كشفت وزارة الداخلية الإسبانية أمس الثلاثاء عن اعتقالها لخمس جزائريين يشتبه في انتمائهم لإحدى خلايا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وأشارت الوزارة في بيان صدر عنها أمس، أن المتهمين بين 36 و49 سنة. ذكر بيان وزارة الداخلية الاسبانية أن توقيف الجزائريين الخمسة تم صبيحة أمس بمقاطعتي الباسك ونافارا الواقعتين في الشمال الاسباني، وقد تمت العملية بعد حصول الشرطة الاسبانية على معلومات أمنية تفيد بتحركات مشبوهة لعناصر جزائرية في المنطقتين المذكورتين، حيث جندت الداخلية 150 ضابط من الحرس المدني في عدة مدن في وقت واحد، وبعد توقيفهم تم التعرف على هوياتهم والأمر يتعلق ب “محمد طالبي، حكيم عنيش، منير عوداش، عبد الغفور بن صاولة وأحمد بن شهرة، وقد اتهمتهم السلطات الإسبانية بالتورط في نشاطات ضمن ما يعرف بخلية للدعم اللوجستيكي والمالي للجماعات الإرهابية، وحسب بيان الداخلية الاسبانية فإنهم أرسلوا أموالا إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كما أن لهم علاقات مع إسلاميين راديكاليين في فرنسا وإيطاليا وسويسرا، وقد ضبط بحوزتهم أجهزة إعلام آلي أثناء عملية المداهمة، وأكدت الشرطة الاسبانية أن عملية التفتيش لا تزال مستمرة وقد تؤدي إلى مزيد من الاعتقالات. ويأتي هذا التحرك من الجانب الاسباني في وقت فرضت الجزائر منطقها بضرورة تعاون كافة الأطراف من أجل محاربة الظاهرة، خاصة وأن القاعدة في بلاد المغرب لا تزال تملك خلايا نائمة هناك بأوروبا خاصة إسبانيا، وكانت وزارة الداخلية الإسبانية قد أعدت استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب الدولي والجهادي الراديكالي الذي برأيها بات يشكل تهديدا حقيقيا لسلامة إسبانيا على مستوى الأمن العام. وكانت وكالة أندلس برس ذكرت في تقارير سابقة، أن الحكومة الإسبانية صادقت تحت سرية تامة منذ سنة على برنامج يعد بمثابة خطة لمكافحة الإرهاب الدولي والجهادي، والتي دخلت حيز التنفيذ في الآونة الأخيرة، مضيفة أن وزارة الداخلية أعدت تقريرا من 100صفحة تحت غطاء السرية كقاعدة أساسية لإستراتيجية مقننة لمكافحة الإرهاب الجهادي، كما أن الخطة ذاتها تبقى شاملة ولم تعد تقتصر فقط على وزارة الداخلية الإسبانية بل تعدت جدرانها ودخلت ستة وزارات ضمن خطة لمحاربة التطرف الديني في سابقة أولى من نوعها.