يعاني ضريح «إمدغاسن» الأثري، المتواجد بدوار أولاد زايد في بومية، الواقعة على بعد 37 كلم شرق مدينة باتنة، منذ مدة طويلة آثار الإهمال حيث تركت العوامل الطبيعية ممثلة في الرياح والحرارة من جهة والعامل البشري من جهة أخرى تأثيراتها الواضحة عليه. وأكدت مصادر مختصة في المجال، ل»السلام» أن طول مدة إهمال هذه التحفة الأثرية التي تمثل جزء من الذاكرة التاريخية الوطنية، ستؤدي به إلى الانهيار مع مرور الوقت، فهذا الضريح الرمز، مهدد بالزوال اليوم أكثر من أي وقت مضى حسب قولهم. ومن جهتها لم تقف السلطات المحلية ممثلة في رئيس المجلس الشعبي البلدي، مكتوفة اليدين أمام هذه الكارثة التاريخية والأثرية، حيث تم توجيه عدد من نداءات الاستغاثة والمراسلات إلى كل من يهمه الأمر خاصة وزارتي الثقافة والسياحة، للتدخل العاجل من أجل إنقاذ الموروث التاريخي الوحيد في شمال إفريقيا -حسب المصادر نفسها- عن طريق تخصيص مشروع ترميم حقيقي وجاد يشرف عليه مختصون في وعلوم الآثار من أجل إعادة ضريح «إمدغاسن» إلى سابق عهده، خصوصا وأنه مثل مفخرة الجزائريين لقرون مضت. للإشارة، استرجعت مديرية الثقافة بالولاية، ملف الضريح التقني، من مديرية التعمير بعدما قامت بأشغال ترميم أضرت بهذا الموروث التاريخي كثيرا، وحولته إلى مديرية حماية التراث على مستوى العاصمة، بعد معاينة الموقع ثلاث مرات لاستكمال التحقيق الذي فتحته لجنان مختصة بتكليف من وزيرة الثقافة، ولم يتبق سوى الإعلان عن الدراسة التي ستمنح لمختصين في المجال حتى وإن كانوا أجانب، تسمح بإعادة بناء ضريح إمدغاسن، الذي تحرص وزيرة الثقافة شخصيا على إنقاذه من الضياع حجرا حجرا. للتذكير، تم بناء هذا الضريح الأثري النادر على المستوى الإفريقي، من طرف أحد الملوك الأمازيغ في القرن الثالث قبل الميلاد كشكل من القبور المتطورة في حكم الملوك البرابرة، خلال امتداد حكمهم من مراكش غربا إلى السودان شرقا، وقد بني بشكل مخروطي يرتكز على قاعدة أسطوانية، ويزينه 60 عمودا بعلو 19 مترا.