بعد الاحتجاجات الكبيرة التي شهدتها بلدية البويهي الحدودية لولاية تلمسان وما تبعها من أحداث قرر أحمد الساسي والي تلمسان زيارة هذه المنطقة والتعرف عن قرب على مختلف المشاكل والانشغالات التي يعيشها سكان المنطقة التي يعتمد أهلها على الفلاحة بشكل كبير. ومن المنتظر أن يعاين أحمد الساسي، العديد من المشاريع التنموية التي استفادت منها ببلديتي سيدي الجلالي والبويهي حيث سيعاين المركز الصحي الذي لم ينر النور بعد بمنطقة سيدي الجلالي فضلا عن سكنات اجتماعية لا تزال مغلقة ومشاريع أخرى بالتهيئة الحضرية. وفي بلدية البويهي الحدودية سيقف الوفد الولائي في أول نقطة على مشروع الثانوية الجديد الذي عرف عدة مشاكل بخصوص الأرضية التي سينجز فوقها، ففي الوقت الذي يصر فيها سكان البويهي على إقامتها بمقر البلدية يطالب سكان العابد بإقامتها بهذه النقطة التي تضم أكبر كثافة سكانية، وقد سبق للوالي الأسبق وأن أمر بإيجاد حل نهائي للمشكلة وإلا فسوف يتم تغير مكان المشروع وهي النقطة التي ليست في صالح السكان. كما سيعاين الوالي العديد من النقاط الأخرى بما فيها مركز التكوين المهني وقاعة للعلاج وأخرى، خاصة بالشباب فضلا عن عديد النقاط الأخرى، كما ينتظر أن يقوم الساسي، بزيارة منجم العابد الذي تقرر إغلاقه بصفة مؤقتة بعد تسريح أكثر من 60 عاملا كانوا يشتعلون به، ويأمل سكان بلدية البويهي وسيدي الجلالي وعشرات المناطق الحدودية في التفاتة جادة بتخصيص مشاريع إنمائية كبيرة للمنطقة للقضاء على مظاهر الحرمان والتخلف التي ظلت مرتبطة بمختلف المناطق الحدودية. وفي هذا الإطار كشفت مصادر مقربة من والي الولاية، أن المسؤول الأول عن عاصمة الزيانيين سيعلن عن مشاريع كبرى بهذه النقاط كبدائل جادة للتهريب الذي ارتبط بالحدود. وذكرت مصادرنا أن الساسي، تلقى أوامرا من الوزير الأول ووزير الداخلية، بضرورة التقرب أكثر من المواطن لمعرفة أهم المشاكل الأساسية ومعالجتها ومن البدائل التي تركز عليها الدولة كبدائل أساسية لظاهرة تهريب الاستثمار في الجانبين الفلاحي والاقتصادي، حيث سيتم تقديم تسهيلات هامة في هذا الخصوص. وكان الساسي أحمد عبد الحفيظ، قد أمر بضرورة النظر الجاد والايجابي إلى مختلف المناطق الحدودية التي ظل اسمها مرتبطا بالتهريب، خاصة بدوائر مغنية البويهي ومختلف المناطق الأخرى التي لم تنل نصيبها من التنمية، وشدد الوالي على ضرورة النهوض بالواقع المعيشي لسكان المناطق الحدودية وتخصيص مشاريع كبرى للقضاء على مختلف مظاهر التخلف والإقصاء والتهميش الذي عرفته طيلة مدة من الزمن، وجاءت تقارير الوالي عقب الزيارة التي قادته إلى منطقة البويهي الحدودية رفقة المدير العام للجمارك، حيث وقف الوالي مطولا على الأوضاع المزرية التي يكابدها سكان المناطق الحدودية جراء نقص المشاريع التنموية وغيابها في كثير من الأحيان، وهو الأمر بالنسبة لمختلف المناطق الحدودية على غرار قرية الزوية التي تعاني من عديد المشاكل وتأتي في مقدمتها أزمة العطش وانعدام قنوات الصرف