تحولت قضية بث مباراة "الخضر" أول أمس، أمام بوركينافاسو من قبل التلفزة الجزائرية إلى قضية رأي عام تهم كل الجزائريين الذين وحدوا صفوفهم وشنوا ردا عنيفا على إدعاءات القطريين بشأن قرصنة اللقاء من قبل التلفزيون الجزائري، وسط اجماع تام على أن القناة القطرية تنفخ عبثا في جثة "خريف الأعراب"، سيما بعد محاولة ابتزاز الجزائريين ومساومتهم شعبا وحكومة. وعلى صعيد آخر أطلقت جمعية روابط مشجعي الأندية الجزائرية حملة واسعة النطاق عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات، هدفها حشد المناصرين للتظاهر أمام مقارات الجزيرة الرياضية عبر العالم احتجاجا على ماأسموه "إهانة الجزائر دولة وشعبا"، وجاء هذا على خلفية ما قامت به القناة القطرية عندما بثت شريطا يتضمن قصاصة كتب عليها "المباراة (بوركينافاسو-الجزائر) بثت على التلفزيون الوطني الجزائري بطريقة غير شرعية ودون أن يحصل على أي ترخيص، وللإشارة فإن التلفزيون الجزائري كان بصدد شراء حقوق البث لولا تعثر المفاوضات في آخر المطاف بسبب مساومة القناة القطرية للتلفزيون الجزائري، والتي طالبت بمنح حق فتح كتاب في الجزائر مقابل منح حقوق البث وهذا ما لم يقبله القائمون على التلفزيون الجزائري. رجال الأعمال يردون بقوة على القناة القطرية "قادرون على شراء الجزيرة الرياضية ولا أحد يتحدى الجزائر" اعتبر أثرياء الجزائر من رجال الأعمال، أن ما قام به القائمون على الجزيرة الرياضية لايمد بصلة لا مع أخلاق الصحفيين ولا رجال الأعمال، بعد أن عمدت القناة القطرية على مساومة الجزائريين واستفزازهم، من خلال بث المقطع لفترات عديدة وطويلة لافتة إلى إن القناة القطرية تسعى لافتعال أزمة ديبلوماسية. بسبب الطريقة التي عالج بها المسؤولون القطريون الأمور، كما أصّر أثرياء الجزائر على ضرورة الاعتذار من الجزائر شعبا ودولة لتفادي بوادر الأزمة التي تلوح في الأفق. وفي نفس السياق، أكد أثرياء الجزائر، أنهم قادرون على شراء باقة الجزيرة الرياضية وفروعها ولا أحد قادر على تحدي الجزائر". المجتمع المدني يدعو الصحفيين الجزائريين العاملين بشبكة الجزيرة بمغادرتها دعا المجتمع المدني، الصحفيين الجزائريين العاملين في باقة الجزيرة الرياضية للتضامن مع الجزائر، وهذا بالمسارعة لمغادرة القناة، في ظل الإهانة التي وجهتها القناة القطرية إلى جزائر خلال المباراة التي سقط فيها الخضر أمام مضيفهم البوركنابي بهدفين لثلاثة، لحساب مباراة الذهاب المؤهلة لمونديال البرازيل. ورفضت شريحة واسعة من الجزائريين الخطوة التي قامت بها الجزيرة الرياضية، رافضين إهانة بلادهم، مؤكدين على أن مثل هذا النوع من الخلافات يمكن حله عبر القنوات القانونية وليس بالتشهير والتجريح أوالتهديد. الجزيرة الرياضيّة تتعهد بملاحقة من يتعدى على حقوقها أعلن القائمون على قناة الجزيرة الرياضيّة، أنها عازمون على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من أجل وقف من يتعدى على الحقوق الحصرية التي تملكها، وللتذكير فإنّ الجزيرة الرياضية كانت قد حصلت على الحقوق الحصرية