سيستفيد ضريح "إمدغاسن النوميدي" الملكي النوميدي قريبا، من عمليات ترميم جديدة نظرا للوضعية الكارثية التي آل إليها هذا المعلم التاريخي المتواجد ببلدية بومية دائرة المعذر على بعد أزيد من 35 كلم شمال باتنة. وزارة الثقافة وبعد إيفاد لجان مختصة لمعاينات سابقة، أفضت نتائجها إلى التعجيل بإيقاف أشغال الترميم التي كانت جارية به من قبل، وستباشر أشغال ترميم جديدة قريبا للمحافظة على هذا الكنز ضمن عمليات جديدة روعي فيها احترام المقاييس المعمول بها دوليا بعدما أوكلت العمليات السابقة إلى جهات غير مختصة. ويرجح أن توكل المهمة لمختصين أجانب بعد عرض المشروع للمناقصة الدولية. وأوضحت مصادر من مديرية الثقافة بالولاية أنّ العملية تتطلّب مهارات وتقنيات عالية لاسترجاع صورة الضريح والمحافظة على هذا الموروث المادي من الزوال. إمدغاسن ضريح يعود إلى فصيلة البزائن، كما أشار إليه الباحث المرحوم ابن مرزوق عبد الرحمان من المنطقة، شكله مستدير وقطر دائرته يمتد على 59 مترا والارتفاع الإجمالي للمبنى يبلغ 19 مترا، وقد استخدمت في عمارة البناء عناصر معمارية ممتزجة بالطابع الشرقي الإغريقي وفقا للعلاقات التي كانت تربط شمال إفريقيا بالعالم الخارجي. وفيما يتعلّق بالأثاث الجنائزي الذي يعثر عليه عادة في مثل هذه الأضرحة، أشير إلى أنّ الأبحاث التي أجريت بالمبنى كانت سلبية، ربما أن هواة البحث عن الكنوز الدفينة عرفوا امدغاسن وتوصّلوا إلى غرفة الدفن قبل أن يصلها الباحثون في مجال علم الآثار. وقد تواصلت البحوث لتحدّد نتائجها تاريخ بناء إمدغاسن فيما بين أواخر القرن الرابع وبداية القرن الثالث قبل الميلاد، واعتبارا لأهمية هذا المعلم الأثري والتاريخي، في بعده السياحي والذي يمثّل الفترة النوميدية للعهد الأمازيغي، إذ يعبّر عنها بكلّ صدق، فإنّ السلطات الولائية أولته العناية الخاصة، خصوصا في إطار الجهود الرامية إلى محاربة تهريب آثار المنطقة والمحافظة على المعالم التاريخية والحضارية بالمنطقة، بتشديد الرقابة وردع كل الأساليب المتبعة في نهب موروث الأمة والتطبيق الصارم للقوانين.