إنتقدت الجمعية الجزائرية للطب الداخلي، خلال الملتقى الذي نظمته مؤسسة "إمرجي" بسوفيتال تحت شعار "كيف ستكون المنظومة الصحية مستقبلا "، وزارة الصحة أمام عجزها عن التكفل بأصحاب الأمراض المزمنة وكذا تسجيل خلل كبير في النظام الصحي بالسنوات الأخيرة. ناقش الخبراء المشاركون بالندوة كافة النقائص التي ستساهم في إرتفاع نسبة الوفيات بين المصابين بالأمراض المزمنة والمسنين في السنوات القادمة. وكشف البروفيسور فريد شاوي، المختص بالطب الداخلي، أن ثقافة التكفل بالمرضى لازالت غائبة عن الهياكل الصحية بالجزائر مؤكدا على أن نسبة كبيرة من المصابين بأمراض القلب والسكري لازالوا يواجهون صعوبة كبيرة في العلاج كونهم غير مأمنين إجتماعيا. ونوه المتحدث أن نسبة المسنين سترتفع من 6بالمائة إلى 12 بالمائة مستقبلا إن لم يتم التكفل بهم من قبل وزارة الصحة كما أضاف شاوي أن الجزائر تسجل مايقارب 30 حالة وفاة سنويا بين النساء الحوامل بسبب غياب التكوين والخبرة في السلك شبه الطبي. وأشار خبير الصحة جون غرانوغو أن الجزائر عملت على بناء عدد كبير من المؤسسات الإستشفائية لكنها لازالت غير قادرة على تسييرها وتنظيمها بشكل يسمح للمرضى بتلقي الرعاية الصحية الجيدة. كما ذكر مختصو الأمراض المزمنة، أن المستشفيات لازالت تعاني نقصا فادحا بالآسرة، مقارنة بالعدد الكبير للمرضى حيث دعوا إلى ضرورة التنسيق بين القطاع الخاص والعام وكذا تخصيص ميزانية للتكفل بالمرضى بهدف تقليل نسبة الوفيات بين المرضى العاجزين عن العلاج في السنوات القادمة.