لبث مباريات الدور الحاسم لتصفيات قارة أفريقيا المؤهّلة لنهائيات كأس العالم 2014، وتشمل تلك الحقوق البث ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. خلادي: "سوبر فايف لم تحترم حقوق البث الأرضي وحان الوقت لحل المشكل نهائيا" كشف توفيق خلادي، المدير العام للتلفزيون الجزائري، أمس، أن عملية التفاوض مع شركة "سبور فايف" المؤسسة المالكة لحقوق بث مباريات تصفيات مونديال البرازيل 2014 بلغت طريقا مسدودا بسبب الشروط التعجيزية التي فرضتها هذه الأخيرة، بالرغم مما هو متعارف عليه دوليا "حق البث الأرضي للمباريات". وقال خلادي في تصريح خص به إذاعة "جيل اف ام"، "لقد علمنا أن شركة سبور فايف باعت كل حقوق البث لمؤسسة تلفزيونية واحدة ولم تحافظ على حق كل تلفزيونات العالم ألا وهو حق البث الأرضي للمباريات، حتى يتمكن الشعب الجزائري من مشاهدة مباراة فريقه الوطني ضد بوركينافاسو". وكشف خلادي، أن التلفزيون الجزائري راسل هذه الشركة مرتين لكنه لم يتلق الرد، وفي المرة الثالثة أجابت بالرفض، ما جعل التلفزيون الجزائري يقترح مبلغ مالي كبير نظير شراء حق البث لكن دون جدوى، مضيفا أنه تم ربط شراء حق البث بفتح مكتب للقناة بالجزائر، وأوضح خلادي، أن الوقت قد حان لحل مشكلة بث المباريات من جذورها، خاصة وأن هذه الوضعية أضحت تؤرق كل الدول الإفريقية والعربية. رد عنيف من التلفزيون الجزائري على القطرين "الجزيرة كانت السباقة للقرصنة ولا نخشى شيئا" لم يتوان مسؤولون عن التلفزيون الجزائري في الرد بطريقة عنيفة على القائمين على قناة الجزيرة الرياضية وحفيظ دراجي معا عندما أكد المعلق الجزائري لقناة الجزيرة الرياضيةو أن التلفزيون الجزائري قام بقرصنة المباراة، وهو ما سيكون له تبعات من دون شك، حيث قال التلفزيون الجزائري في بيان له:"القناة التي تتحدث عن قرصنة مباراة بوركينافاسو يجب أن تعلم جيدا أنها قامت بقرصنة نهائي كأس الجمهورية 2013 دون أن تتحصل على حقوق البث من التلفزيون الجزائري، ونفس المعلق قام بالتعليق على تلك المباراة"، في إشارة إلى حفيظ دراجي. اليتيمة بثت المباراة بطريقة قانونية في الوقت الذي يبقى الجدل متواصلا حول ما إذا كان التفلزيون الجزائري قد قام فعلا بقرصنة اللقاء، فإن المعلومات التي تحصلنا عليها من مصادر مسؤولة، أستبعدت أن تفرض "الكاف" أي عقوبات على "الفاف"، مع التأكيد أن التلفزيون الجزائري تصرف بحكمة وذكاء في بث اللقاء على المباشر رغم عدم اقتنائه لحقوق بث المباراة، وهذا بالاستناد إلى الفراغ القانوني في بنود البث العالمي للتظاهرات الرياضية والكروية في العالم، من باب أن "اليتيمة" لم تنقل اللقاء وإنما بثت الصورة، وعليه فإن بوركينافاسو تعتبر مصدر البث عبر قنواتها الأرضية رغم إن حقوق البث الأصلية من صلاحيات الجزيرة فقط، وضع استغلته الجزائر بذكاء وبادرت هي الأخرى ببث هذه المباراة الفاصلة على التلفزيون الحكومي، وضع يعكس جاليا عدم إلمام العاملين والمسؤولين على باقة الجزيرة الرياضية بحقوق البث، وهذا بعد ما الزوبعة الكبيرة التي حاولوا إثارتها.