لوح أمس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ببوادر فتحه باب الحوار الرسمي مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لتحرير الرهائن الفرنسين المحتجزين لدى التنظيم الذي أكد سلامتهم، ووعد عن قريب ببث شريط مصور لهم، نافيا بذلك الشائعات القائلة مؤخرا بتواجدهم على الأراضي الجزائرية . قال هولاند على هامش زيارة له أمس إلى الدوحة ردا على أسئلة حول إعلان تنظيم القاعدة، إن ثماني رهائن أوروبيين على قيد الحياة منهم خمسة فرنسيين، "مازلنا نبحث عن اتصالات ويجب علينا السعي إلى الإفراج عنهم"، مضيفا "أعلم أن الأمر لا يطاق بالنسبة للعائلات، لقد مضى ألف يوم وألف ليلة ناهيك عن القلق، هناك إرادة للإفراج عنهم لكن عبر وسطاء يمكن أن نثق فيهم وليس وسطاء يتقدمون ونعلم أنهم يبحثون مع مصالح شخصية«، موقف قد يجبر الحكومة الفرنسية على دفع الفدية وضرب موقفها الرسمي بشأن تحريم دفع الفدية بحكم تكتلها ضمن مجموعة دول الثمانية التي رسمت الموقف مؤخرا، بقيادة الجزائر وبريطانيا، وهو ما لا يستبعده المراقبون بحكم أن المفاوضات مع القاعدة ستكون لا محالة ذات طابع مادي كما هو معلوم، وكان الرئيس الفرنسي قد أوضح في 19 أفريل الماضي أن فرنسا لن تدفع فديات للإفراج عن رهائنها مضيفا أن باريس "لا تتنازل عن المبادىء" وأنه "من خلال أكبر قدر من التكتم يمكن أن نكون أكثر فائدة"، هذا وبرر هولاند صمت الحكومة حول الرهائن بالقول "أنا ليس لدي معلومات لأنني أولا أدرك ما يمثل ذلك بالنسبة للعائلات ومن واجبي عدم إثارة آمال خاطئة أو مؤشرات محبطة«، ويتزامن صدور البيان مع مظاهرات في أنحاء فرنسا تنظمها عائلات الرهائن الفرنسيين الذين احتجزوا في النيجر في سبتمبر 2010 بمناسبة مرور ألف يوم على احتجازهم. هذا وأعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في بيان له أول أمس، نشره على حسابه في التويتر أن الرهائن الأوروبيين الثمانية الذين يحتجزهم على قيد الحياة وقال "نود أن نطمئن عائلات وأهالي الرهائن على سلامة أبنائهم بعد وعد ببث شريط مصور جديد يظهر فيه الرهائن الفرنسيين الخمسة، وباقي الرهائن الأوروبيين الثلاثة أيضا"، ما يكذب وبطريقة غير مباشرة ما تداولته الأسبوع المنصرم بعض صحف الفرنسية التي أكدت أن الرهائن نقلوا إلى الجزائر وأنهم بين يدي يحيى أبو الهمام الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.