الصحي، بالإضافة إلى تأخر مشروع الغاز الطبيعي، مما زاد من معاناة السكان مع قارورات غاز البوتان التي تعرف مضاربة خلال هذا الفصل بهذه البلدية التي يقطنها، وحسب ما أكده المحتجّون فإن الأبواب التي طرقوها لحل المشاكل لم تجد آذانا صاغية مما دفع بالسكان إلى الخروج إلى الشارع كما يعاني سكان القرية من عزلة بسبب وضعية الطرق. وفي قطاع الصحة أكد المحتجّون أنهم يعانون الكثير من نقص الخدمات الصحية لوجود قاعة علاج تقتصر على العلاجات الأولية كالحقن وانتقد السكان طريقة التمنية في المنطقة وعدم الأخذ بالأولويات وطالب المحتجّون التفاتة السلطات إلى قطاع السكنات الريفية وإعطاء المناطق الحدودية نصيبها من التنمية. وسبق أن زار والي تلمسان الجديد دائرة مغنية الحدودية أين شدّد على ضرورة النهوض بالواقع التنموي لدائرة مغنية الحدودية والقضاء على مظاهر التهريب مؤكدا أنه تم تخصيص عشرات المشاريع الهامة لتحسين الإطار المعيشي للسكان منها بدائل هامة في الفلاحة والصناعة شريطة توفر الظروف الملائمة. وأكد الوالي في لقائه مع فعاليات دائرة مغنية الحدودية في أول زيارة رسمية له منذ توليه زمام الهيئة التنفيذية لعاصمة الزيانيين، أن مدينة مغنية لابد لها من انتفاضة تنموية كبيرة تمحو أثار التهريب الذي شوه المدينة طيلة فترات متتالية معتبرا أن الدولة رصدت مبالغ مالية كبيرة بإمكانها دفع التنمية المحلية. وفي قطاع الأشغال العمومية استمع الوالي إلى عديد الانشغالات منها قضية ضيق الطريق الرابط بين الملحقة الجامعية ووسط المدينة، إضافة إلى الاختناقات المرورية وسط المدينة. وفي هذا الشق كشف الساسي، عن أربعة مشاريع جديدة تم دراستها منها انجاز ثلاثة أنفاق ستساهم لامحالة في رفع الضغط وتخفيف حركة المرور التي تشهد حالة مزرية خاصة في الصباح. كما استمع الوالي الجديد إلى عدة مشاكل خاصة بالعقار وأملاك الدولة، أين أكد أن أملاك الدولة لن يتساهل مع من ينتهكها في إشارة إلى عشرات الأراضي التي اغتصبتها مافيا العقار. ولدى تطرقه إلى الملحقة الجامعية التي استفادت منها دائرة مغنية خلال السنوات الأخيرة، كشف أحمد الساسي، عن توسيعها وترقيتها إلى مركز جامعي، وهو المشروع الذي سيشرع في انجازه خلال الأيام القادمة، بعد أن تم اختيار الأرضية المناسبة التي عمدت بعض الأطراف إلى غرسها ب500 شجرة زيتون لتعطيل المشروع وتحويله إلى وجهة أخرى. وكان والي تلمسان الجديد، قد قام بزيارة مراطونية إلى مختلف المشاريع الكبرى بدائرة مغنية، حيث وقف على مشروع البلدية الجديدة بحمام بوغرارة، أين شدّد على ضرورة تسليمه في أجل لا يتعدى شهرين مطالبا باحترام المقاييس والتقنيات المعمول بها. وبمغنية وقف الوالي، على الوضعية المزرية التي يعرفها المستشفى، حيث طالب من المدير بضرورة السهر على راحة المرضى وتحسين الخدمات الصحية المقدمة، كما تفقد عشرات المشاريع التنموية بالدائرة منها مشروع ألف مسكن، والذي انتهت به الأشغال في انتظار استكمال عملية دراسة الملفات وتوزيع المساكن قبل نهاية السنة.