أكدت نورية بن غبريط رمعون، وزيرة التربية الوطنية، على إلزامية إعداد ميثاق لأخلاق المهنة بالقطاع يعوض الجانب الاحترافي، الذي تفتقر إليه المدرسة الجزائرية. وأضافت الوزيرة لدى افتتاح الندوة الوطنية التقييمية لإصلاح المنظومة التربوية أمس أن هذا الميثاق سيكون بمثابة دليل عمل بالمدرسة، أما جلسات الندوة التي تستمر إلى اليوم فتركز بصورة أساسية على الطور الإلزامي مع الاستعانة بالعناصر المرجعية الضرورية على غرار تقارير اللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة المصاغ سنة 2000، مع تبني منهجية شاملة تركز على تكوين المكونين، تحسين ظروف التمدرس وعصرنة التسيير البيداغوجي للمؤسسات التربوية، دون إغفال أهمية تعميم التعليم التحضيري والنهوض باللغات الأجنبية في مناطق الجنوب والهضاب العليا حتى بالنسبة لفئة التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة. وتجمع نقابات التربية أن جلسات تقييم إصلاحات المنظومة التربوية لا يمكن أن تكون ذات أهمية وتأثير على السياسة التربوية في الجزائر، إلا إذا اقترنت توصياتها بالجانب التطبيقي الذي يجب أن يوكل لمسؤولين أكفّاء. وتحدث صادق دزيري رئيس نقابة "أنباف" على هامش الندوة التي حضرها أعضاء من البرلمان بغرفيته، أساتذة وشركاء اجتماعيون عن العوائق التي ترهن نجاح هذه الجلسات وتحقيقها للأهداف المسطرة، والتي يعد التنفيذ محركها الأساسي على اعتبار أن الجلسات التي بوشر عقدها خلال فترة تسيير عبد اللطيف باب احمد للقطاع افتقرت إلى ذلك ما وضعها في إدراج النسيان، لتكون هذه الندوة ملخصا لكل ما تمخض عنها من مقترحات وتوصيات أعقبتها لقاءات ومشاورات عديدة بين وزيرة التربية نورية بن غبريط رمعون والشركاء الاجتماعيين. كما أن هذه الجلسات، على حد قول رئيس النقابة، يجب أن تتجه نحو تعميق مشاوراتها خلال فترة زمنية أطول بما يخرج قراراتها وتوصياتها من دائرة الارتجالية لتكون حوصلتها قوية، ذات ركائز تحول دون تعريض أجيال أخرى من التلاميذ لمغامرة التجريب والإخفاق خاصة في حالة غياب الإرادة السياسية القادرة على توجيه هذه الإصلاحات نحو الشق الإيجابي في حالة التدرج في دراسات الملفات حتى لا يتم تشويه أهميتها. وهو ما أيده رئيس نقابة سنابست مزيان مريان معلقا نجاح التوصيات بأن تكون وليدة تشخيص معمق للقطاع يخرج بها من فخ الاحتمالية المستمرة، وبشكل أساسي إذا اقترنت هذه الإصلاحات بتجسيد مقاربة الكفاءات إعادة العمل بميثاق أخلاقيات مهنة التدريس، الذي اعتبرته الوزيرة في مداخلتها أساسيا لتعويض النقص المسجل على المستوى الاحترافي. بينما جدد رئيس نقابة عمال التربية "اسانتيو" عبد الكريم بوجناح التأكيد على ضرورة "إعادة الإصلاح" بالتركيز على معالجة إشكالية المناهج ومستوى تكوين الأساتذة المكونين. وعرج مسعود بوذيبة المكلف بالإعلام في نقابة كنابست إلى القول أن هذه الجلسات يجب أن تكون بداية إعادة مراجعة لكل القرارات التي اتخذت بشأن القطاع. لتلتقي مواقف النقابات في نقطة أن هذه الإصلاحات تبقى رهينة استجابة وزارة التربية لمطالبها المرفوعة آنفا، والتي لم تجسد على أرض الواقع بعد.