نصّب الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني أمس المحافظة الجديدة للحزب في بوسعادة بولاية المسيلة، في إطار "إصلاحات جديدة" تبناها الأفلان باستحداث هياكل جديدة للحزب، في خطوة تستبق مشروع التقسيم الإداري المنتظر أن تعلن عنه وزارة الداخلية. ويأتي تنصيب محافظة بوسعادة في جولة يقوم بها سعداني هذه الأيام، لتدشين الهياكل الجديدة للحزب، بعد أن نصب في اليومين الأخيرين محافظات أفلو بولاية الأغواط وعين وسارة بالجلفة، وهي دوائر أهلها سعداني لتكون من بين الدوائر التي سيعلن عنها كولايات في التقسيم الإداري القادم، ما يطرح تساؤلات حول علاقة تحركات سعداني بمشروع وزارة الداخلية، بعد أن باتت تصريحات الأمين العام للأفلان في الآونة الأخيرة، تتجاوز الإطار الحزبي، لتمس قرارات الحكومة، في حديثه عن تغييرات هامة مرتقبة ستمس أجهزة الدولة، وهي تصريحات اعتبرها مراقبون بمثابة خارطة طريق مستقبلية. وأشار سعداني في تجمع لمناضلي الحزب في بوسعادة، أن الأفلان يتجه نحو إصلاحات عميقة بفتح أبوابه لمناضلين جدد واستحداث هياكل جيدة. وجدد سعداني دعوته للمعارضة للإلتحاق بالمشاورات حول الدستور، "لأن مسودة تعديل الدستور، تعطي مكانة متميزة للمعارضة". وهو ما رد عليه رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري. وكتب مقري في صفحته على موقع "فايسبوك" أن "الظاهر من تصريحات سعداني في دعوة المعارضة، هو أن السلطة تحاول إنقاذ المشاورات حول الدستور من الفشل"، وقال "عجيب كيف تصل السياسة إلى هذا المستوى من التدليس، هم من رفضوا أن يطبقوا القوانين الحالية التي تسمح للمعارضة أن تكون لها عضوية في مكتب المجلس الشعبي الوطني ويتحدث عن مشروع مستقبلي". أكد عمار سعداني في لقاء له مع مناضليه بالمسيلة، أن حزبه استبق التقسيم الاداري، ملحا في ذات السياق أن إنشاء محافظات وقسمات بناء على عوامل، بينها الكثافة السكانية، داعيا مناضليه الابتعاد عن الصراعات الذاتية والالتفاف حول مصلحة الحزب وحماية ومنتخبي الحزب في المجالس البلدية والولائية من الضغوط التي يتعرضون لها، من جرهم إلى المحاكم، منتقدا في نفس الوقت عدم إعطاء صلاحيات للبلديات. وبلهجة مثيرة قال: هل يعقل أن يصبح ريئس بلدية منتخبا ينتظر إمضاء ملف ماء من رئس دائرة معين؟ مختتما كلامه بضرورة فتح الأبواب أمام الشباب وعرج في مجرى حديثه للرد عن خصومه قائلا: "حزب جبهة التحرير يرفض المزايدات ومن أراد عرقلته لن يستطيع ونحن لا نريد أن يكون حزبنا قاطرة بل نحن العربة التي تقود البلاد".