأرقام المسجلة بهذا الفطر عتبة 7 آلاف إصابة مع إعلان تسع ولايات هندية على الأقل أن العدوى تحولت لديها إلى وباء. وهو ما فتح التساؤلات عن هذا المرض. وأفادت صحيفة ديلي ستار البريطانية بأن 60% من الهنود ممن أصيبوا ب "الفطر الأسود" على خلفية فيروس كورونا تمت إزالة عيونهم أو إحداهما، وأن عددهم يبلغ بضعة آلاف. بالمقابل أكد استشاري الأمراض الجلدية ورئيس مركز البحوث المصري الأسبق، هاني الناظر، لوكالات إعلامية، أن انتشار "الفطر الأسود" لا يدعو للقلق والخوف والتوتر. وقال: "الفطر الأسود يسمى (Mucormycosis)، وهو ينمو في التربة الرطبة وعلى ثمار الفاكهة والخضراوات المتحللة ومعروف منذ زمان للعلماء والأطباء خاصة أطباء الجلدية والصدرية، ويصيب أحيانا بعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض نقص المناعة مثل الإيدز أو مرضى السكر غير المنضبط أو من يتناولون أدوية قوية مثبطة للمناعة أو الكورتيزون بكميات عالية أو المضادات الحيوية ولفترات طويلة". وأضاف: "الإصابة بالفطر الأسود نادرة الحدوث وفي الآونة الأخيرة أصاب العفن الأسود عددا قليلا من مرضى كورونا في الهند، ولا زال العلماء هناك يبحثون عن السبب، هل هو بسبب الأدوية التي يتناولها المريض أم بسبب ضعف مناعته". وتابع: "المرض قد يصيب الجلد بعد التعرض لخدوش أو جروح ويظهر على هيئة حبوب وبثور وقرح يصاحبها لون أسود، وقد يصيب الأغشية المخاطية للأنف مع تكون لون أسود، وقد يصيب الجيوب الأنفية ويسبب تورم الوجه والتهابه، وتكون لون داكن، وقد يصيب العين ويسبب التهابات شديدة وتكون لون أسود أيضا، وقد يصيب الفم تاركا لونا أسودا، وقد يصيب القصبة الهوائية والرئتين مع سعال شديد مؤلم قد يصل للأوعية الدموية". وكشف الناظر، أن "الفطر الأسود، يتم علاجه بدواء (Amphotercin B) تحت إشراف طبي من خلال حقنه عن طريق الوريد مدة من 4 إلى 6 أسابيع".