حتى وإن اختلف أئمة مساجد العاصمة أول أمس في شكل وأسلوب إلقائهم لخطب عيد الفطر المبارك إلا أنهم أجمعوا على ضرورة الدعوة إلى توحيد الله وشكره على أنه بلغنا شهر رمضان، فضلا عن نبذ الفرقة والإختلاف ونشر تعاليم الدين الإسلامي وإحياء مظاهره في هذا اليوم السعيد. حيث شددوا على وجوب الوقوف صفا واحدا لتجاوز محن الأمة الإسلامية والتصدي للهجمات الصليبية المدبرة من طرف أعداء هذا الدين والمتربصين به مستغلين كافة الوسائل المتاحة. دون نسيان التذكير بالعمل والمواصلة على الاجتهاد في الطاعة والثبات حتى ما بعد رمضان . حيث تطرق إمام وخطيب مسجد الأبرار ببوزريعة الشيخ يحيى بدر الدين صاري، إلى الأجر والثواب وكذا الجوائز الربانية التي يكرم بها المسلم في مثل هذا اليوم الذي صرف وقته طيلة أيام الشهر الكريم في طاعة الله عز وجل، بداية من الصيام والقيام والتكافل الاجتماعي الذي طبع حياة الفرد الجزائري المسلم. وصولا إلى مشاهد الوحدة والتواصل بين أفراد المجتمع الواحد مذكرا إياهم بضرورة الثبات على الدين وتحقيق مبدأ الوحدة والائتلاف ونبذ الفرقة والإختلاف، في المقابل اغتنم الشيخ يحيى صاري فرصة اجتماع العدد الهائل للمصلين الذين اكتظ بهم المسجد فضلا عن ساحته التي شهدت هي الأخرى نفس المشهد مشكلين بذلك كافة فئات المجتمع وطبقاته. كما لم يفوت الفرصة للتنبيه بالحملة الصليبية والخطط الجهنمية التي تحاك في العلن قبل الخفاء والتي طالت ولا تزال – حسب ذات الشيخ – تطال وتلاحق الأمة الإسلامية من مشارق الأرض ومغاربها والتي يهدف أصحابها من ورائها تشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف، وما تقسيم السودان واحتلال العراق وتدمير ليبيا ونشر الخلافات الطائفية في البلاد الإسلامية وغير ذلك من مظاهر الفرقة والتشتت – برأي الشيخ دائما - إلا دليل على السعي الحثيث لبلوغ أعداء هذا الدين غايتهم، مؤكدا على ضرورة الوقوف صغارا وكبارا علماء ومثقفين وطلاب علم وغيرهم أمام هؤلاء المتربصون بالإسلام والمسلمين. وفي الختام دعا الشيخ يحيى بدر الدين صاري الله بأن يفرج كرب المسلمين وييسر أمرهم ويجمع شملهم ويوحد كلمتهم ويبدل خوفهم أمنا، وهو الأمر كذلك عند باقي أئمة العاصمة. حيث من جهتهه أشار إمام وخطيب مسجد النصر بواد طارفة بالعاشور الشيخ المختار إلى ضرورة نشر مبدأ التسامح والأخوة بين المسلمين وكذا الإعتصام بحبل الله وشكر نعمه التي لا تحصى، أما إمام مسجد الفتح هو الآخر نبه المصلين بضرورة التفطن إلى ما أسماها ب"المؤامرة" المدبرة من قبل أعداء الإسلام. في المقابل دعا إمام مسجد الرحمن ببراقي الليبيين إلى السعي وراء حقن الدماء بدل إراقتها.